عكس حضور منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي في مدينة شيكاغو الأمريكية ، الذي زاد عن ألف (1000) شخص، 200 من المملكة وأكثر من 800 من الولاياتالمتحدة، النفوذ المتزايد للمملكة عالميا على الصعيدين المالي والاقتصادي. وقد توج اليوم الأول للمنتدى بتوقيع اتفاقيتين بارزتين بين المملكة وشركتي «جنرال إليكتريك وريثيون» الأمريكيتين العملاقتين. وقد افتتح المنتدى رئيس اللجنة التوجيهية للمنتدى في شيكاغو وليام ديلي، رئيس مجلس إدارة شركة «جي بي مورغان» المالية العملاقة في الغرب الأوسط الأمريكي، الذي رحب بالوفد السعودي الكبير المشارك في فعاليات المنتدى. وقال ديلي إنه يأمل أن يتمكن المنتدى على مدى يوميه من توليد فرص الأعمال لرجال الأعمال السعوديين والأمريكيين فحسب، بل تمنى أن يكون المنتدى فرصة «لكي يتعلم السعوديون والأمريكيون من بعضهم البعض.» ورحب ديلي أيضا ببعض الحضور البارزين من رجال الصناعة والأعمال الأمريكيين ومن بينهم رئيس مجلس إدارة شركة «كاتر بيلر» العملاقة للنقليات الثقيلة جيم أوينز ورئيس شركة «بوينغ» لصناعة الطائرات جيمس مكنيري. ولعل ما أثار إعجاب منظمي المنتدي هو العدد الكبير اللافت له في يومه الأول، إذ كان المنظمون يتوقعون حضور 400 شخص فقط. وكانت الجلسة الأولى في المنتدى الذي يعقد على طريقة عقد مؤتمرات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بعنوان «الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية: نظام اقتصادي جديد». وشارك في هذه الجلسة معالي الدكتور إبراهيم العساف، وزير التجارة الأمريكي:السوق السعودي هو أكبر الأسواق للبضائع الأمريكية في الشرق الأوسط وزير المالية، ووليام ديلي والدكتور عبدالرحمن التويجري، رئيس مجلس هيئة السوق المالية، وآخرون. وبحث المشاركون في هذه الندوة الجهود التي تقوم بها المملكة والولاياتالمتحدة معا لبناء الأنظمة المالية فيهما وتقويتها على ضوء الركود الاقتصادي العالمي الذي اجتاح العالم خلال السنتين الماضيتين. كما بحث المشاركون في الندوة الكيفية التي يمكن بها للمملكة أن تتعاون مع الولاياتالمتحدة «لبناء اقتصاد عالمي أكثر استقرارا.» وتطرق المشاركون إلى ميزانية المملكة الأخيرة التي كانت الأكبر في تاريخ المملكة، وهي بمقدار 260 مليار ريال سعودي، واعتبروها «دليلا على عزم الحكومة السعودية على تحفيز التنمية الاقتصادية وتشجيع البنوك على زيادة إقراضها للمستهلكين الأفراد والشركات على حد سواء.» وشارك في جلسة «التكامل العالمي في ميدان الطاقة: المسؤوليات العالمية» وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، وجون واطسون، الرئيس التنفيذي لشركة «شل» العالمية للطاقة وبيتر دوبري، الرئيس التنفيذي لشركة «أسيوني إنيرجي» للطاقة. وركز المشاركون في هذه الجلسة على أن المملكة، التي تتوفر على 20 بالمائة من إمدادات النفط العالمية، «تلعب دورا حيويا في توفير مطالب الطاقة للمجتمع الدولي، وهو ما يهم الولاياتالمتحدة بصورة خاصة كونها أكبر مستهلك للبترول في العالم اليوم.» وفي حفل غداء عمل المنتدى في يومه الأول قدمت الدكتورة أفنان الشعيبي، الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطانية في ندوة حفل الغداء التي نظمت تحت شعار «توسيع التجارة السعودية الأمريكية في عالم تنافسي»، وجيمس ألبا، من شركة بوينغ، الأستاذ عبدالله علي رضا، وزير التجارة والصناعة السعودي ونظيره وزير التجارة الأمريكي غاري لوك. وقد ركز المتحدثان في خطابيهما على «العلاقة الحيوية القوية» بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة، والدور الذي يلعبه البلدان في «الحفاظ على النمو المستدام في السوق العالمي التنافسي.» واتفق الوزيران على أنه رغم قوة تيار العولمة الذي اجتاح العالم في السنوات الماضية، فإن المملكة والولاياتالمتحدة «تمكنتا من الاحتفاظ بعلاقة ثنائية حيوية بينهما، إضافة إلى أنهما تبحثان عن طرق إضافية لتعزيز العلاقات بينهما بصورة أكبر.» وذكر وزير التجارة الأمريكي أن المملكة أصبحت اليوم الشريك التجاري العشرين الأكبر للولايات المتحدة، إذ ان مجموع الصادرات الأمريكية إلى المملكة تقارب الأحد عشر مليار دولار. وأشار لوك إلى أن «السوق السعودي هو أكبر الأسواق للبضائع الأمريكية في الشرق الأوسط.» وفي الأثناء، قال لوك إن المملكة هي المصدر التجاري الرابع عشر الأكبر للولايات المتحدة، إذ بلغت قيمة الصادرات السعودية إلى الولاياتاالمتحدة في العام 2009 ما يقارب 16 مليار دولار. وقد وقعت في اليوم الأول لمنتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي ثلاث مذكرات تفاهم، اثنتان منها بين المملكة وشركتين أمريكيتين عملاقتين، الأولى مع شركة «جنرال إليكتريك» لاستكشاف فرص التصنيع في المملكة والثانية بين المملكة وشركة «ريثيون» حول الطاقة المتجددة والهندسة الابتكارية للشركة. أما المذكرة الثالثة فقد وقعت بين المملكة ومجلس الأعمال العالمي في شيكاغو والغرفة التجارية في شيكاغو من أجل توليد الأنشطة الاقتصادية بين المملكة ومنطقة شيكاغو الكبرى مع التركيز على المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية. وفي الجلسة الختامية لليوم الأول للمنتدى، وهي التي عقدت بعنوان «استراتيجيات الترويج للنمو الاقتصادي»، تطرق المتحدثون إلى المبادرات التي تقوم بها المملكة في السنوات الأخيرة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترويج للنمو الاقتصادي في المملكة وتعزيز علاقاتها مع العالم الخارجي، بما في ذلك الولاياتالمتحدة. وأشار المشاركون في الندوة إلى أن الاستراتيجية الصناعية الوطنية للمملكة تهدف إلى «توسيع تنويع القطاع الصناعي في المملكة من أجل وضعها في وضع يسمح لها بالتنافس في السوق العالمي.»