اقتحم عشرات الحاخامات من الحركة الصهيونية الدينية صباح أمس باحات المسجد الاقصى المبارك تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، الامر الذي اعتبره الجانب الفلسطيني خطوة استفزازية وعامل توتر يتزامن مع الاعلان عن انطلاق المفاوضات غير المباشرة. وتعتبر هذه الزيارة التي شارك فيها 43 من حاخامات المستعمرات اليهودية اكبر تجمع من نوعه منذ احتلال الشطر الشرقي من القدس في العام 1967. وجاءت عشية الذكرى الثالثة والاربعين لما يسمى "تحرير القدس" وهو الوصف الذي تطلقه (اسرائيل) على استكمال احتلال مدينة القدس العربية في العام 1967. واشارت المصادر الى ان هذه الجولة اصبحت تقليدا سنويا منذ ثلاثة اعوام، ومن ضمن المشاركين حاخامات مستعمرات "كريات اربع"، و"هارعتصيون" و"عوفرا" و"يتسهار"، اضافة الى عضوي الكنيست المتطرفين اوري ارئيل وميخائيل بن آري. وحسب الجهة المنظمة لهذه الزيارة فإنها هدفت للتعبير عن الارتباط العميق بهذا المكان المقدس. واضافت "انه امر مهم في وعي الجمهور. زيارة الحاخامات بشكل جماعي يظهر للطلاب تحديدا وللجمهور بشكل عام القيمة والأهمية لزيارة جبل الهيكل"، على حد وصفها. وتجول الحاخامات اليهود بزيهم الرسمي في مناطق محددة، قبل ان تقوم شرطة الاحتلال بإخراجهم دون حوادث او صدامات قبيل وصول المصلين المسلمين الى المسجد لاداء صلاة الظهر، وفقا لما ذكره مصدر فلسطيني في القدس. عبدالقادر ل«الرياض»: الزيارة تتزامن مع انطلاق المفاوضات ونتخوف من القادم من جانبه، اعتبر القيادي المقدسي حاتم عبدالقادر زيارة الحاخامات للمسجد الاقصى بأنها استفزازية وعامل توتر جديد تضيفه اسرائيل الى المسجد بعد فترة الهدوء التي شهدها، مشيرا الى انها لم تشكل اقتحاما بل كانت تحت سيطرة حراس المسجد الذين راقبوا وتابعوا عن كثب تحركات الحاخامات. وقال عبدالقادر في اتصال مع "الرياض" ان هذه الزيارة التي جاءت تحت غطاء برنامج السياحة الاجنبية، تعتبر عام تصعيد من جانب اسرائيل الى جانب عوامل التصعيد الاخرى مثل الشروع في اقامة بؤرة استيطانية جديدة في رأس العمود. واكد ان اسرائيل باتت تتعمد استفزاز الجانب الفلسطيني والعربي الى حد الاذلال، مشيرا الى تزامنها مع قبول منظمة التحرير الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل. وأعرب عبدالقادر عن خشيته من ما تخبئه اسرائيل من مفاجآت في القدس، في حال استئناف المفاوضات، متوقعا اشكالاً مختلفة من التصعيد الاسرائيلي في الاعتداءات على المسجد الاقصى او سياسة هدم المنازل العربية او اقامة المستوطنات وتوسيعها. ورأى عبدالقادر ان عدم وجود ضمانات بوقف الاستيطان والسياسات العدوانية في القدس في ظل المفاوضات يعطي اسرائيل الضوء الاخضر للتمادي في ممارساتها. الى ذلك، شهد حي البستان في سلوان جنوب البلدة القديمة من القدس الليلة قبل الماضية مواجهات بين المواطنين وقطعان المستوطنين، حضرت على اثرها قوة من شرطة الاحتلال و"حرس حدود"، واعتدت على المواطنين بقنابل الغاز والصوت. وفي منطقة نابلس، شهد محيط مقام يوسف شرق المدينة مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال فجر أمس التي رافقت مجموعات من قطعان المستوطنين قامت بأداء طقوس تلمودية في المكان.