المعروف ان أورام الثدي لها علاقة قوية بالهورمونات الانثوية، خصوصاً هورمون الاستروجين الذي يحفز بعض خلايا سرطان الثدي على النمو في شكل أكبر. من هنا فإن معايرة مستقبلات هورمون الأستروجين تجرى لكل سرطانات الثدي الأولية والناكسة، وهي مفيدة في معرفة انذار سرطان الثدي ومعالجته، ويتم اللجوء الى هذا القياس من أجل تحديد إمكان استفادة المريضة من المعالجة الهورمونية. هناك نظرية تقول انه كلما زادت مستقبلات الأستروجين كانت نسبة الاستجابة للعلاج الهورموني أكبر، وبناء عليه فإن الأورام إيجابية مستقبلات الأستروجين تستجيب للمعالجة الهورمونية أكثر بمرتين، ما يعني أن إنذارها يكون أفضل من الاورام سلبية مستقبلات الاستروجين. وتدل المعطيات العلمية الى ان ثلثي المصابات بسرطان الثدي توجد عندهن مستقبلات إيجابية على الأستروجين. من هنا فإن هذه الفئة يمكنها ان تستفيد جيداً من بروتوكول المعالجة الهورمونية، وتكون الاستفادة أكبر في حال وجدت مستقبلات لهورمون البروجسترون أيضاً. وقد أثبتت الدراسات ان العلاج الهورموني للنساء اللواتي يملكن مستقبلات إيجابية على هورمون الأستروجين يقلل من احتمال إصابتهن بسرطان الثدي في حال كن يملكن خطراً عالياً للتعرض له. يتم عيار مستقبلات هورمون الأستروجين على عينة نسيجية جراحية تستحضر من الثدي، وفي الحال الطبيعية تكون القيمة أقل او تساوي 10 وحدات قياسية لكل ملغ من البروتين. هناك أمور من شأنها ان تؤثر في نتيجة الفحص، منها: - الأدوية الهورمونية المضادة للأستروجين، التي يمكنها ان تسبب نتيجة سلبية كاذبة، لذا يجب إيقاف أي معالجة هورمونية في الشهرين السابقين لعمل الاختبار. - تناول حبوب منع الحمل، أو أخذ الهورمونات الاستروجينية في سن اليأس، فمثل هذه الأدوية تسبب انخفاضاً في عدد المسقبلات. - التأخر في إجراء الفحص على العينة النسيجية، الأمر الذي يحدث دماراً للمستقبلات البروتينية وهذا ما يسبب تراجعاً في عددها. في حال ايجابية مستقبلات الاستروجين يمكن اللجوء الى المعالجة الهورمونية، وهناك جملة من الأدوية التي تستعمل على هذا الصعيد، إذ تذهب هذه لتحط رحالها على المستقبلات محدثة تغييراً في نظام عملها وفي وظيفتها، ومن هذه الأدوية: مضادات الاستروجين الانتقائية، وهي أدوية تلتصق بالمستقبلات الهورمونية الموجودة في خلايا الورم من أجل منع هورمون الاستروجين من الالتصاق بها، وبالتالي هذا ما يحول دون نمو الورم وتقدمه. ومن بين أهم هذه الادوية: التاموكسيفين، والرالوكسيفين. مثبطات انزيم الأروماتيز، بعد انقطاع الطمث يتوقف ضخ هورمون الاستروجين من المبيضين، ولكن يمكن الجسم ان يحصل عليه من تحويل بعض هورمونات الذكورة في خلايا الثدي والخلايا الدهنية وخلايا الغدة الكظرية بواسطة انزيم الاروماتيز، من هنا فكرة وصف العقاقير المضادة لهذا الأنزيم من أجل الحيلولة دون تشكل الاستروجين. مغلقات مستقبلات الاستروجين، وتعمل هذه على اقفال وتدمير المستقبلات التي يحط عليها هورمون الاستروجين في خلايا الثدي.