رأت حماس الاربعاء ان موافقة رئيس السلطة الفلسطينية على العودة الى المفاوضات تعمق "الهوة والانقسام" الفلسطيني، معتبرة ان محمود عباس يريد استصدار موقف عربي موحد "يضعف الموقف الفلسطيني" في مواجهة اسرائيل على حد قولها. وكان عباس اعلن انه سيعرض على لجنة المتابعة العربية بداية ايار/مايو افكارا جديدة طرحها المبعوث الاميركي جورج ميتشل خلال جولته الاخيرة من اجل استئناف مفاوضات السلام المجمدة مع اسرائيل. وقال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) عزت الرشق لوكالة فرانس برس ان تصريحات عباس "شكلت استجابة للضغوط الاميركية الاسرائيلية ونكوصا جديدا في مواقف سلطة رام الله وايغالا في تعميق الهوة والانقسام في الساحة الفلسطينية". وقال الرشق ان صيغة "المفاوضات غير المباشرة" هي "عودة مهينة للمفاوضات (...) واقتراح اميركي صرف يسهم في تمييع الامور مرة ثانية وفي ترحيل وتفكيك المطالب المشروعة بوقف عمليات التهويد الجارية في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 (...) بينما يتواصل قضم الارض الفلسطينية كل يوم". واضاف ان "نيته (عباس) العودة لاستصدار موقف عربي جديد على مستوى الجامعة العربية ولجنة المتابعة يضعف الموقف الفلسطيني والعربي المفترض في مواجهة سياسات نتانياهو". واكد الرشق رفض "القوى والفصائل من داخل منظمة التحرير واللجنة التنفيذية (...) العودة للمفاوضات غير المباشرة، بالرغم من قيام البعض من قيادات سلطة رام الله بتلبيسها ثوب الموافقة". الى ذلك اكدت الحكومة الفلسطينية المقالة الاربعاء انها "ستجبر" اسرائيل على وقف سياسة ابعاد فلسطينيين من الضفة الغربية الى القطاع الخاضع لسيطرة حماس. وفي إطار سياسة الابعاد القصري التى تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وفق القرار (1650) في الآوانة الأخيرة، أبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي الشاب فادي عيادة العزازمة (19 عاما) من محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية إلى قطاع غزة. يشار هنا إلى أن العزازمة – وهو من مواليد قطاع غزة - وصل إلى حاجز بيت حانون في ساعات المساء، وقرر على الفور التوجه إلى خيمة الاعتصام التي يمكث فيها المواطن أحمد صباح الذي أخرج من الضفة الغربية الأسبوع الماضي. وقالت جمعية "واعد" للأسرى والمحررين في بيان تلقت "الرياض" نسخة منه: "إن العزازمة من سكان مدينة الخليل، وكان يقيم مع كافة أفراد عائلته هناك منذ (15 عاما)". وأوضحت بأن قوات الاحتلال اعتقلت العزازمة من مكان عمله في سوق الخليل لمدة ساعات في سجن عوفر ثم قامت بإبعاده إلى غزة عبر معبر بيت حانون. وقال طاهر النونو الناطق باسم حكومة حماس لوكالة فرانس برس "لن نسمح للاحتلال الاسرائيلي بتمرير مخطط ابعاد المواطنين من الضفة الى غزة كما حصل مع الفتى العزازمة الثلاثاء، وسنجبر الاحتلال على اعادته الى بيته في الخليل". واوضح النونو ان حكومته "ستدعم صمود المبعدين في خيمة الاعتصام المفتوح قرب حاجز ايريز وسننجح تجربتهم كما نجحت تجربة مبعدي مرج الزهور (1990 في جنوب لبنان)". واكد رفض حكومته للقرار الاسرائيلي بابعاد العزازمة، مشيرا الى ان "الاحتلال يحاول بالتدريج تمرير سياسة الابعاد وهو ما يتطلب جهدا فلسطينيا وعربيا ودوليا لاحباطها".