بدأ مفهوم الحوسبة الصديقة للبيئة أو الحوسبة الخضراء (Green computing) في عام 1992م عندما قامت شركة (EPA) بعمل شعار (Energy Star) وهو برنامج يستخدم عند بداية تشغيل الحاسب للتذكير بتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في الحاسب. وبسبب هذا البرنامج قامت العديد من الشركات بطرح برامج تساعد أجهزة الحاسب ومرفقاتها على الإسبات والتقليل من استخدام الطاقة الكهربائية عند عدم استخدامها. تعرف موسوعة ويكيبيديا الحوسبة الصديقة للبيئة على أنها " دراسة وتطبيق تصميم وتصنيع واستخدام والتخلص من أجهزة الحاسب والخادمات، وما يرتبط بها من منظومات فرعية، مثل أجهزة العرض والطابعات وأجهزة التخزين والشبكات ونظم الاتصالات، بكفاءة وفعالية مع الحد الأدنى من التأثير على البيئة. وتسعى الحوسبة الخضراء لتحقيق مبدأ الجدوى الاقتصادية وتحسين أداء النظام واستخدامه، مع الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية. وعليه ، فإن الحوسبة الخضراء تشتمل على أبعاد الاستدامة البيئية، واقتصاديات كفاءة الطاقة، والتكلفة الإجمالية للملكية، والذي يتضمن تكاليف التخلص منها وإعادة تدويرها." ويمكن تحقيق مفهوم الحوسبة الصديقة للبيئة عن طريق أربعة طرق هي: • الاستخدام الأخضر: وتعني تقليل استهلاك الطاقة من أجهزة الحاسب ونظم المعلومات الأخرى علاوة على استخدامها بطريقة سليمة بيئياً. • التخلص الأخضر: ويقصد بها تجديد وإعادة استخدام أجهزة الحاسب القديمة وإعادة تدوير الأجهزة غير المرغوب بها وغيرها من المعدات الإلكترونية بشكل صحيح. • التصميم الأخضر: وتعني تصميم أجهزة الحاسب والخادمات ومعدات التبريد ومراكز البيانات بحيث تحتوي على مكونات فعالة من حيث الطاقة وسليمة بيئيا. • التصنيع الأخضر: ويقصد به تصنيع المكونات الإلكترونية ، والحواسيب ، وغيرها من النظم الفرعية المرتبطة بحيث تعطي تأثيراً ضئيلاً على البيئة. لذا نجد الكثير من مصنعي اللوحات الأم والشاشات قد بدأ الاتجاه نحو تصنيع منتجات صديقة للبيئة والتي تعمل على خفض التلوث وإعادة التصنيع. كما أن هناك شهادات علمية في الحوسبة الخضراء والتي تمنح لبناء بيئة عمل تكون وفي نفس الوقت صديقة للبيئة عبر التوفير في استخدام الطاقة في إعدادات الأجهزة ومرفقاتها. يضاف إلى ذلك تخصيص مؤتمرات عالمية تناقش هذا التوجه العالمي نحو المحافظة على البيئة وتقليل هدر الطاقة. وعلى الصعيد التعليمي، نجد أن مفهوم صديق البيئة قد تغلغل في تصنيف الجامعات الأمريكية، فقد نشر موقع (Princeton Review) في موقعه قائمة ب 268 كلية أمريكية صنفت على أنها كلية خضراء. وقد ركز التقرير فقط على مؤسسات التعليم العالي التي أظهرت التزاما أعلى من المتوسط لتحقيق الاستدامة من حيث البنية التحتية في الحرم الجامعي والأنشطة والمبادرات والتي اعتمدت على ثلاثة معايير هي: • البحث عن بيئة جامعية صحية: مثل استخدام وسائل تنقلات لا تنفث الكربون، ووجود مسطحات خضراء. • المناهج الخضراء: تقديم الجامعة لدرجات علمية وبحثية تتمحور حول البيئة السليمة. • الاستمرارية: التوسع في بناء مبان جامعية صديقة للبيئة وتوفير خدمات لا تضر بالبيئة. وفي الختام، حتى نحقق مفهوم الحوسبة الصديقة للبيئة على المستوى الشخصي أولا، هناك العديد من الوسائل المعينة على ذلك فعلى سبيل المثال هناك برامج تساعد على تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق تقليل هدر الطاقة مثل برنامج (CO2 Saver) وبرنامج (MonitorES) المخصصة للشاشة، أو برنامج لتوفير حبر الطباعة مثل برنامج (GreenPrint World) والكثير من البرامج التي تساعد بشكل أو بآخر على المحافظة على البيئة.