طالب أخصائي اجتماعي بتغيير "نمطية" و"تقليدية" خطب الجمعة السائدة في جوامعنا، وإدخال تغييرات جوهرية، مثل استخدام التقنية الحديثة لتؤدي الخطب دورها الاجتماعي، وكذلك أهدافها. وقال "عبدالله سلمان" الأخصائي الاجتماعي، إنه منذ أعوام ماضية، وآلية خُطب الجمعة واحدة لم تتغير، سواء بطريقة الخُطبة، أو طريقة تأديتها، موضحاً "السيناريو" المعتاد للخُطب، حيث يصعد الخطيب إلى المنبر متوشحا"بشته"، وممسكاً البعض منهم ب"خيزرانة"، وقابضاً على الأوراق التي يوجد بها موضوع الخطبة، والتي ربما حفظها الحضور نظير تكرارها أكثر من مرة. وأرجع "سلمان" عدم استفادة البعض من خطب الجمعة، وضعف تأثيرها، بتغير السلوكيات لدى المجتمع وأفراده، ولواقعنا ومشاكِلُنا الاجتماعية ومفاهيمُنا السلبية، إلى جانب تعاملاتنا وأساليب تعاطينا للحياة بشكل عام، وأساليب تحاورنا وتقبلنا للآخر، مضيفاً يجب أن تنال خُطبة الجُمعة اهتماماً وتطويراً، فهي ندوة ثقافية اجتماعية دينية، وتجمُع أسبوعي مدته اثنان وخمسون يوما في العام الواحد. وأوضح "سلمان" أن خطب الجمع تعتبر محاضرات مجانية للحضور الكبير، مبيناً أنها ميزة إسلامية، حيث لا تحظى مؤسسة مدنية، وغير رسمية عالمية، بتقديم هذا الكم الهائل من المحاضرات أو الندوات للمواطن، ولكن شريعتنا الإسلامية السمحة اهتمت بالفرد والجماعة في جميع مجالات الحياة، مطالباً بمراجعة واقع البعض من خُطبائنا وأئِمة مساجٍدُنا، والذين يحتاجون إلى وقفة صادقة من قِبل الجهات الرسمية ذات الصِلة مثل وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، لما يُعانيه البعض من هؤلاء الأئِمة، من تدن بمستوى تعليمهم، وضعفهم بمواكبة أحداث ومشاكِل المُجتمع وقضاياه، وتركيزهم على الوعظ والإرشاد الديني، وانصِرافهم عن الكثيرمن الظواهرالاجتماعية، وقضايا الجريمة والانحراف والتربية والسلوكيات الشاذة، إلى جانب انصرافهم عن معالجة قضايا وطنية وعالمية مهمة مثل الإرهاب، والفكر المنحرف وقضايا الإغراق والتضخم، والبطالة والفساد المالي والأخلاقي. وطالب "سلمان" بإدخال التقنية الحديثة واستخدامها بمواضيع الخطبة، فغالبية المساجد يتواجد بها أعداد كبيرة من الأجانب، والذين يمثلون في بعض المساجد نسبة عالية من الحضور، وهؤلاء بالطبع لا يجيدون اللغة العربية ولا يعرفون ماذا يتحدث عنه الإمام، فلماذا لا يستخدم الخطيب شاشات لترجمة خطبته حرفياً، متسائلاً لماذا لا تستخدم أجهزة "مرئية" لعرض طريقة الوضوء أو الصلاة أو تعليم الحج، وغيره من العبادات على شكل خطبة تعليمية توعوية وإرشادية، ولماذا لا نستفيد من توجيه رسائل أسبوعية للمقيمين لتعريفهم بأنظمة بلادنا الطاهرة وبحقوقهم وواجباتهم.