أبرمت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن اتفاقيتين للتعاون البحثي مع كل من جامعة ميونيخ للتقنية وجامعة كامبريدج في مجال تطوير حفازات متقدمة للتطبيقات البتروكيماوية وبصورة خاصة انتاج العطريات وفهم معمق لترسب الطبقات الكربونية خلال التفاعلات الحفزية. ويأتي هذا التعاون ضمن الخطة الاستراتيجية للجامعة لتعزيز وتوسيع أنشطتها البحثية المختلفة التي تنفذها مراكز البحث المتخصصة والأقسام والأكاديمية. وسيشرف على تنفيذ الاتفاقيتين مركز التميز البحثي في تكرير البترول والبتروكيماويات الذي أنشأته وزارة التعليم العالي في جامعة الملك فهد في العام 2007 ليكون مركزاً وطنياً لأبحاث الحفازات المستخدمة في تكرير البترول والبتروكيماويات. وأثنى الدكتور سهل عبدالجواد وكيل الجامعة للدراسات والأبحاث التطبيقية على الجهود والدعم الذي تقدمه وزارة التعليم العالي ممثلة في أمانة مراكز التميز البحثي في هذا المجال، وأوضح أن الاتفاقيتين تهدفان الى دعم وتعزيز أبحاث الحفازات في الجامعة والتعاون مع أعرق الجامعات الأوروبية في مجال حيوي وهام للقطاعين الأكاديمي والصناعي على حد سواء. وسوف تفتح هاتان الاتفاقيتان المجال واسعاً أمام الباحثين وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا المتميزين في الجامعة للعمل في مجال تطوير الحفازات والاستفادة من المرافق والخبرات التي يوفرها مركز التميز البحثي كما ستتيح الاتفاقيتان التعاون مع علماء بارزين تبادل الباحثين والطلاب وتقاسم الملكية الفكرية التي تنتجها الأبحاث والدراسات. من جانبه أشار الدكتور سليمان الخطاف مدير مركز التميز البحثي في تكرير البترول والبتروكيماويات بالجامعة الى أن التعاون البحثي المشترك مع جامعة ميونيخ للتقنية يستمر لفترة سنتين ويهدف الى دراسة الألكلة الانتقائية للتولوين العطري باستخدام أنواع جديدة من حفازات الزيولايت باشراف الباحث الرئيسي الدكتور جوهانس ليرخر أستاذ الكيمياء والمشرف على تحرير مجلة الحفز المرموقة. ومن المخرجات المتوقعة لهذا التعاون تطوير حفازات متقدمة من الزيولايت لانتاج البارازيلين ضمن بحوث العطريات باستخدام لقائم التولوين والميثانول. أما التعاون البحثي مع جامعة كامبريدج البريطانية، فسيستمر لمدة ثلاث سنوات ويهدف الى اجراء دراسات للتحكم بالطبقات الكربونية للتطبيقات الحفزية للتفاعلات البتروكيماوية باشراف الباحثة الرئيسية الدكتورة لين جلادين أستاذ الهندسة الكيميائية ووكيلة جامعة كامبريدج للأبحاث. وسيتم استخدام أجهزة متطورة مثل وحدة الرنين المغناطيسي لتوصيف الحفازات وفهم تدهور خواصها بفعل ترسب الكربون لعدد من التفاعلات البتروكيماوية مما يؤدي للحصول على نتائج مثمرة للطرفين. وأضاف الدكتور الخطاف أنه تم تشكيل فريقي بحث من طلاب وباحثين وأعضاء هيئة تدريس في قسمي الهندسة الكيميائية والكيمياء بالجامعة لمتابعة سير التجارب وتقييم أداء الحفازات والمنتجات في مفاعلات كيميائية متخصصة متوفرة في مركز التميز. الجدير بالذكر أن مركز التميز البحثي في تكرير البترول والبتروكيماويات بالجامعة ينفذ أبحاثاً أساسية وتطبيقية إبداعية في مجال الحفازات والعمليات الحفزية المستخدمة في تكرير البترول والبتروكيماويات التي تشكل المكونات الأساسية لمجالات البحث الإستراتيجية في المملكة. ويهدف المركز الى أن يكون مركزاً وطنياً يحقق مستوى بحثيا متميزا يجذب الصناعات الوطنية ذات الصلة والكوادر الوطنية الموهوبة للرقي بمستوى التعليم والتدريب الجامعي والدراسات العليا. ومنذ انشائه أشرف المركز على أبحاث سبعة طلاب دراسات عليا (ماجستير ودكتوراه) في الكيمياء والهندسة الكيميائية وأنجز أكثر من عشرين بحثاً منشوراً في مجلات محكمة، ويقدم دعماً لعشرة مشاريع بحث في مجالات التكرير والبتروكيماويات البوليمر اضافة الى إصدار عدة فصول في كتب علمية وعقد عدد من الندوات وورش العمل. وتجدر الإشارة كذلك إلى أن وزارة التعليم العالي أطلقت مبادرة مراكز التميز البحثي (تميز) لدعم إنشاء مراكز بحثية في الجامعات وتعزيز مجالات البحث التي تتميز بها كل جامعة ورعايتها وبلورتها في مراكز أكاديمية بحثية لتتولى الريادة على المستوى الوطني والإقليمي ومنها مركز التميز البحثي في تكرير البترول والبتروكيماويات ومركز التميز في الطاقة المتجددة ومركز التميز في بحوث التآكل في جامعة الملك فهد.