ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية في عددها أمس ان المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ستبدأ خلال الاسبوعين القريبين، ومع ذلك فان الرئيس الاميركي باراك اوباما لاحتمال فشل محادثات التقارب ووصولها الى طريق مسدود. ونقلت «هارتس» عن مسؤولين اسرائيليين كبار القول: ان اوباما أوضح في أحاديث مع بعض الزعماء من الاتحاد الاوروبي بانه اذا استمرت المراوحة السياسية حتى أشهر ايلول – تشرين الاول، فانه سيبادر الى عقد مؤتمر دولي للسلام. ورجحت هذه المصادر أن مؤتمرا دوليا كهذا سيعقد بحضور اعضاء الرباعية الدولية وهي الولاياتالمتحدة، الاتحاد الاوروبي، روسيا والأمم المتحدة، ويهدف على الارجح الى طرح مسار دولي لاقامة دولة فلسطينية يتضمن مبادئ مختلفة في موضوع الحدود، وترتيبات الأمن، واللاجئين والقدس. وحسب هؤلاء المسؤولين الاسرائيليين، فان اوباما مصمم على الدفع نحو اقامة دولة فلسطينية، حيث سيحظى بتأييد العديد من الزعماء الاوروبيين الذين تعهدوا منذ الان بان يؤيد الاتحاد الاوروبي كل خطة سلام اميركية تطرح. وتوقعت هذه المصادر ان يتم عرض خطة السلام هذه حتى نهاية 2010. ولفتت «هآرتس» الى تقديرات اخرى في الساحة الاسرائيلية، بان يعمل اوباما على تأجيل انعقاد المؤتمر الدولي او عرض خطة السلام الاميركية الى ما بعد تشرين الثاني، في ضوء اجراء انتخابات منتصف الفترة للكونغرس، حيث من المتوقع لاوباما أن يبذل جهودا كبيرة قبل الانتخابات لتقليص التعزز المحتمل للحزب الجمهوري قدر الامكان. الى ذلك توقعت «هآرتس» ان تبدأ المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية عقب اجتماع لجنة المتابعة العربية المقرر اليوم، حيث ستعطي لجنة المتابعة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مرة اخرى الضوء الاخضر للشروع في محادثات التقارب مع اسرائيل، بوساطة الولاياتالمتحدة. ورأت الصحيفة في تعليمات اصدرها وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي الى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس، دليلا على قرب استئناف المفاوضات غير المباشرة، حيث طلب من اللجنة اطلاعه المسبق على أي مخططات ذات حساسية سياسية، من شأنها احراج الادارة الاميركية. وحسب الصحيفة فان شهري ايلول وتشرين الاول سيكونان حاسمين بالنسبة لمستقبل المسيرة السلمية. اذ ان الفترة الزمنية القصوى التي ستمنحها الجامعة العربية لاجراء محادثات التقارب هي اربعة اشهر، بمعنى حتى شهر ايلول. وفي نهاية ايلول ستنعقد الجمعية العمومية للامم المتحدة لمناسبة مرور عام على عقد القمة الثلاثية بين اوباما، نتنياهو وعباس. وفي 26 ايلول تنتهي أيضا الشهور العشرة التي حددتها اسرائيل ل»تجميد» البناء في المستوطنات في الضفة الغربية وسيتعين على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يقرر اذا كان سيستأنف البناء.