تبدأ الدول الأعضاء في منظمة الأقطار المصدرة للنفط (الأوبك) اعتباراً من اليوم السبت تنفيذ خفض إنتاج البترول بمقدار مليون برميل يومياً وفقاً للقرار الذي اتخذته المنظمة في اجتماعها الماضي الذي عقد بالقاهرة بهدف المحافظة على استقرار ومنع انخفاضها بالصورة التي تضر بالمنتجين. وقد بدأت الدول النفطية منذ مطلع الشهر الماضي في مراحل التخفيض حيث فرملت من تدفق البترول الخام من 30مليون برميل يومياً أواخر شهر أكتوبر الماضي إلى ما يصل إلى 28مليون برميل يومياً استعداداً إلى الوصول إلى سقف الإنتاج المقرر بكمية 27مليون برميل يومياً والتأكيد على جميع الأعضاء بالالتزام بالحصص المقررة. وكانت أول الدول التزاماً بهذا التخفيض المملكة التي خفضت إنتاجها بمقدار 500ألف برميل يومياً إلا أن هناك شكوكاً تحيق بالتزام بعض الدول الأعضاء مثل ليبيا ونيجيريا وهو ما قد يزحزح تأثير هذا التخفيض على الأسعار إلى الربع الثاني من هذا العام 2005م. ويشير خبراء نفطيون إلى أن ما دفع الأوبك إلى اتخاذ هذا القرار ما توفر لديها من معلومات تؤكد بأن السوق النفطية متخمة بالوقود الأحفوري وأن ما يؤجج أسعاره لا يعدو كونه حالة نفسية لدى المضاربين بسبب توقعات الطقس والأوضاع الآمنة المتدهورة بالعراق وإضرابات عمال النفط في نيجيريا والكوارث الطبيعية وزيادة الطلب على النفط الذي قالت عنه الأوبك أنه سيزداد بنسبة 3.2% العام الحالي أو بمقدار 2.5مليون برميل يومياً وهي نسبة لم يشهدها العالم منذ عام 1977م. من جهة ثانية أنهت أسعار النفط أمس عاماً ميلادياً من الارتفاع بمقدار 10دولارات للبرميل عن العام الفارط 2004م كما أنها سجلت حالة أعلى سعر يصله النفط وهو 55.67دولاراً للبرميل خلال شهر أكتوبر الماضي. وعلى الرغم من الأسواق الأمريكية كانت مغلقة ليوم أمس لعطلة رأس السنة إلا أن نفط برنت أصر على أن ينهي العام الميلادي المنصرم بارتفاع يقدر بحوالي 37سنتاً للبرميل لتستقر الأسعار في نهاية التداولات عند مستوى 40.46دولار للبرميل. أما أسعار الذهب فقد تنامت في بداية التداولات بيد أنها لم تنهض بصورة جيدة بسبب تأثير كارثة زلزال سونامي على الأسواق الآسيوية ولذلك لم تتزحزح سوى 1.4دولار للأوقية لتبلغ في نهاية التعاملات سعر 438دولاراً.