أغلقت الشرطة الأمريكية جسر "روبرت إف كنيدي" في نيويورك في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء لمدة ساعتين بعد أن أثارت شحنة مخاوف من حدوث هجوم محتمل بقنبلة. وذكرت شبكة "سي.إن.إن" الاخبارية الأمريكية أن السلطات في نيويورك أعلنت أنه لا يوجد خطر من الشاحنة. تم إرسال فريق من خبراء المفرقعات إلى الجسر بعدما شم عامل على الجسر رائحة بنزين قوية تنبعث من الشاحنة. كانت الشاحنة، التي تحمل لوحات من أريزونا، في طريقها من حي برونكس إلى مانهاتن عبر الجسر الذي يطلق عليه أيضا اسم "تريبورو". وذكر شهود عيان أن السائق خرج من الشاحنة بشكل مفاجئ، ولم يعرف سبب ذلك حتى الان. يأتي الحادث عقب أيام من محاولة هجوم فاشلة على ساحة تايمز في نيويورك. أخلت الشرطة جزءا من ساحة تايمز مساء السبت الماضي بعد العثور على سيارة مفخخة بالمنطقة النشطة في وسط المدينة. وقد ألقت السلطات الأمريكية مؤخرا على أمريكي مولود في باكستان يدعى شاه زاد في مطار "جون اف كنيدي" بنيويورك وهو في طريقه إلى دبي للاشتباه في صلته بالحادث. الى ذلك احتجزت سلطات الأمن الباكستانية والد المواطن الباكستاني فيصل شهزاد المتهم في محاولة التفجير في ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويوركالأمريكية. وكشفت قناة "جيو" الإخبارية الباكستانية الناطقة باللغة الأردية، بأن السلطات الباكستانية قامت باحتجاز بهار الحق الضابط العسكري المتقاعد بالقرب من مدينة "حسن أبدال" التي تقع على مسافة قصيرة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حينما كان في طريقه من بشاور إلى العاصمة، وأضافت "جيو" بأنه تم اعتقال المذكور لإبعاده عن وسائل الإعلام. هذا وتشير دوائر الأمن الباكستانية إلى أنه قد تم اعتقاله للحفاظ على حياته. هذا وكان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي قد أوضح بأن محاولة التفجير في ساحة تايمز سكوير قد تكون ردة فعل على الهجمات التي تشنها طائرات التجسس الأمريكية على مناطق القبائل الباكستانية. وأوضح بأنه لا يمكن تجاهل ردة فعل الجماعات المتطرفة التي تستهدفها الطائرات الأمريكية في مناطق القبائل، مشيراً إلى أن الجماعات المسلحة مثل حركة طالبان لن تسكت على الهجمات الأمريكية. وكان المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية اللواء أطهر عباس قد أوضح بأن الجيش الباكستاني لم يعثر حتى الآن على أي دليل واحد يؤكد وجود صلة بين المشبوه بالاعتداء الفاشل بسيارة مفخخة في ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويوركالأمريكية وبين مقاطعة وزيرستان القبلية التي تعد معقل حركة طالبان على الحدود مع أفغانستان. وأضاف في تصريحات صحفية أدلى بها لقناة "آج نيوز" الإخبارية الباكستانية أن الصلة بين فيصل شهزاد الذي اعتقلته السلطات الأمريكية على خلفية هجوم تايمز سكوير وبين منطقة وزيرستان لا زالت بحاجة إلى أدلة. من جانبها نفت حركة طالبان الباكستانية أي علاقة لها بالشاب الأمريكي باكستاني الأصل فيصل شهزاد الذي اعتقلته السلطات الأمريكية للاشتباه في صلته بمحاولة تفجير سيارة مفخخة في ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويوركالأمريكية السبت الماضي. وأوضح أعظم طارق المتحدث باسم طالبان باكستان في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام أن فيصل شهزاد لا علاقة له بحركة طالبان، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن تلقى التدريب لدى جماعة أخرى في باكستان. إلى ذلك جدد وزير الداخلية الباكستانية رحمن ملك عزم بلاده على تقديم الدعم اللازم للولايات المتحدةالأمريكية في قضية التحقيق الجاري على خلفية محاولة التفجير. وأوضح أن السلطات الباكستانية اتخذت الإجراء المناسب في ضوء المعلومات التي قدمتها السفيرة الأمريكية لدى باكستان آن دبليو باترسون حول فيصل شهزاد الشاب الأمريكي باكستاني الأصل الذي اعتقلته السلطات الأمريكية لضلوعه في تنفيذه محاولة التفجير. السلطات الباكستانية لا تجد دليلاً يربط شهزاد بطالبان وأضاف أن باكستان في صدد الحصول على معلومات إضافية من الولاياتالمتحدة لاتخاذ الخطوة المقبلة في القضية، مشيراً إلى أن باكستان اتخذت الإجراء القانوني اللازم في ضوء المعلومات التي وفرتها السلطات الأمريكية حتى الآن. وتساءل تقرير اخباري عماذا لو كانت السيارة الملغومة التي أبطل مفعول الشحنة الناسفة بها في نيويورك قد انفجرت؟ هل العواصم العالمية بحالة أفضل لمواجهة الهجمات الفاجعة مما كانت عليه في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 او في تفجيرات لندن عام 2005 او هجمات مومباي 2008؟ يقول خبراء إن الإجابة فيما يبدو هي ما بين نعم ولا على الأقل في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وهما دولتان غربيتان تشير اليهما كثيرا الجماعات المتشددة العنيفة مثل تنظيم القاعدة كهدفين. رصد تحسن في الاتجاه العالمي للتعاون بين أفراد فرق الإطفاء والشرطة والفرق الطبية والأمنية بفضل جهود الحكومات لمواجهة المشاكل التي تعوق "أول المستجيبين" في أي أزمة خاصة في الاتصال ببعضهم البعض ووضع حدود السلطات. لكن خبراء يقولون إن القطاع الخاص كان سجله متفاوتا في تحديث إجراءاته وإعداد موظفيه لمواجهة الأزمات لا سيما في غرس ثقافة صارمة من التدريبات الأمنية بالمكاتب. وقالت إميلي لانديس ووكر وهي سيدة أعمال أمريكية "النقطة المهمة فيما يخص 11 سبتمبر هي أنه لا أحد يتدرب ومما رأيته على المستوى الدولي لا تزال هناك بعض القطع الكبيرة الناقصة معظمها تتعلق بالتدريب". وأضافت ووكر التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها وعضو لجنة 11 سبتمبر التي قدمت المشورة لمدن حول العالم بشأن الأمن "أعلم أنها مسائل أساسية.. لكنك ستندهش. عادة ما تكون.. اما انهم يقومون بها بشكل غير فعال او لا يقومون بها أصلا". واستطردت "حين تهدأ الأمور يشعر الناس بالرضا. تسير الحياة ويفكرون أن هذا لن يحدث لهم أبدا".