"ان التراث بوسعه الصمود مئات وآلاف السنين ويستمر ببقائه بالحياة " عبارة اطلقها فريدريش فون أحد أهم اقتصاديي القرن الماضي والحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1974 م وهي عبارة تؤكد ان التراث الشعبي يحظى باهتمام كبير لدى الباحثين وغدت مواده بأهميتها تدرس في معاهد وجامعات العالم. في كتابها الصادر حديثاً بعنوان " التراث الشعبي الفلسطيني – ملامح وأبعاد " تؤكد الكاتبة وسيلة محمود الحلبي ان وطناً بلا تقاليد هو وطن بلا حضارة مشددة على اهمية استمرار منظومة التراث والثقافة والعادات والتقاليد عادة إياها من اهم الشواهد الحقيقية على اثبات الهوية للشعوب والدفاع عن التاريخ الضارب في عمق الأرض باعتباره دفاع عن الحضارة والفكرة والمستقبل ايضاً. غلاف الكتاب الكتاب جاء متضمناً معلومات توثيقية وصوراً بين دفتي غلافيه بالإضافة الى توطئة قدمت بها الكاتبة إصدارها اشارت فيها الى ان ملامح ومعالم شخصية امة ما تتحدد ضمن مقومات اساسية تضمن الحفاظ على هوية هذه الأمة مهما بلغ حجم التهديد الذي تتعرض له هذه المقومات وهي الدين واللغة والتراث المكتوب والعادات والتقاليد والأعراف مؤكدة ان وجود هذه المقومات هو الذي يشكل " روح الحياة ووجهها الاجتماعي وجريان نسغها في الأجيال جيلاً بعد جيل ولكل تقليد مجموعة من العادات التي يجب ان يتبعها الصفير والكبير في المجتمع حفاظاً على النظام والنسيج الاجتماعي الذي قد يؤدي اي خلل فيه الى انهياره هذا علاوة على التحديات الخطيرة التي باتوا يواجهونها على نحو يومي كما تطرقت الكاتبة الى الصراع الثقافي الذي خاضه فلسطينيو "48" على مدى ستين عاماً من اجل البقاء والصمود حيث سعت "سلطات الاحتلال" جاهدة لطمس الهوية الثقافية الفلسطينية من حيث الثقافة والهوية ويعارضون تعريف"دولة الكيان كدولة يهودية". الكتاب جاء في ثلاثة فصول الأول اشتمل على اضواء على العادات والتقاليد والموروث الشعبي الفلسطيني والملابس الفلسطينية وكذلك الحلي والزينة والتزيين والأعراس الفلسطينية نكهة التراث والأغاني الفلسطينية اما الفصل الثاني فقد اشتمل على المأثورات الشعبية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية كما استعرض الألعاب في القرى الفلسطينية والأمثال الشعبية والحكايات وختمت كتابها بالفصل الثالث الذي استعرض النقود الفلسطينية وكذلك المتاحف ودورها في الحفاظ على التراث كما سلطت الضوء على الحمامات التراثية في فلسطين وكذلك البريد والطوابع والفن التشكيلي الفلسطيني. الكتاب قدم له سفير دولة فلسطين في المملكة جمال الشوبكي بكلمة اعتبره فيها بادرة طيبة للكاتبة وبمثابة بذرة خير في طريق العودة ورصاصة موجهة للعدو الصهيوني الذي يحاول طمس تراث فلسطين الغالي عاداً هذا الإصدار كنزاً ثميناً لا بد ان يتدارسه أطفال فلسطين وأبناؤه لينغرس في دمهم منذ نعومة أظفارهم.