قد تتجه بريطانيا نحو إجراء انتخابات جديدة خلال عام بعدما لم تفرز تلك التي اجريت يوم الخميس فائزا صريحا للمرة الاولى منذ عام 1974. وفاز المحافظون الذين يمثلون تيار يمين الوسط بأغلب المقاعد البرلمانية في اقتراع الخميس لكنهم يتخلفون بعشرين مقعدا عن الاغلبية في البرلمان المكون من 650 مقعدا. وترك ذلك كلا من المحافظين وحزب العمال الحاكم يحاولان اجتذاب حزب الديمقراطيين الاحرار الاصغر على الدخول في اتفاق لاقتسام السلطة وهو امر نادر في بريطانيا التي يفرز نظامها الانتخابي عادة فائزا صريحا. ولم تلق حالة عدم اليقين السياسي هذه ترحيبا من الاسواق - القلقة بالفعل من الاضراب المالي في اليونان - التي تريد تحركا حاسما للتعامل مع العجز الهائل في الميزانية المتوقع ان يتجاوز 11 في المئة من الناتج الاقتصادي هذا العام. واظهر استطلاع جديد للرأي أن 62% من البريطانيين يؤيدون رحيل رئيس وزراء بلادهم غوردون براون بعد أن اظهرت نتائج الانتخابات العامة أن حزب العمال الذي يتزعمه لم يعد يحظى بالأغلبية المطلقة في مجلس العموم (البرلمان). وقال الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة (يوغاف) لصحيفة صندي تايمز الصادرة أمس وشمل 1406 ناخبين بريطانيين، إن 28% من هؤلاء فقط يعتقدون أن براون كان محقاً حين قرر التمسك بالسلطة في حال فشل حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار في التوصل إلى اتفاق حول صياغة الحكومة الجديدة. لكنه وجد أن 48% من الناخبين البريطانيين يريدون أن يتولى حزب المحافظين قيادة الحكومة الجديدة سواء أكانت حكومة أقلية أو حكومة ائتلاف، بالمقارنة مع 31% يفضلون أن يتولى حزب العمال قيادة الحكومة الجديدة بالتحالف مع حزب الديمقراطيين الأحرار. واضاف الاستطلاع أن 62% من الناخبين البريطانيين يؤيدون اصلاح نظام التصويت والذي قاد إلى تعليق البرلمان في الانتخابات العامة التي جرت الخميس الماضي، في حين دعا 13% منهم إلى ابقاء نظام التصويت القديم.