مع إشادتنا باستجابة الاتحاد السعودي لمطالب الأندية والإعلام والمنتسبين للوسط الرياضي حول الكثير من النقاط وإعلان قراراته التاريخية في اجتماعه الثلاثاء الماضي التي تضمنت زيادة أندية الدوري والدرجة الأولى والثانية بهدف الرفع من مستوى المنافسة تمشيا مع قرارات هيئة دوري المحترفين في آسيا التي بدأت تبسط شروطها ونفوذها على الاتحادات الأعضاء، فإننا نستغرب أن يتخذ الاتحاد قرار إلغاء المشاركة في بطولة الخليج للأندية لسبب واحد وهو أن السعودية أصبحت للكثير من الدول العربية وفي منطقة الخليج أشبه بالقائد القدوة في لم شتات المتخاصمين ووضعهم تحت مظلة واحدة عنوانها التلاحم والتكاتف وغض الطرف عن الخلافات الهامشية التي تنشأ نتيجة سوء الفهم أو الغضب بعيدا عن تحكيم المنطق والعقل ونتيجة مباراة. ما يربط أبناء دول المنطقة وشبابها اكبر من نتيجة مباراة في كرة قدم أو لعبة سلة أو منافسة طائرة أو تنافس في العاب مختلفة، هل أصبحت المشاركة السعودية ترتكز على حسابات الربح والخسارة في بطولات الخليج أم أن لزيادة الفرق علاقة في ذلك حتى لا تتلخبط روزنامة الموسم، يكفينا فخرا أن الأمير خالد الفيصل هو من اقترح لأبناء المنطقة مناسبة تجمعهم وتعزز من تواصلهم وترفع من مستوى رياضة الدول الاعضاء ونعني بطولة الخليج للمنتخبات التي شكلت بإقامتها تنافس خاص أبرز لنا لاعبين وحكاما وإداريين ومسؤولين. ليس من المعقول أن يتخذ قرار المقاطعة أو التأجيل "سموه ما شئتم" بسبب أن أحد الأندية لم يحالفه الحظ بالفوز أو بسبب شجار تعودنا أن نرى اشد منه في مباريات خليجية وعربية ومع هذا كانت نظرة المسؤولين اكبر من أن يتخذ قرار الانسحاب أو قرار المقاطعة حفاظا على روح الترابط. ثم انه ليس من الممكن ان يكون اتحاد الكرة اتحاد أندية يتأثر من تأثيرها وانفعالاتها وتجييشها الاعلامي وتصريحاتها المرتبة وبياناتها المتتابعة بعيداً عن اتخاذ القرارات بحكمة وروية ودراسة متأنية لإمكانية المشاركة من عدمها. السعودية عندما كانت في مناسبات مضت تضغط على نفسها وتتنازل عن الكثير من الالتزامات عربيا وآسيويا ودوليا وتصر على المشاركة في كأس الخليج على مستوى المنتخبات وصعيد الأندية فهي تؤمن أنها تقود ولاتقاد وتؤثر ولا تتأثر بأحداث هامشية يمكن حصرها على مستوى المتسبب أما بالإيقاف أو اتخاذ قرارات كفيلة بعدم التكرار إما أن تحرم الأندية لديها القدرة على المشاركة وشباب يتطلعون لمثل هذه المناسبات فإنك بذلك تصادر حقا من حقوقهم المكتسبة حسب اتفاقيات دول المنطقة وحسب توصيات اللجان الاولمبية والاتحادات الكروية. والغريب انه في مشاركات مضت على صعيد الأندية والمنتخبات حدثت مشاكل عدة وتجاوزات رفضها جميع أبناء المنطقة، ومع هذا كان صوت الاتحاد السعودي هادئا ورزينا ولم تصدر منه أي نوايا بالمقاطعة، خذوا مثلا ما حدث للاتفاق في النهائي قبل عامين أمام الجزيرة الإماراتي في ابو ظبي تعرض لاعبوه وإداريوه بعد نهاية مباراتهم الى مضايقات أخرجت رئيس النادي عبد العزيز الدوسري وبعض الاتفاقيين عن طورهم ولم يتخذ حينها أي قرار بإلغاء المشاركة، وبالمناسبة مثل هذه الأمور ليست بالغريبة وكثيرا ما حدث منذ أن أقيمت البطولات الخليجية، ومع هذا كانت السعودية هي من يقود الحملة ويبادر الى ضرورة توحيد الصف والتقارب والتلاحم الشبابي التزاما بمواثيق وقعت من أعلى المستويات في دول المنطقة قبل أن يتخذ الاتحاد السعودي قراره الأخير. لا نظن أن التبرير بسبب كثرة المشاركات مقنع خصوصا أن الأندية والمنتخبات السعودية كانت تشارك في بطولة الخليج في معمعة استحقاقاتها العربية والآسيوية والدولية بحجة أن اللحمة الخليجية أهم من أي شيء آخر لاسيما أن بطولات الخليج على مستوى المنتخب الاول انطلقت بفكرة سعودية من الشاعر والأديب والمسؤول الأمير خالد الفيصل الذي بفكرته تلك وضع الشباب والرياضيين في الخليج تحت مظلة واحدة يجتمعون من خلالها ويتنافسون فيها ويعملون لتطوير رياضتهم من خلالها.