تعززت توقعات بتحسن العلاقات بين الهند وباكستان بعدما التقى رئيسا وزراء الدولتين النوويتين، لكن انعدام الثقة بينهما لايزال قائما وقد يقضي هجوم كبير يشنه متشددون في الهند على أي تقدم بسرعة. والتقى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ نظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس الاول أثناء وجودهما في بوتان لحضور قمة لقادة جنوب آسيا.ووصف الجانبان أول اجتماع بين رئيسي الوزراء منذ تسعة أشهر بأنه خطوة جيدة تجاه تجديد الحوار الذي أوقفته الهند بعد هجوم على مدينة مومباي الهندية شنه متشددون يتخذون من باكستان مقرا لهم في نوفمبر تشرين الثاني 2008.وتضغط الولاياتالمتحدة على الجانبين لتهدئة التوتر بهدف صرف انتباه القوات الباكستانية عن الحدود الهندية والسماح لها بالتركيز على محاربة تنظيم القاعدة ومتشددي طالبان على الحدود الغربيةلباكستان مع أفغانستان. لكن محللين قالوا إنه مازالت هناك تفاصيل بحاجة للاتفاق عليها وان الجهود لتحسين العلاقات بين البلدين اللذين نشبت بينهما ثلاثة حروب منذ استقلالهما عام 1947 ستظل عرضة لانتكاسات. وقال المحلل السياسي والامني الباكستاني حسن عسكري رضوي امس "النجاح الوحيد هو أنهما اتفقتا على أنه يجب الحديث لكن التفاصيل لم يتفق عليها.. لقد وصلا إلى منتصف مرحلة بناء منزل يحاولون بناءه". وتضغط باكستان بهدف استئناف المحادثات الواسعة التي تعرف باسم الحوار المركب والتي تتناول كل المشاكل بما في ذلك منطقة كشمير المتنازع عليها وخلافات حول الحدود وعلاقات تجارية ورياضية. وأوقفت الهند هذه المحادثات بعد هجمات مومباي وتتردد في الاندفاع باستئنافها حتى تتخذ باكستان خطوات ضد مخططي الهجمات. وتقول باكستان إنها تتخذ خطوات ضد سبعة أشخاص يشتبه بأنهم متشددون وتتم محاكمتهم.وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمد قرشي في بوتان إن جولة المحادثات الحالية غير مشروطة وإن كل القضايا مطروحة على الطاولة. لكن رضوي ذكر أن قرشي يعطي انطباعا خاطئا بالقول إن الهند وافقت على استئناف المحادثات الشاملة التي أوقفتها.وقال "الحوار الذي تم وقفه لن يتم إحياؤه. أوضحت الهند هذا الامر جدا". وأضاف أن هذا يعني أن الجانبين سيضطران إلى الاتفاق على برنامج مشترك لاجراء محادثات جديدة. وقال "ما زال انعدام الثقة موجودا. اتفقتا فحسب على الحديث لان الهند تريد إبعاد الضغط الدولي.. الاولويات مختلفة ولم يتفقا على صيغة الحوار". وصرح سي راجا موهان وهو محلل هندي في السياسة الخارجية بأن هناك حاجة لفعل الكثير لاعادة عملية المحادثات إلى مسارها. وكتب موهان في صحيفة (انديان اكسبريس) أن "الحكومتين أمامهما الكثير لفعله قبل أن تجد عملية السلام بين الهند وباكستان موطئ قدم مستقر لها مثل ما كان لها بين 2004 و2007."