وصفت صفقة انتقال المدافع محمد عيد من النادي الأهلي للنصر بالناجحة؛ في ظل صغر سنِّ اللاعب، واعتماد مدربي الأهلي عليه أساسيا؛ لكن فرحة النصراويين بمقدمه لم يستمر طويلا بعد تعرضه لإصابة قوية في أول ربع ساعة لأول مباراة مثل فيها النصر، والتي غيبته حتى نهاية الموسم. عيد.. الذي يتساءل كثير من الأهلاويين عن أسباب التفريط به وهو اللاعب القوي وسط مشاكل كبيرة يعانيها دفاع (القلعة) تطرق لظروف انتقاله من الأهلي، وبرر مسببات عدم تمسك مسؤوليه به، وتحدث عن الاقلام التي وصفها بأنها تعمل على كشف الجديد حول إصابته التي اعترضته مع ظهوره الأول في النصر. *بداية حدثنا عن الإصابة التى تعرضت لها في الدقائق الأولى لك مع النصر وماهى المرحلة التى وصلت إليها من مراحل العلاج؟. - أحمد الله على قضاء وقدره، والإصابة عبارة عن قطع فى أحد أربطة المفصل وكسر فى عظمة الساق، ووصلت للمراحل الأخيرة من العلاج، وبعد أسبوعين سأبدأ الجري وتدريبات التقوية واللياقة بمتابعة الطبيب، ومدة علاج الإصابة تقريباً ثلاثة أشهر لم يتبقَ منها إلا القليل، وأشعر الآن بتحسن كبير ولا أشكي من أي آلام، وأنا ملتزم بتعليمات الطبيب لحين أعطائي الضوء الأخضر بالعودة للتدريبات. * كيف كان وقع الإصابة عليك في أول لقاء لك مع ناديك الجديد (النصر)؟. - من الطبيعي أن تتأثر نفسيتي وبالذات وهي التي فاجأتني في أول لقاء أشارك فيه النصر، ولكن الإنسان ليس له سوى أن يقول: الحمد لله، واللاعب الذي يريد أن يطور نفسه، ويثبت وجوده يجب أن يتغلب على كل مايواجهه من عراقيل والحمد لله استطعت التغلب على كل هذه المعوقات وأستعد بكل قوة للعودة لتمثيل الفريق. *كيف انتقلت للنصر وأنت أحد أهم المدافعين في الأهلي؟. - الصفقة تمت بعد اتصالات بين رئيس النصر ورئيس الأهلي، وأخبرني الأهلاويون بالعرض، ووافقت وكلا الناديين كبير، ونحن فى عصر الاحتراف، ومن حق اللاعب والنادى أن يبحث عن مصلحته. * لماذا فرط بك الأهلى بسهولة وهو الذي يعاني كثيرا في منطقة الدفاع؟. - لا أستطيع أن أجيبك على هذا السؤال، وربما كان رأي مدرب الأهلي، ولا أزال أستغرب عدم تمسكهم بي وأتمنى أن أعرف السبب. * خرجت أصوات أهلاوية تؤكد أن النصر لن يستفيد من خدماتك نهائياً دون أن يذكروا الأسباب. تعليقك؟. - هناك من يحبك ويطالب باستمرارك، وهناك من لا يحبك وينتقدك على الدوام، وهذا الاختلاف في المشاعر والرأي أمر طبيعي، وما يهمني وأؤكد عليه اليوم أننى سأثبت للجميع أنني صفقة ناجحة ومفيدة للنصر، وسأجتهد لإثبات ذلك بكل ما أتيت من قوة، ولن يتحقق مرادي ما لم أبذل وأتعب، وأتدرب بتفانٍ مدعوما بتعاون زملائي اللاعبين وتكاتفهم. * هل فرط الأهلى بك لدوافع فنية أم شخصية؟. - التنازل جاء مع انتهاء عقدي ودخولي مرحلة الستة أشهر، ولا يوجد أي مشاكل مع أي شخص، وكنت وقتها عائداً من إصابة إثر إجراء عملية جراحية في عضلات البطن فى ألمانيا، ولم أشارك إلا فى أربع مباريات هذا الموسم، وأي لاعب عائد للتو من إصابة يتمكن من فرض نفسه أساسياً مع الأهلي لا يمكن أن يكون لديه مشاكل فنية. * ما الذى فقدته فى الأهلي ووجدته فى النصر والعكس فى ذلك؟. - مع قدومى للنصر رأيت أشياء لم تكن موجودة في الأهلى مع كامل احترامى وتقديرى للأهلاويين ؛ فقد أحسست فى نادي النصر أن لاعبيه على قلب واحد ويدٍ وحداة، ومنذ أول تدريب أشعرني لاعبو النصر، وكأنني أعرفهم منذ زمن طويل، وكأنني أخ لهم وعشت معهم سنوات، وهذا برأيي هو سرِّ روح النصر في الملعب؛ فالجميع متكاتف بقوة سواء إدارة أو أجهزة فنية أو جماهير؛ فالكل يد واحدة وعلى قلب واحد أما الشطر الثانى من سؤالك عكس ذلك؛ فلا يوجد شيء فقدته فى النصر، وكان فى الأهلي. محمد عيد * حدثنا عن فريقك السابق الأهلى ولماذا لا يزال بعيدا عن المنافسة؟. - أرى أن غياب التكاتف فى الأهلي هو السبب الرئيسي في استمرار الغياب، ولو عملوا يدا واحدة لقدموا مستويات تليق بسمعة الأهلي الكبيرة. * هل تنتقد هنا عدم تكاتف اللاعبين أم الإدارة؟. - أتكلم عن الجميع، هناك ابتعاد إداري عن اللاعبين، وأمور أخرى كثيرة والتعاون في النادي الأهلي غير موجود. * ظهورك الأول في الملاعب كان قويا جداً واستطعت أنْ تصل بمستواك للمنتخب لكنك تركته فيما بعد. لماذا؟. - اللاعب يمر بفترة تفاوت فى مستواه، وهذا أمر طبيعي فى كرة القدم، ومثال ذلك عالميا المهاجم الفرنسى هنري؛ فالكل شاهد المستويات التى قدمها مع منتخب فرنسا، وفريقه السابق آرسنال، وبعد انتقاله لبرشلونة انخفض مستواه؛ لأنه كان يحظى بالدعم والحوافز فى الأرسنال، وكان هو رئة الفريق. أعتقد أن اللاعب إذا حظي بالدعم والاهتمام والحافز القوي سيقدم كل مالديه، وما أعنيه أن سبب هبوط أدائي هو غياب الاهتمام والمساعدة لأعود لمستواي السابق؟. * هل تعتقد أنك قادر على حل المشاكل التي يعاني النصر في الدفاع؟. - إذا ساعدني زملائي اللاعبون سنحل مشكلة الدفاع، وعندما يثق بك الجميع ستقدم كل ماتملك لخدمة الفريق. * هل تعتقد أنك قادر على العودة لصفوف المنتخب الوطني؟. - طموحي هو تقديم المستويات التى يتمناها كل من يعرفني ويحبني، وأن أثبت لكل من انتقدني أنني موجود وبكل قوة، ويهمني أنْ أثبت لإدارة النصر وأعضاء شرفه وجماهيره الكبيرة أنني صفقة ناجحة، وسأقاتل وأجتهد لأكسب ثقة كل النصراويين، وأتمنى أن أختم مسيرتي الرياضية وأنا واحد من النجوم الذين تركوا بصمة في الملاعب السعودية والخارجية. أنا ضحية قرار خاطئ.. ودفاع (الأصفر) بحاجة لتدخل * ما خطوط القوة والضعف فى النصر من وجهة نظرك الفنية؟. - في دفاع النصر هزة بسيطة تحتاج لتدخل الجهاز الفني؛ مع أن هناك أسماء قوية في هذا المركز، ولكن المدرب جورج داسيلفا يسعى لحل هذه المشكلة، وكذلك نحتاج في الوسط للاعب محور ذي مستوى عال جداً يصنع الفارق، ويكون له تأثير قوي على الأداء العام؛ حتى لو كان احتياطيا؛ لأن الفريق اليوم يضم لاعبين مستواهم قوي جداً، ومؤثرين ونجوم، و لكن الفريق بحاجة إلى تواجد لاعب بديل مؤثر، وهو ماينقص النصر برأيي، أما بقية الخطوط فهي قوية جداً. * ما المراكز التى يحتاجها النصر دعمها باللاعبين الأجانب تحديداً وهل يحتاج مدافعا أجنبيا؟. - إضافة إلى لاعب محور يحتاج لصانع ألعاب ووسط أيمن، وكذلك مدافع مؤثر وصاحب خبرة قوية، ومستوى، ويستفيد منه المدافع الشاب الذى يلعب بجانبه والفريق بوجه عام. * من أبرز المدافعين في الدوري السعودي؟. - حالياً هناك مدافع الهلال أسامه هوساوى ومدافع النصر عبدالله القرني، الذى أتوقع له مستقبل كبير جداً؛ إضافة إلى مدافع الاتحاد أسامة المولد. * ما الأمور التي يمكن أن تدعمك في عودتك لمستواك؟. - تطوير مستوى أي لاعب يعود له نفسه؛ متى كان لديه الطموح في تحقق هذا التطوير؛ ليصبح نجماً ويحترف فى الخارج، وعلى اللاعب أن يجتهد ويعرف كيف يصنع ذلك، وماذا يتطلب منه من جهد وإمكانات وتدريبات ومحافظة، وكذلك الانضباطية فى كل شيء؛ إذ الملاحظ في المعسكرات يكون اللاعب فيها منضبطا في كل شيء، والدليل المستويات القوية التى يقدمها اللاعبون بعد المعسكر، ولا أنسى تأثير الأصدقاء وأهمية أن يختار الأصحاب الذين يتمنون له الخير، ويساعدونه على النجاح، والنجومية. كيف رأيت استقبال جماهير النصر بعد انضمامك الرسمي للفريق؟. كان استقبالا رائعا، و(جماهير الشمس) التى تعتبر ظاهرة في الملاعب السعودية؛ هذه الجماهير الوفية وجدت فيها الرقي والعشق والوفاء لناديها، وأقول لهم: بإذن الله سأقدم نفسي بكل قوة، وسأكون عند حسن ظنكم أنا وزملائي اللاعبون، وأتمنى للفريق التوفيق، وخطف بطولة كأس الأبطال التي أعتقد انهم جديرون بلقبها.