بتوصلها الى اتفاق بين القوى الكبرى على معاقبة ايران، نجحت الولاياتالمتحدة في تغليب سياستها حيال الملف النووي الايراني متجاوزة عقبات كثيرة بما فيها تحفظات الصين. وقال دبلوماسيون لوكالة فرانس برس ان القرار الذي عرض الثلاثاء على مجلس الامن الدولي لا يغلق باب الحوار. الا انه يدل على ان مجموعة الدول الست (المانيا والصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) ترى ان طهران لم ترد على السؤال الاساسي بشأن الطابع الحقيقي لبرنامجها النووي - مدني او عسكري -. وكانت هذه الحجة الاساسية لواشنطن. وبعد ان تفاوضت مع تركيا والبرازيل عرضت طهران الاثنين مبادلة 1200 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5 بالمئة ب120 كلغ من اليورانيوم المخصبن بنسبة عشرين بالمئة. وينص الاتفاق الذي ابرم في اللحظة الاخيرة في طهران على مواصلة التخصيب بنسبة 20 بالمئة. وعلى كل حال كانت الدول الست تعتبر تبادل اليوارنيوم "اجراء يهدف الى خلق الثقة" بين ايران والقوى الكبرى وليس وسيلة لتهدئة القلق. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي "انها وسيلة وليست غاية. هذا لا يحل المشكلة الاساسية". وتبنى دبلوماسي غربي في الاممالمتحدة هذا التحليل الاربعاء. وقال ان التفاهم بين البلدان الستة بشأن عقوبات جديدة تم التوصل اليه الجمعة 14 ايار/مايو في نيويورك اي قبل ثلاثة ايام من ابرام الاتفاق في طهران. وبعد ذلك، استفاد الدبلوماسيون من عطلة نهاية الاسبوع لمشاورة عواصمهم للمرة الاخيرة قبل اجتماع اخير مغلق "للتثبت" صباح الاثنين، تلاه اعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون صباح الثلاثاء. وتفصل ستة اسابيع بين عرض الولاياتالمتحدة لمشروع القرار والاتفاق بين الدول الست. لكن جهود واشنطن استمرت في الواقع اشهرا. فمنذ 2009 تؤكد كلينتون بلا كلل في كل المحافل والدول التي زارتها ان الجمهورية الاسلامية لن تحترم واجبي الشفافية ومنع الانتشار النووي ما لم تجبر على ذلك. وفي نيسان/ابريل الماضي، انتهز الرئيس الاميركي باراك اوباما فرصة توقيع معاهدة خفض التسلح النووي (ستارت) مع روسيا ثم القمة حول الامن النووي ليتحدث امام العالم اجمع عن خطر ايران تمتلك اسلحة نووية. وطوال العملية، دعم الاوروبيون الولاياتالمتحدة وانضمت اليها روسيا تدريجيا. وكان مفتاح اي اتفاق انضمام الصين اليه، الشريكة التجارية الكبرى لايران والتي لم تتراجع عن تحفظاتها على فرض عقوبات الا في الايام الاخيرة. حتى ان المدونة الاميركية "تشاينا ماترز" قدرت ان الصين قد تكون "علقت بين تناقضين" مطلع الاسبوع يتمثلان بالاتفاق بين ايران وتركيا والبرازيل وقرار واشنطن الاعلان عن نص الاممالمتحدة. الا ان السفير الصيني في الاممالمتحدة لي باودونغ قال الثلاثاء ان "نشر مشروع قرار عن ايران (في مجلس الامن الدولي) لا يعني ان باب الدبلوماسية اغلق". واضاف ان "الحوار والدبلوماسية والمفاوضات هي الوسيلة المثلى لمعالجة الملف النووي الايراني".