حوار- عبدالله الحسني اكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية الفرنسية الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ ان جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة رغم انها حديثة النشأة، إلا أنها أخذت المكان الذي تستحقه عالمياً كونها ترتبط باسم ملك الإنسانية والداعي إلى تقارب الثقافات فضلاً عن كونها عالمية التوجه وتحمل الكثير من القيم الإنسانية النبيلة في مضمونها، وتكمن رسالتها في تحقيق الأهداف والغايات النبيلة التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - في مبادراته المختلفة، سواء تلك المتعلقة بالسلام ونشره كثقافة، أو الأخرى المتعلقة بتعزيز الحوار والتواصل بين أبناء الحضارات والثقافات وأتباع الديانات المختلفة كما نوه السفير آل الشيخ بالتعاون والترحيب من قبل الأصدقاء الفرنسيين، والذين تحمسوا كثيراً ولازالوا متحمسين لمبادرة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - للحوار بين أبناء الحضارات، وتعاونوا مع السفارة لإطلاق فكرة المنتدى السعودي الفرنسي لتعزيز الحوار والتواصل الذي نادى به خادم الحرمين الشريفين. ولم يكن حماسهم أقل بالنسبة للجائزة فإلى تفاصيل هذا الحوار: * تستضيف العاصمة الفرنسية "باريس" في مقر منظمة اليونسكو حفل تسليم جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الثالثة ، فما هي الأصداء المرتبطة بهذا الحدث داخل الأوساط الثقافية والعلمية الفرنسية؟ - قبل أن أجيب على سؤالكم، أود في البدء أن أعبر عن سعادتي شخصياً وكافة منسوبي السفارة والملاحق التابعة لها وذلك بمناسبة استضافة العاصمة الفرنسية لهذا الحدث المهم والذي نفخر في السفارة في المشاركة فيه وبذل كل ما نستطيعه في سبيل ظهوره بالصورة المثلى إن شاء الله. أما فيما يتعلق بالسؤال، فبالرغم من أن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة حديثة النشأة، إلا أنها أخذت المكان الذي تستحقه عالمياً، ولا غرو في ذلك فهي ترتبط باسم ملك الإنسانية والداعي إلى تقارب الثقافات يحفظه الله. وبحمد الله وتوفيقه فقد أصبحت الجائزة هدفاً لكل من يعمل في مجال الترجمة ونقل المعرفة، لأنها عالمية التوجه وتحمل الكثير من القيم الإنسانية النبيلة في مضمونها، وتكمن رسالتها في تحقيق الأهداف والغايات النبيلة التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - في مبادراته المختلفة، سواء تلك المتعلقة بالسلام ونشره كثقافة، أو الأخرى المتعلقة بتعزيز الحوار والتواصل بين أبناء الحضارات والثقافات وأتباع الديانات المختلفة. والحقيقة أن الجائزة لقيت قبولاً وترحيباً واسعين من قبل المهتمين الفرنسيين، والذين رحبوا بإقامة حفل تسليم الجائزة في باريس، مدينة النور والإشعاع الفكري والثقافي. ولأكون منصفاً فقد لقينا كل التعاون والترحيب من قبل الأصدقاء الفرنسيين، والذين تحمسوا كثيراً ولازالوا متحمسين لمبادرة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - للحوار بين أبناء الحضارات، وتعاونوا مع السفارة لإطلاق فكرة المنتدى السعودي الفرنسي لتعزيز الحوار والتواصل الذي نادى به خادم الحرمين الشريفين. ولم يكن حماسهم أقل بالنسبة للجائزة، بل لمسنا تقديراً كبيراً للجائزة وخصوصاً من قبل المعنيين بالفكر والترجمة، وهذا نابع من كونها تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- إضافة إلى كونها مرتبطة ارتباطاً عضوياً بمبادرته الخاصة بالحوار، لأنها تصب في نهاية المطاف إلى تسهيل اطلاع أبناء الثقافات المختلفة على المكتسبات المعرفية للآخر، وذلك سيسهم في تقارب الثقافات وردم الهوة الناتجة عن التصورات المغلوطة وبناء جسور التفاهم بين أبناء الحضارات والثقافات المختلفة. تلعب الترجمة دوراً رئيسياً في نقل الإسهام المعرفي للحضارات والثقافات المختلفة * هل ثمة استعدادات لسفارة خادم الحرمين الشريفين في فرنسا لهذا الحدث وما هي أبرز هذه الاستعدادات؟ - كما أشرت في إجابتي السابقة فالسفارة تعمل منذ عامين على تعزيز مبادرة الحوار بين أبناء الحضارات وذلك بالتنسيق مع الأصدقاء الفرنسيين، وأطلقنا المنتدى السعودي الفرنسي والذي عقدت دورته الثانية في باريس الشهر الماضي. وعندما بلغنا بإقامة حفل تسليم الجائزة في دورتها الثالثة في مقر منظمة اليونسكو في باريس ، قمنا فورا بإبلاغ أصدقائنا في الجانب الفرنسي وشكلنا فريق عمل في السفارة للتأكد من أن كافة الأمور المتعلقة بالاحتفال تسير كما ينبغي، إضافة إلى تكثيف النشاط الإعلامي الخاص بالجائزة لأن هدفنا هو إظهار هذه الجائزة على الوجه الأمثل واستثمار هذه المناسبة لإبراز الوجه الحضاري والمعرفي للمملكة. وقد بدأنا بعمل الترتيبات اللازمة لإقامة حفل استقبال كبير للقائمين على هذه الجائزة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء الجائزة، ومرافقي سموه، والفائزين بالجائزة. وقد وُجِهَتْ الدعوة لمسؤولين سياسيين كبار من الحكومة الفرنسية ومن أعضاء البرلمان وكبار مسؤولي منظمة اليونسكو وعدد من المفكرين والمثقفين والأكاديميين المهتمين بالترجمة في فرنسا، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية وإعلامية وذلك لحضور حفل الاستقبال والإطلاع عن قرب على مقاصد الجائزة من القائمين عليها. إضافة إلى ذلك فالسفارة بصدد التنسيق مع بعض الشخصيات الفرنسية المهتمة بمجال الترجمة وعلى رأسهم البروفيسور أندريه ميركل ، الذي سيتم تكريمه من قبل مجلس أمناء الجائزة تقديراً لما قدمه في مجال الترجمة من وإلى اللغة العربية، والذي ستحتفي به السفارة قريباً إن شاء الله، وذلك بهدف فتح قنوات من التنسيق والتعاون مع بعض الجهات المهتمة في المملكة. * اقتران الجائزة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ماذا يضيف لهذا المشروع الثقافي من وجهة نظركم، وذلك في إطار جهوده – يحفظه الله – لتعزيز الحوار بين الحضارات؟ علينا كعرب ومسلمين أن نشجع ونكرم من يسعون للتقريب - قد تلاحظ أنني ربطت عامداً في إجاباتي السابقة بين الجائزة وبين مبادرته – يحفظه الله – لتعزيز الحوار بين الحضارات، لأنه وكما سبق أن أشرت هناك ارتباط وثيق بن الجائزة والمبادرة حيث تلعب الترجمة دوراً رئيسياً في نقل الإسهام المعرفي للحضارات والثقافات المختلفة مما سيساعد في رفع مستوى التفهم والقبول لهذا الإسهام المعرفي لدى الآخر أياً كان، وإيجاد أرضية خصبة للتبادل العلمي والمعرفي وتعزيز مبدأ الحوار والتفاهم بين الحضارات تماماً كما أراد له خادم الحرمين الشريفين أيده الله. وخادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – هو أحد أهم قادة العالم وحكمائه المميزين الذين يدعمون مد جسور التواصل والحوار وذلك من منطلق إيمانه العميق بأنه مهما تعددت الحضارات وتباينت فإن السبيل الوحيد لتجنب الصدام هو اتباع الأسلوب الرباني في الحوار امتثالا لقوله سبحانه (وجادلهم بالتي هي أحسن) والبحث عن القيم الإنسانية المشتركة التي تكفل للجميع العيش في جو من الاحترام والتفاهم المتبادل. وقد بذل – يحفظه الله – في سبيل ذلك الكثير من وقته وجهده وذلك من خلال تقديمه للعالم مبادراته الرائدة في كافة المجالات إضافة إلى هذه الجائزة المتميزة. وعموماً فجهوده – أيده الله - معلومة للجميع وقد أبرزتها وسائل الإعلام الدولية وأثنى عليها قادة الدول والكثير من حكماء هذا العالم. * تكرم الجائزة هذا العام البروفيسور الفرنسي أندريه ميركل لإسهاماته البارزة في ترجمة الأدب العربي، فإلى أي مدى يمكن أن يساهم ذلك في تنشيط حركة الترجمة العربية الفرنسية؟ - في الواقع أن مجلس أمناء الجائزة وفق في اختيار البروفيسور أندريه ميركل ، وهو شخصية فرنسية متميزة ومستعرب قدير له عدة مؤلفات وبحوث متميزة في مجال الترجمة والأدب العربي بصفة عامة. وقد ساهمت ترجمته للكثير من روائع الأدب العربي إلى اللغة الفرنسية في إطلاع المهتمين الفرنسيين وطلاب الدراسات العربية والشرقية على الكثير من روائع الأدب العربي وهذا بدوره ساهم في نشر الثقافة العربية ورفع مستوى التقدير لها في فرنسا والتقريب بين الثقافتين. وهو ليس بالوحيد في هذا المجال وهناك آخرون متميزون أيضاً وعلينا كعرب ومسلمين أن نشجع ونكرم من يسعون للتقريب ورفع مستوى التفاهم بين ثقافتنا العربية الإسلامية وبين الثقافات الأخرى. وهذا ما تقوم به جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة حيث إن هذه الجائزة تعتبر أحد أهم الوسائل المحفزة للتفاعل الإيجابي من خلال أهم قناة من قنوات التفاهم والاتصال وأقصد الترجمة. والفضل لله سبحانه ثم لخادم الحرمين الشريفين الذي أوجد هذه الجائزة والتي أصبحت هدفاً لكافة المهتمين بالترجمة والتبادل المعرفي والتقارب بين الثقافات المختلفة.