اعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي الجمعة ان كوريا الشمالية ستدفع ثمن غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية "شيونان" فيما ازدادت حدة التنديد الدولي بالهجوم الذي اوقع 46 قتيلا. وقال كين تاي يونغ متوجها الى صحافيين اجانب ان "كوريا الشمالية تخطت الحدود، وسيترتب عليها دفع الثمن لقيامها بمثل هذا العمل". وذكر وزير الدفاع الكوري الجنوبي أن بلاده والولايات المتحدة يدرسان رفع درجة التأهب ضد كوريا الشمالية. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء عن كيم في رده على سؤال لاحد الصحفيين بشأن احتمال رفع مستوى المراقبة إلى ثاني أعلى مستوى "بينما نراقب التحركات الكورية الشمالية فإننا ندرس هذا الامر". من جهته اعتبر الرئيس لي ميونغ - باك ان الهجوم على البارجة في 26 اذار/مارس يشكل انتهاكا للهدنة التي انهت حرب 1950-1953 بين البلدين، لكنه اكد ان رد سيئول سيكون حذرا. وعرضت وزارة الدفاع الجمعة محركات الدفع وقطعا اخرى خلال مؤتمر صحافي عقد لدعم نتائج تحقيق اجري بهذا الصدد. واشار الخبراء الى اوجه شبه بين اجزاء الاسلحة التي تم انتشالها ونماذج استخدمتها كوريا الشمالية عند تصدير هذا النوع من الطوربيد، مشيرين ايضا الى ان اثار مواد متفجرة رصدت على اجزاء الطوربيد تطابق اثارا وجدت على هيكل البارجة. وقال مسؤول كبير في الاستخبارات العسكرية ان بيونغ يانغ شنت الهجوم على ما يبدو ردا على اشتباك حصل في تشرين الثاني/نوفمبر قرب الحدود المتنازع عليها وادى الى اشتعال زورق دوريات كوري شمالي. وقال مدير وكالة استخبارات الدفاع اللفتنانت جنرال هوانغ وونغ - دونغ ان الهدف كان "استعادة شرف الجيش ورفع معنوياته". واعلن كيم ان سيئول ستطلب من مجلس الامن الدولي فرض عقوبات اضافية على الشمال. غير ان الصين حليفة كوريا الشمالية والعضو الدائم في مجلس الامن، اكتفت حتى الان بدعوة مختلف الاطراف الى ضبط النفس. ودعا الرئيس لي الى اجتماع طارىء لمجلس الامن القومي للمرة الاولى منذ حوالى سنة لبحث رد سيئول. وقال "هذا استفزاز مسلح يشكل انتهاكا لميثاق الاممالمتحدة ولاتفاقية الهدنة وللاتفاقية الاطار بين الكوريتين (1991)". لكن كوريا الجنوبية تستبعد على الارجح اي رد عسكري خوفا من ان يؤدي ذلك الى نشوب حرب شاملة. وقال لي "هذا الحادث خطير الى حد يترتب علينا لزوم الحذر الشديد في التعاطي معه". وجددت بيونغ يانغ الجمعة اتهاماتها للجنوب ب"تلفيق" الادلة وقال متحدث باسم لجنة اعادة التوحيد السلمي لكوريا في بيان ان كوريا الجنوبية "اكتفت بعرض شظايا وقطع المنيوم غير معروفة المصدر ك «ادلة»، ما جعلها موضع سخرية". وتابع ان "المجموعة الدمية (حكومة سيئول) خلقت وضعا خطيرا للغاية في شبه الجزيرة الكورية الى حد ان حربا يمكن ان تندلع حالا"، مرددا بذلك تحذيرا غالبا ما يستخدمه الشمال. واعلن البيان ان الشمال يعتبر الوضع الحالي "مرحلة من مراحل حرب" مهددا بالرد على اي اجراءات مضادة من قبل سيول "عبر التجميد التام" للعلاقات بين الكوريتين وإلغاء ميثاق عدم الاعتداء والوقف التام لاي تعاون بين البلدين.