إنها نهاية كل إنسان. فالعمر يتقادم وينتهي الى أجل قدره الله سبحانه وتعالى، والكيس من جهز راحلته وزاده وعمل لما بعد تلك الرحلة.! فمن السعيد منا فنهنئه ومن الشقي فنعزيه..!! إنها رحلة قادمة لا عودة بعدها ولا لقاء.. رحلة تحتاج إلى احتراز وعمل ليوم المعاد، وقد آلمني مصاب أخي غفر الله وأسكنه فسيح جناته وأصلح ذريته وثبتهم على طاعته فأجهشت نفسي بتلك الأبيات المتواضعة.. يا نفس صبرا وإن ضاقت بل الحيلُ لا تجزعي وتجلدي بالصبر والأمل النفس موعودة برضا الرحمن إن صبرت منه الجزاء ومنه الأجر يكتمل أصابنا الحزن والأحزان موجعة إليك ربي بدعواتي وأبتهل غاب الحبيب عن الأنظار منطرحاً تحت الثرى ودمعُ العين يرتسل غاب الذي سكن الألباب في ركب لا يلتقي الركب بعد اليوم أو يصل غاب الشقيق وصاب القلب في كمد والنفس من دونه ضاقت بها السبل أخي شقيقي..! وقد أردته معضلة حتى توارى عن الأحباب والأهل اختاله هادم اللذات وارتحلت روحُ.. الفقيد.. إلى الرحمن ترتحل اسكنها يارب في دار الجنان رضى تغشاها منك شآبيب وتشتمل أمضى حياة له في الخير محتسباً يرجو ثواباً من المعبود يكتمل أثنى عليه من الأخيار واجتمعوا في مدحه ما يسر الخاطر الوجل عزاؤنا فيه ذكر الناس سيرته صفحاته المجد تسمو وتكتحل أصابني الحزن فيه بفاجعة حتى تناثر دمعُ العين من مقل كم موقف في سبيل الخير يجمعنا وكم دعاني لأمر غير محتمل وكم تحلى بحسن الخلق محتشماً والدينُ منهاجه..! تشفى به العلل يدعو إلى طاعة الرحمن محتسباً ما صابه اليأسُ يوماً أو به كلل أعطاه ربي من الأبناء خيرتهم هم قدوة لشباب اليوم تمتثل الكل منهم سعى للخير مجتهداً زيَّنهم الدين والأخلاق كالحلل ما مات إنسان وقد أبقى له ولداً يدعو له في ظلام الليل يبتهل يارب أسقي ثرى الزلفي وخص أخي عبدالرحمن...! وبل القبر بالهطل وألطف بنا يا إله الكون واجمعنا بدار فردوسك يوم الرحل والأجل