المتأمل في ثقافة العمل لدينا يلحظ قصوراً في وعي البعض نحو الفرق الشاسع مابين التعليم والتدريب والتوظيف بمعنى أن المفهوم السائد أن الجهات التي تقدم مساراً تعليمياً ما أو تدريباً سواء كان مهنياً أو تقنياً في أي تخصص أو مجال كان، هي مسؤولة عن إيجاد بل وتوفير الوظائف !!. يتبين هذا في أكثر التعليقات والردود على المقالات والمواضيع من خلال موقع الجريدة أو حتى في كثير من المجالس ، دائماً نسمع مطالبات وعبارات استنكار "درسونا وما وظفونا" ففي وقت نحن بحاجة فيه إلى تنمية مهارات الشباب لاستحداث وابتكار مجالات عمل جديدة وتشجيع ثقافة العمل الحر، ذلك المجال الأرحب لاستيعاب الطاقات الطموحة في أوج عطائها،نجد منهم من يصر ويلهث وراء وظائف وزارة الخدمة المدنية و- ياريتها تحصل- أو يضيع وقته مترنحاً من شركة إلى أخرى، وفي أحسن الحالات لديهم وظيفة ممثل علاقات حكومية أو حارس أمن وبالنسبة للبنات لا تخرج وظائفهن من الاستقبال والتسويق أو على الأغلب هي شروط تعجيزية من الصعب توفرها في حديثي التخرج .كل هذا التعب والإحباط لا مبرر له عندما يكتشفون فرصتهم الكبيرة في أن يحققوا نجاحاً من خلال مشروعهم الخاص.الخطوة الأولى هي الأصعب، وتحتاج إلى مبادرة للبحث عن جهة داعمة و ممولة قد تحتاج إلى نفس طويل ولكن الجميل أن زمام أمرك بيدك فماذا يعني أن تعمل بشهادتك وأنت خريج إدارة أعمال مثلاً في مكتب للصادر والوارد مازال يعمل يدوياً وبراتب زهيد وزيادة سنوية لا تتجاوز 265 ريالاً، هل هذا هو طموحك أن تنتظر سنوات يشيب فيها رأسك وتنهك قواك قبل أن تأتيك علاوة أو حتى تكون من مستحقيها ؟! أعود للمشاريع الخاصة على اعتبار أنكم توافقونني الرأي في كونها المجال المتاح الآن . احذر عزيزي الشاب عزيزتي الشابة من الدعايات الواهمة لبعض الشركات التي تدعي الوطنية بشراكتها مع البرنامج الوطني للتوظيف، فهي تدعي أنها مدعومة من صندوق الموارد البشرية بوزارة العمل ولديها تسهيلات تقدمها لشركائها عبر بنك التسليف وغيره من الممولين .. بينما في الحقيقة هي تحاول تسويق أسمائها ومنتجاتها على حسابكم . ثم تترككم غرقى في ديونكم ..احذر واحذر من أن تكون صيداً سهلاً لمن يريد أن يستغل جنسيتك ودعم الدولة لك ويصعد على كتفك فيما تبقى أنت في مكانك مطأطأ الرأس .. ثم إن حذرت واستشرت نما وعيك وحسبتها صح ..