أشار رئيس تحرير المجلة العربية، الدكتور عثمان الصيني، إلى أن مكتبة الملك عبدالعزيز فرع المربع، تكاد تكون المكتبة الوحيدة في المشهد التي استطاعت أن تقدم دورا حيويا ثقافيا اجتماعيا، عبر العديد من مشاريعها الثقافية، التي تجاوزت بها دور المكتبة بوصفها مخزنا للكتب.. مشيدا بالمشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، الذي ينبثق منه ملتقى تجاربهم في القراءة، إلى جانب مشروع القراءة في المطارات. وذكر الصيني أنه نهل من مصادر الثقافة الكتابية والشفاهية، عبر خليط من المصادر، التي أفاد منها في تجربته القرائية في بيئة الحجاز، إلى جانب السائد في معارف المجتمع الحجازي من تراث شعبي وغيره، وخاصة في محافظة الطائف التي احتضنت تجاربه الأولى عبر الطفولة والقراءة، معرجا على ما كانت تتميز به من شعر القبائل بصحبة الشعر العربي الفصيح، عبر علاقة منسجمة بين الشعر الشعبي والفصيح، التي تمثلت في الشائع في الكتب والمجالس ونتاج الأدباء آنذاك. وقال الصيني: كانت دكاكين الأدباء أماكن لمناقشة اللغة بأدبها شعرا ونثرا، إلى جانب نحوها وإنشائها.. كما كانت الفنون الشعبية التي نشاهدها جزءا مهما من مكوني الثقافي، إلى جانب ما عايشته من خلال تنقلي مع والدي إلى مكةالمكرمة بين الحين والآخر، التي تأتي في مقدمتها مكتبات الحرم المكي العريقة، إلى جانب اهتمامي بالمجلات القصصية المصورة كالوطواط، ولولو الصغيرة وغيرها من المجلات المحلية والوافدة، كما كان لمكتبات الطائف دور بارز في حياتي التي كان من أشهرها مكتبة الوراق السيد اليماني، حيث كنا نشتري المجلة أو الكتاب لنقرأها ونبيع بعد ذلك ما أمكن بيعه. أما عن قراءة الصيني في المرحلة الجامعية فقد وصفها بالمتقدمة والشمولية عطفا على ما كان يقدم في قاعات الدرس، إلى جانب ما كانت تقدمه رابطة العالم الإسلامي، إلى جانب مواسم الحج التي كانت وجهة لكثير من المفكرين والأدباء والفقهاء، إضافة إلى ما كان يقدمه نادي الوحدة من دور ثقافي.. جاء ذلك في أمسية ملتقى ( تجاربهم في القراءة) ضمن المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، الذي تقوم بتنفيذه فعالياته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فرع المربع.