لم تكن الخطوة التي أقدم عليها نائب رئيس الحكومة بالولوج في حكومة ائتلافية الا في اطار استراتيجية بعيدة الأمد طالما راودت نيك كليغ. ففي أول حكومة ائتلافية منذ سبعين عاماً يمكن القول ان مستقبلها أضحى في حكم المجهول. ويعود ذلك لأسباب عدة يكمن جلها في الاختلاف الجوهري بين الحزبين كون حزب المحافظين يمثل اليمين بينما يمثل حزب الديمقراطيين الأحرار اليسار البريطاني، فمن هذا المنطلق يصبح هذا التحالف الظرفي رهن المصالح بين الحزبين. فحزب المحافظين الذي عاد الى سدة الحكومة بعد غياب دام ثلاثة عشر عاما كان همه الأساس العودة الى داونينغ ستريت رغم اذعانهم لطلبات نيك كليغ التعجيزية. فرئيس الحكومة الحالية بات في حكم المكبل سياسيا كونه لا يستطيع اقالة وزراء حزب الديقراطيين الأحرار كون القرار في هكذا حالات يعود الى نيك كليغ فمن هذا المنطلق أضحى لرئاسة الحكومة رئيسين. أما المطلب الآخر فكان قيام نيك كليغ بالوقوف في المكان المخصص لديفيد كاميرون في البرلمان البريطاني للرد على أسئلة واستفسارات ومجادلة نواب المعارضة رغم أن تمثيله البرلماني لا يتعدى سدس تمثيل حزب المحافظين. ولذلك لا يبدو أن ربيع الحكومة قادر على أن يدوم طويلا حيث يسعى نيك كليغ لتعديل قانون الانتخاب ليكون أكثر عدلا، وهذه الخطوة ستجد معارضة من بعض أنصار حزب المحافظين. ديفيد كاميرون