عندما اسمع " هدير " مجموعة من الشباب وقد تسربلوا بملابس غريبة في اللون والشكل وهم يرددون كلمات مرصوصة مصاحبة لموسيقى يسمونها الراب وعندما ارى شبابا وقد وضعوا الوشم على سواعد كان يمكن أن تبني أحلام عصرهم المعرفي وعندما أشاهد السلاسل وهي تتدلى من على صدور شباب وقد تعرت مما يسترها وكان لها أن تتفجر أحلاما وعندما أشاهد الشعور المنكوشة والعيون الحائرة وكان لها أن تمتلئ فكرا وعينان تشرق أملا بدلا من حيرتهما المغرقة في تعب فأقول : ليست مشكلتنا في الفقر أو الجوع أو المرض فلكل مشكلة حل ولن يموت أحدنا من الجوع ولا من الفقر فقد يستطيع أحدنا أن يتعشى مع أولاده بخمسة ريالات !! فأجدادنا عانوا أكثر من الجوع والفقر والمرض وضنك العيش وصعوبة الحياة عانوا السفر البعيد والنصب الكبير كابدوا وحفروا في الصخر افترشوا الرمل وتلحفوا السماء ساروا في ظلمة الليل البهيم ومع النهار بحره الهجير لكنهم لم يتوشموا ولم يحتاروا فيما يصنعون ولم يتعلقوا بقشاش أفكار غريبة غربية ولم يتباكوا ويبكوا ولم يضيعوا ولم يبحثوا عن مكياج رجالي بل صبروا وصابروا وكانوا مع الله ومن كان مع الله فلن يضيع عمله ولن يخبوا أمله ولن ينتكس رجاؤه شبابنا اليوم مشكلتهم أنهم تركوا قيمهم العربية الإسلامية الأصيلة والعريقة واعتنقوا قيما غربية لاتمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد بتقاليدهم ولا بعاداتهم عشقوها أكثر من أهلها ومارسوها كما لوكانت شيئا مقدسا ولهذا صدق شوقي : وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ..فأقم عليهم مأتما وعويلا انظروا حال كثير من شبابنا تجدونهم أسرى للشهوات والفلتان الأخلاقي والضياع والانحلال أصبح العنف لغتهم للحوار أصبح القتل فعلا مستسهلا لأن هناك قبيلة قد تفزع وعفوا قد ينفع هذا ما يحدث الآن وهذا بعض ما نعرفه لكن الخافي أعظم والقادم أشنع ..الله المستعان