التزوير ظاهرة جديدة في حياتنا ، ولا أذكر أنها كانت موجودة قبل 50 عاما ، ربما لأن حملة الشهادات العليا كانوا معدودين على الأصابع ، ولكن حين توسعنا في إنشاء الجامعات والمستشفيات ، واستقدام حملة الشهادات العليا من أقاصي الأرض ، بدأ التزوير يطفو على السطح ، ولا أذكر الآن عدد الحالات التي اكتشفتها هيئة التخصصات الصحية ، ولو أنني متأكد من أنها تفوق العشرة آلاف حالة ، هذا مع العلم أنني أعرف فنيين بل وأطباء لم تفحص شهاداتهم إطلاقا ، هذا وفي صحيفة عكاظ الصادرة بتاريخ 25/4/2010 خبر عن تعيين مدير للتعليم في منطقة المدينةالمنورة بشهادة دكتوراة غير معترف بها ، وهي ليست الحالة الوحيدة ، بل هناك ست حالات ثبت حصول أصحابها القياديين في تعليم المنطقة على شهادة دكتوراة غير معترف بها ، وقد واجهت الصحيفة مدير عام تعليم البنات في المدينة بالمعلومة عن شهادته للدكتوراة غير المعترف بها فأحرج ولم ينبس ببنت شفة ، وفي شأن متصل واجهت عكاظ مدير عام التربية والتعليم للبنات في إحدى المناطق ، والذي ثبت حصوله على شهادة دكتوراة غير معترف بها من إحدى الجامعات العربية ، وهذا ما كشفته صحيفة واحدة في منطقة واحدة يصعب تواجد شخص مزور فيها فما بالك بباقي المدن والقرى ؟ إن هذه مسألة لا ينبغي أن تمر دون مساءلة للكل : الذين بيدهم التعيين والمعينين على حد سواء .