صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب طبعة جديدة من رسائل ابن رشد، تحقيق كل من الدكتور جورج قنواني، وسعيد زايد، وتقديم الدكتور إبراهيم مدكور. تبين الرسائل التي تقع في 439 صفحة أن أبو الوليد بن رشد كان قد عاش فى القرن السادس الهجري فيلسوفا ذائع الصيت، موسوعي المعرفة، مهتما بتحصيل العلوم، فألف في الفقه والطب والأخلاق والمنطق، ولم تتوقف آثاره الفكرية على إسهاماته في ميدان الفلسفة، والتي استحوذت على اهتمام المفكرين والباحثين والمؤسسات الأكاديمية في الشرق والغرب، وترجمت أعماله إلى اللاتينية والعبرية لاسيما "شروحه لارسطو" في صورها المختلفة. ولد أبو الوليد محمد بن احمد بن رشد الاندلسي في قرطبة عام 520 هجرية وتوفي في مراكش عام 595 هجرية، وعاش فترة حياته في اشبيلية قبل ان يعود ثانية إلى قرطبة. ويكشف هذا الكتاب "رسائل ابن رشد" جانبا مغمورا من جوانب الفكري الرشدي، حيث يضم تلخيصات ابن رشد وتعليقاته على بعض رسائل جالينيوس الطبية ومنها كتاب" القوى الطبيعية"، وكتاب" الحميات"، وكتاب "العلل والأعراض"، وكتاب "حفظ الصحة" وكتاب "في أصناف المزاج"، هذا بالإضافة الى رسالة ابن رشد نفسه في "الترياق". وكانت آراء ابن رشد الفلسفية محورا للعديد من البحوث والدراسات الفلسفية حيث يذخر التراث الفلسفي بالعديد من الاطروحات حول أعماله ورؤاه الفلسفية وموقفه من الفلاسفة السابقين وقضايا عصره، ويجيء "رينان" في مقدمة من لفتوا الانتباه تجاه أعمال ابن رشد وفلسفته وأثره في الفكر المعاصر، فأوقف عليه رسالته الكبرى "ابن رشد والرشدية" التي ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر لتكشف عما أثاره ابن رشد من قضايا في القرون الوسطي وعصر النهضة. وهو ما دفع أكاديمية القرون الوسطي بجامعة هارفارد ومؤسسات دولية أخرى كاليونسكو إلى البحث عن مؤلفاته بالعربية والعبرية واللاتينية والاحتفاء بها.