في لقاء معالي وزير الثقافة والإعالم مع رؤساء بعثات المملكة في الخارج تحدث معاليه عن جانب في غاية الأهمية وهو الحضور الإعلامي للمملكة في الخارج إذ أشار معاليه إلى أن التطور الذي وصلت إليه صورة المملكة وحضورها القوي لا تعني أن ما وصلنا إليه هو منتهى أملنا ومبتغانا إذ لا يزال الطريق طويلاً لنصل إلى مستوى ونوعية الحضور الإعلامي الذي نصبو إليه وهو حين يتحدث بهذه الشفافية فهو بالتأكيد تشخيص يأتي من رجل خبير ومعاصر للتطور الإعلامي منذ سنوات طويلة ويحمل هماً ثقافياً وإعلامياً كبيراً. في الحقيقة ما زالت الصورة لدى بعض المجتمعات العربية والأوروبية عن المملكة تعتريها بعض الشوائب والمغالطات الكبيرة وهذا الأمر لم يأت من قصور في الإعلام السعودي الرسمي بل يأتي من خلال بعض ما تطرحه القنوات الفضائية العربية والأجنبية من مواضيع وبرامج تناقش أموراً تهم الشارع السعودي إذ غالباً ما يكون ذلك الطرح غير حيادي ومبنياً على المبالغة وعدم الواقعية والمشكلة أن معظم تلك البرامج هي من إعداد وتقديم أشخاص سعوديين يعملون في تلك القنوات ومعظهم للأسف يصور الحدث على أنه ظاهرة وبات هؤلاء الأشخاص إداة بيد تلك القنوات يمارسون تعرية المجتمع السعودي بشيء من المبالغة مع الأسف مما يعطي انطباعاً سيئاً لدى المتلقي العربي الذي يشاهد تلك النوعية من البرامج وأصبحت معظم المحطات الفضائية تتسابق على تقديم برامج تناقش القضايا السعودية. في الأسبوع الماضي عرضت قناة الحياة المصرية وضمن برنامج الرئيسي لقاء مع إحدى المحاميات السعوديات تحدثت فيه عن الوضع المأساوي الذي تعيشه المرأة السعودية (حسب زعمها) بشيء من السوداوية والتشاؤم ونقلت صورة وهي تتحدث بكل مرارة قاتمة وسوداء على الرغم من التغيرات التي أصبحت تعيشها المرأة بالمملكة وكانت الطامة الكبرى حين حذرت السيدات المصريات من الزواج بالرجل السعودي مبررة ذلك بأنها ستعاني من الظلم وضياع الحقوق وهو بالتأكيد فيه من الظلم الشيء الكثير للمجتمع السعودي إذ إن الكثيرين يقترنون بسيدات من العالم العربي ويعيشون في كل كرامة وإخاء، وآخر في برنامج آخر وعلى قناة أخرى يصور المجتمع السعودي على أنه مجتمع منغلق على نفسه ويعاني من الأمراض النفسية الشيء الكثير. هذه الصور وغيرها هي ما تسيء للمملكة وتعطي انطباعاً خاطئاً عن المجتمع السعودي والذي أصبح فيه من التطور والتقدم الشيء الكثير ومع الأسف هذه الصورة السيئة والسوداء تأتي من أبناء المملكة عاشوا فيها ومعظمهم ابتعث على حساب الدولة وعادوا ليساهموا في إظهار تلك الصورة القاتمة من خلال تلك البرامج التي يقدمونها أو المداخلات التي يتحدثون فيها. أنا هنا لا أطالب بتكميم الأفواه وإظهار المجتمع بصورة المثالي، ولكن أطالب بأن يكون هناك نوع من الموضوعية والحذر في تناول مواضيع حساسة تهم المجتمع السعودي لا يجدر أن تناقش في قنوات لو تم تناول أي موضوع خاص بالمواطنين لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها خصوصاً وأن معظم قنوات التلفزيون السعودي في الوقت الحاضر أصبحت تناقش معظم القضايا بشفافية كاملة ووضوح.