اقترح أحد أصدقائي إنشاء جمعية سعودية متميزة. إنشاء جمعية البيسبول السعودية أو الرقبي أو جمعية الكرفتات السعودية أو الجمعية السعودية لحماية أسماك السلمون النهري السابح ضد التيار. فكرة جيدة يمكن أن تميزنا, لكن الأفضل أن نؤسس جمعية لها بعد محلي و انعكاس إيجابي على المجتمع ومتميزة. أفضل شيء أن ننشئ جمعية وطنية للتعاون مع الجن. فيها فائدة للشعبين السعودي والجني. المشكلة في الإجراءات. إلى أي جهة حكومية نتقدم لأخذ التصريح اللازم ؟ الجن شعب والسعوديون شعب . للتقارب بين الشعبين يفترض أن يسند الدور الأكبر لوزارة الخارجية؟ جهاز وزارة الخارجية معني بالعلاقة بين الشعب السعودي وأي شعب آخر. لكن هذا لا ينطبق في جزء هام منه على الجن. الجن يعيشون معنا داخل الحدود السعودية. صلاحية وزارة الخارجية خارج الحدود السعودية. العلاقة مع الجن علاقة داخلية. موظف وزارة الخارجية سيحيل ملفنا إلى وزارة الداخلية. وزارة الداخلية قطاعات متعددة. ما هي علاقة الأحوال المدنية بالجن أو الدفاع المدني أو حتى حرس الحدود. الجن يعيشون في المخارب والمقابر والبيوت المهجورة وحياتهم مغطاة بالظلام. أقرب شيء يخصهم في وزارة الداخلية هو نظام ساهر المروري. كلمة ساهر نشاط ليلي. من يسهر في الليل ينم في النهار. هذه حال الجن. عندما نقدم أوراق الجمعية على الجن لأخذ موافقتهم سيفهمون أن نظام ساهر يتفق مع حياتهم وأسلوب عيشهم المظلم. لكنهم عاجلا أو آجلا سيكتشفون أن نظام ساهر لا يغطي سوى الشوارع الرئيسة المضيئة. لا يصل إلى الشوارع الداخلية في الحارات وهي تشكل أكثر من نصف الطرقات في مدينة الرياض. نظام ساهر كما يفهمه الجن سيدفع بكل السيارات المخالفة إلى السير في الحارات وتعريض حياة الناس للأخطار المرورية. في اللحظة التي يلمح فيها موظف وزارة الداخلية كلمة مقابر ومخارب سيحيل ملفنا على الفور إلى أمانة مدينة الرياض, الجهة المسؤولة عن المقابر والمخارب. بالنسبة لنا كممثلي الشعب السعودي لا مانع لدينا لكن مندوب الجن سيرفض. لا يخفى على أي جني دور الأمانة المحارب للمخارب. الثابت أن المخارب موطن لهوهم وملاعب أبنائهم ومولات تسوقهم. صحيح يوجد في الرياض شوية مخارب على حالها. لكن الجن بفطنتهم سيعرفون أن بقاء هذه المخارب ليس حرصا من البلدية على رفاهيتهم, بقدر ما يعود إلى الإهمال. أقرب جهة للجن هي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هي الجهاز الرسمي الوحيد منذ عصر الأنوار حتى يومنا هذا المهتم بالسحر والجن. المشكلة أن الجن الذين تتعامل معهم الهيئة من النوع الفساق. لن يقبلهم الجن الطيبون. سنأخذ ملفنا وندور على الدوائر الأخرى. أخيرا سنضطر أن نتذكر جهازاً اسمه وزارة التخطيط. نعطيهم ملفنا -الذي أصبح كبر المخدة- ينامون عليه إلى أن يحين موعد التعداد السكاني مرة أخرى بعد سنوات طويلة فنذكرهم ويذكروننا.