يمثل سرطان الثدي أكثر السرطانات شيوعاً لدى النساء ليس فقط في المملكة بل في أغلب دول العالم. فهو يمثل اكثر قليلاً من خمس جميع حالات السرطان لدى النساء بالمملكة العربية السعودية. ففي العالم على سبيل المثال تشخص ما بين مليون إلى مليون ونصف حالة جديدة سنوياً. وفي المملكة هناك ما بين 900-1000 حالة جديدة سنوياً. ويعيش أكثر من 4 ملايين امرأة بهذا المرض في العالم. ولكي نستطيع المقارنة بين الدول المختلفة في العالم والمجموعات السكانية المختلفة. نستخدم معيار معدل الإصابة والذي يقاس بعدد حالات الاصابات الجديدة لكل 100.000 نسمة من السكان. وحيث ان هناك تنوعا في الشريحة العمرية للسكان يُستخدم المصطلح (معدل الاصابة العمرية) .ASR ويقاس على فرضية التجانس العمري للشريحة السكانية المقارن بينهما حتى تكون المقارنة دقيقة وهو أيضاً يعبر عن عدد الحالات الجديدة / لكل 100.000 نسمة، وقد بدأ أول تسجيل إحصائي لحالات السرطان في المملكة سنة 1994م. وقد لوحظ ارتفاع (اي سي ار) من 12 إلى 18 حالة / 100.000 خلال السنوات العشر الماضية مما يدل على زيادة ملحوظة في معدل الإصابة. وبلغ الارتفاع في المنطقة الشرقية خاصة إلى 30 حالة / 100.000 نسمة ولوحظ الارتفاع المضطرد للحالات في هذه المنطقة في السنوات الخمس الأخيرة مما يستوجب دراسة دقيقة لمعرفة أسباب هذا الاختلاف المنطقي. ورغم هذا فإن معدل الإصابة يظل منخفضاً مقارنة ببعض الدول الغربية مثل بريطانيا واستراليا والولايات المتحدة حيث المعدل حوالي 120 / 100.000 أو مقارنةً ببعض الدول العربية مثل البحرين والأردن حيث تقارب معدل الاصابة 55 حالة لكل 100.000 نسمة. ومن خصائص المرض في المملكة أن حالات المرض في النساء تشكل 97.7% وعند الرجال 2.3% ومتوسط اعمار الاصابة في النساء 48 سنة مقارنة ب58 سنة في الرجال بينما في الغرب متوسط عمر الاصابة من 55 إلى 60 سنة في النساء. كما يلاحظ أيضاً أن المراحل المتأخرة في المرض وهي المرحلة الرابعة (إلى مرحلة الانتشار في الاعضاء الأخرى) مثل الكبد والعظام تمثل 16% من الحالات وبقيت هذه النسب ثابتة خلال الأعوام العشر الماضية مقارنة بأقل من 5% في الدول الغربية. * ويلاحظ أيضاً متوسط المدة بين ملاحظة الورم واستشارة الطبيب تقارب التسعة أشهر مما يفسر تأخر بعض الحالات. * ويلاحظ أن ارتفاع حالات التسجيل في المنطقة الشرقية، مكةالمكرمة، الرياض، وأقل المناطق تسجيلا للحالات منطقة نجران، الباحة. * وأن أغلب الحالات تُشخص في المرحلة الثانية والثالثة مما يعني أن الورم إما أن يزيد حجمه عن الخمسة سنتمترات أو أنه وصل للغدد الليمفاوية تحت الإبط أو محيط الثدي. * وبينما المرحلة الأولى تُشكل أكثر قليلاً من 10% مقارنة بأكثر من 70% من الحالات في الدول الغربية. انشاء السجل الوطني للأورام خطوة مهمة ولكن لا يكفي لوحده لوضع استراتيجيات المكافحة والمعالجة فنحن بحاجة لسجل وطني للمعلومات عن عدد الحالات الحالية التي تعيش بالمرض، عدد الوفيات بالمرض، تكلفة العلاج، عدد الحالات التي كُتب لها الشفاء، عدد الأيام المفقودة في العمل، أسباب الوفيات الاخرى وكم يمثل سرطان الثدي من الوفيات في جميع الاعمار وغيرها من المعلومات سيوضح الحجم الحقيقي لما يمثله هذا المرض من مشكلة وهذا يتطلب جهداً وتنسيقاً بين مراكز المعلومات المختلفة وتحسين تسجيل المعلومات على جميع الأصعدة وتحليلها دورياً دون تأخير. وقد يكون هذا تحت مظلة المركز الوطني للأورام أو المركز الوطني للمعلومات والاحصاءات الدقيقة متوفرة للباحثين لكي يخرجوا بتوصيات مدروسة عن استراتيجية مكافحة وعلاج الأسباب الرئيسة للوفيات في الفئات العمرية المختلفة وترتيبها حسب اهميتها وحجمها. الخلاصة: من القراءة الأولية لهذ الأرقام يمكن استنتاج ما يلي: * أن معدل الاصابة يبقى منخفضاً رغم أن هناك زيادة مضطردة خلال السنوات الماضية ومن المتوقع أن هذه الزيادة في ظل عدم وجود برامج وقائية لمكافحة المرض. * أن المرض يصيب النساء ولكن لا يستثني الرجال ففي كل مئة حالة في سرطان الثدي يوجد اصابتين للذكور فيجب أخذ هذا في الاعتبار. * سرعة المعالجة ووجود عيادات متخصصة يساهمان في علاج المرض بشكل أفضل وزيادة نسبة الشفاء. * وجود برامج للكشف المبكر قد يكون لها دور في مناطق المملكة التي أظهرت زيادة في معدلات الاصابة. * أن هذا المرض وعلاجه سيتطلب زيادة مطردة في النفقات. * أهمية التثقيف الصحي بالعوامل المساعدة لحدوث المرض ثم بأعراض هذا المرض وطرق التشخيص والمسارعة للكشف المبكر عند الشك في وجود اي كتلة غير طبيعة في الثدي، افرازات من الحلمة أو انكماش الجلد، سيكون له مردود أكبر من العلاجات الباهظة الثمن. * قسم الأورام