جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تأكيد وعزم حكومته إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في ابريل القادم، رغم عدم توصل حزبه "المؤتمر" إلى اية نتيجة بعد اتفاقه مع المعارضة العام الماضي على تأجيل الانتخابات لمدة عامين. وقال صالح في احتفال حضره الآلاف بمناسبة عيد العمال العالمي بالعاصمة صنعاء أمس "الانتخابات سوف تجرى في موعدها ولقد أخطأنا في قرار تأجيل الانتخابات". وكانت المعارضة والحاكم اتفقا في فبراير من العام الماضي على تأجيل الانتخابات لعامين لتنفيذ سلسلة من الإصلاحات السياسية والانتخابية وهي ما قال صالح انها مرتكزات للحوار بين حزبه وتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض وزاد "أي حوار خارج هذه المرتكزات مرفوض"، في إشارة الى مطالب المعارضة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين كشرط هام لاستئناف الحوار المعطل بين الطرفين. واتهم صالح المعارضة بالسعي الى تأجيل الانتخابات وقال انه بدلا من ان تدعو الى انتخابات في موعدها ان لم تكن مبكرة، فان المعارضة تسعى الى تأجيلها. وهاجم صالح الحراك الجنوبي وأنصاره وقال ان الوحدة اليمنية راسخة رسوخ الجبال وقال "لا لثقافة الكراهية بين الشطر الشمالي والشطر الجنوبي. ذاب الشطران قبل عشرين عاما في الجمهورية اليمنية. انها وحدة راسخة رسوخ الجبال.. عودوا الى رشدكم الحجة بالحجة، والمنطق بالمنطق.. تعالوا الى اتفاق الرجال ولنختلف اختلاف الرجال". وشبه صالح ما يجري في بعض المحافظات الجنوبية من أعمال كراهية ضد المواطنين الشماليين والتي وصلت الى حد بتر الأعضاء التناسلية والأذان لاحد المواطنين الشماليين بالأعمال التي كانت تجري قبل حرب صيف 1994 وقال "اشكر واقدر المواطنين في المحافظات الشمالية على عدم ردة فعلهم.. شعبكم في الجنوب مع الوحدة وتربى وترعرع على الوحدة.. هناك قلة قليلة تروج للعودة الى ما قبل 22 مايو (1990).. وهذا ابعد عليكم من عين الشمس."وحاول صالح طمأنة الشعب اليمني والقلق المتزايد على الوحدة اليمنية جراء تزايد حركة الاحتجاجات في الجنوب والمطالبة بالانفصال وقال "هذه المشاريع (الانفصالية) لن يكتب لها النجاح.. اطمئن أيها الشعب اليمني.. هذه مشاريع فاشلة". وفيما يتعلق بالتمرد الحوثي وازدياد التوتر في صعده في أعقاب تجدد المواجهات بين القبائل الموالية للدولة والحوثيين الأسبوعين الماضيين مما عده البعض نذر حرب سابعة، دعا صالح الحوثيين الذين كانوا ابرموا اتفاقاً مع المعارضة وموافقتهم على الحوار الوطني الذي تعد له، الى الحوار وقال صالح "اذا التزموا بالنقاط الست وآلياتها التنفيذية، اننا على استعداد لإعادة الاعمار في صعدة وحرف سفيان بمحافظة عمران". وعلى الرغم من نعتهم بالعنصريين والمناطقيين فقد دعا الحوثيين الى الحوار ربما نكاية بالمعارضة وقال "اولئك العنصريون والمناطقيون...ندعوهم الى الحوار والتفاهم وتنفيذ النقاط الست". وتأتي دعوة صالح للحوار مع الحوثيين ربما كرد فعل غاضب على المعارضة التي كانت صعدت من موقفها تجاه الحكومة وتنظيمها العديد من التظاهرات والمسيرات المندده بسياسة الحكومة، وبعد مهاجمة وسائل الاعلام الرسمية اتفاق الحوثيين مع المعارضة ووصفها ذلك بالتحالف مع جماعة "خارجة عن القانون". وفيما يشبة النكاية السياسية طالبت الحكومة المعارضة الزام حلفائهم من الحوثيين في صعدة تنفيذ بقية النقاط الست وآلية تنفيذها والتي ادى اعلان الحوثيين الالتزام بها الى وقف اطلاق النار في فبراير الماضي، وتسليمها (50) مطلوبا على ذمة قضايا جنائية من انصار الحراك الجنوبي.