قال البيت الابيض الاثنين ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها مازالت لديهم "مخاوف جدية" بشأن الملف النووي الايراني، رغم اتفاق تبادل اليورانيوم الذي ابرمته ايران مع تركيا والبرازيل، الا انها لا ترفض الاتفاق كليا. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما ان قيام ايران بنقل اليورانيوم المنخفض التخصيب الى خارج اراضيها سيكون "خطوة ايجابية" الا انه اشار الى ان ايران "اعلنت انها ستواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المئة، ما يشكل انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الامن الدولي". واضاف غيبس "أخذنا علما بالجهود التي بذلتها تركيا والبرازيل"، الا انه اشار الى ان الاتفاق الذي اعلن عنه في طهران يجب "ان يعرض على الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل ان يتمكن المجتمع الدولي من تقييمه". واعتبر المتحدث باسم البيت الابيض انه انطلاقا من التصرفات السابقة لايران "فانه لا تزال لدى الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي مخاوف جدية" ازاء الملف النووي الايراني. وتابع غيبس "اضافة الى ذلك، فان البيان المشترك الصادر في طهران ملتبس في ما يتصل بنية ايران لقاء مجموعة الدول الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا) لتبديد قلق المجتمع الدولي حول برنامجها النووي". وقال ايضا ان على ايران ان "تثبت عبر افعال، وليس فقط عبر اقوال، نيتها الوفاء بالتزاماتها الدولية وتحمل نتائجها، ومنها (فرض) عقوبات". كذلك، ابدى البيت الابيض استعداده للتوصل "الى حل دبلوماسي في شأن البرنامج النووي الايراني في اطار مقاربة مجموعة الدول الست"، لافتا الى انه يريد "التشاور من كثب (مع) شركائه حول هذه التطورات". وقالت الولاياتالمتحدة انها لن توقف او تبطىء جهودها لفرض عقوبات قاسية على ايران رغم اتفاق تبادل اليورانيوم. وقال غيبس ان الاتفاق "لا يغير الخطوات التي نتخذها، بما في ذلك فرض عقوبات، لتحميل ايران المسؤولية عن التزاماتها". وقال غيبس انه اذا التزمت ايران بالاتفاق الجديد فان ذلك سيمثل "بعض التقدم". الا انه قال انه حتى لو حدث ذلك، فان واشنطن لديها مخاوف بشأن "الوتيرة الكلية" للبرنامج النووي وحقيقة ان طهران قالت انها ستواصل تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20 بالمئة. (مدفيديف..ترحيب ودعوة للتشاور) من جانبه رحب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس بالاتفاق معتبرا في الوقت نفسه ان من الضروري اجراء مشاورات جديدة للرد على كل الاسئلة العالقة. وقال مدفيديف في مؤتمر صحافي في العاصمة الاوكرانية كييف، التي يزورها حاليا، "يجب الترحيب بما حققته البرازيل وتركيا "مضيفا" يجب ان نجري مشاورات فورية مع جميع الاطراف المعنيين بمن فيهم ايران وان نرى على الاثر ما يمكن ان نقوم به". واضاف الرئيس الروسي "امر جيد انهم خرجوا بنتيجة ما، ونجحوا في مناقشة اعقد مشكلة في الملف النووي الايراني وان تكون هناك رغبة في تبادل اليورانيوم الضعيف التخصيب مقابل اليورانيوم العالي التخصيب في النسب التي حددها الاتفاق". واعتبر الرئيس الروسي ان "السؤال المطروح هو هل هذا المستوى من التبادل كاف؟ وهل كل الاطراف المعنية في المجتمع الدولي راضية؟". واضاف ان "هدنة قصيرة ليست بالكثير" موضحا انه سيجتمع مع الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا. فيما قال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان جي مون الامين العام للامم المتحدة الاثنين إن الاتفاق "مشجع" الا ان على ايران الالتزام بقرارات مجلس الامن الدولي. (الاتحاد الاوروبي: اتفاق ناقص) قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين في مدريد ان الاتفاق الجديد يستجيب "جزئيا" لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعلنت المسؤولة الاوروبية في مؤتمر صحافي بمناسبة قمة الاتحاد الاوروبي واميركا اللاتينية ان "الاعلان الذي صدر اليوم هو رد على مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن وجهة نظري، فانه لا يستجيب الا جزئيا للمسائل التي اثارتها الوكالة الذرية". واشارت اشتون الى انها لا تزال تأمل في اجراء "محادثات رسمية مع ايران" في موضوع "نوايا (طهران) في مجال السلاح النووي". وكانت متحدثة باسم كاثرين أشتون قالت في وقت سابق امس إن التزام طهران بتسليم بعض من اليورانيوم الإيراني لتخصيبه في تركيا غير كاف لمنع العمل على إصدار عقوبات أكثر صرامة من مجلس الأمن الدولي. وقالت المتحدثة مايا كوشيجانيتش إن الصفقة تبدو "مغايرة قليلا" للاقتراح الذي طرحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين أول/أكتوبر الماضي كبادرة حسن نوايا ولم يكلل بالنجاح. وأضافت كوشيجانيتش أن "عدم مشاركة إيران بصورة جدية وتقديم تطمينات إزاء البرنامج وعدم احترام القرارات التي تم تبنيها هو السبب في أننا لا نزال نطالب بإصدار قرارات لفرض عقوبات في مجلس الأمن" . من جانبه قال القائد الاعلى لحلف شمال الاطلسي في اوروبا الاميرال جيمس ستافريديس ان الاتفاق هو "تطور يمكن ان يكون جيدا". وقال ستافريديس "اعتقد ان ما حدث هو مثال لما نتطلع اليه جميعا وهو نظام دبلوماسي يشجع على التصرف الجيد من قبل النظام الايراني". واضاف ان الاتفاق هو "تطور يمكن ان يكون جيدا"، مضيفا "من الواضح انه لا يزال امامنا طريق طويل جدا". (الجامعة العربية: خطوة ايجابية) اعتبر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاثنين ان الاتفاق النووي الذي ابرم بين ايران وتركيا والبرازيل "خطوة ايجابية". وقال موسى للصحفيين "اعتبر ان هذا الاتفاق خطوة ايجابية ونرجو ان تؤدي هذه الخطوة الى حل الازمة القائمة بين ايران والغرب". وردا على سؤال حول تشكك اسرائيل في جدية هذا الاتفاق، قال موسى "اسرائيل تشكك كما ترى ولكننا لا نشكك في هذا الاتفاق". واكد مسؤول اسرائيلي كبير الاثنين ان ايران "تلاعبت" بتركيا والبرازيل عبر "التظاهر بموافقتها" على اتفاق ينص على تبادل قسم من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تمتلكه بوقود نووي في تركيا. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "الايرانيين تلاعبوا بتركيا والبرازيل عبر التظاهر بموافقتهم" على نقل قسم من اليورانيوم الذي يمتلكونه الى تركيا لمبادلته بوقود نووي. وقال دبلوماسي غربي في طهران لوكالة فرانس برس ان المبادرة "قد تؤخر او حتى تحول دون تبني مجلس الامن الدولي عقوبات جديدة ضد ايران حيث تبحث الصين الحليفة الاقتصادية الرئيسية لطهران عن حجج وحلفاء لعرقلة صدور قرار". من ناحية اخرى رفضت البرازيل الاثنين انتقادات اسرائيل للاتفاق مشددة على انها المرة الاولى التي توافق فيها طهران على ارسال وقودها الى الخارج لاتمام عملية تبادل. وقال مستشار للرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ردا على سؤال لفرانس برس "من حق اسرائيل ان تقول ما تشاء، لكنها المرة الاولى التي توافق فيها ايران على ارسال وقودها النووي الى دولة اخرى لمبادلته" بيورانيوم مخصب بنسبة عشرين في المئة. واضاف هذا المستشار من طهران التي سيغادرها لولا متوجها الى مدريد ليشارك الثلاثاء في قمة للاتحاد الاوروبي وامريكا اللاتينية ان "البرازيل ساعدت في تقريب المواقف".