ظن صاحب اليوتيوب في بدية الأمر أن موقعه مجرد بوابة للتسلية. صور العائلة وصور الأصدقاء. صور ما تراه وبثه على اليوتيوب. لم يتخيل أن يصبح موقعه هذا نافذة لكل شيء يحدث في هذا العالم. مع كل يوم تتزايد أهميته وخطورته. صار جزءا من يومياتي. أسأله آخر الأحداث. أفتش فيه بشكل عشوائي. لا أخفيكم؟ أتوقع في أي يوم أن نشاهد فضيحة كبرى؛ مسؤولاً كبيراً أو مثقفاً كبيراً أو رجل أعمال أو رجل دين في وضع لا يحسد عليه. بعض الناس لم يدرك تغير الزمان ولم يتكيف مع الوضع الجديد للعالم. لم يستوعب قدرات هذه التقنيات البسيطة التي أصبحت في يد (كل من إيدو ايلو). جعلت كل إنسان على هذه الأرض يملك العدة اللازمة لإحداث فضيحة. لا شيء سيخفى. سيسير العالم في اتجاهين. ابتكار معايير أخلاقية جديدة أو رفع القيم الأخلاقية والتخلي بمقدار كبير عن النفاق. لا يمكن أن نبقى على مرواغات الماضي والدجل على الناس. لو قارنا بين التيارين الليبرالي والمحافظ.؟ بين رجال الدين والدعاة من جهة وبين كُتّاب الجرائد والمثقفين من جهة أخرى ، من تعرض للفضائح أكثر من الآخر؟ ومن كشف اليوتيوب كذبه أكثر من الآخر. من الذي تحول إلى مادة لتسلية الجماهير. لا أحتاج أن أقص عليكم التفاصيل. يكفي أن يدخل أي منا على اليوتيوب ويضع في مستطيل البحث الأسماء التي يريد من المشاهير في الاتجاهين (الليبرالي أو المحافظ). يقرأ ما تقدمه له الصورة. من حسن الحظ أن المواقع الإلكترونية لا تقع تحت سيطرة أحد. لا أحد يستطيع ترويج الادعاءات المعتادة. نقرأ أن الصحف السعودية تحت سيطرة الليبراليين. صادروا حق التيار المحافظ في التعبير عن نفسه. اليوتيوب اليوم تكشف هذا الادعاء. سيطرة الليبراليين على الصحف،إذا صحت، حمت قيادات ومشاهير التيار المحافظ من فضائحه لنفسه. لك أن تتخيل لو أتيح للتيار المحافظ التعبير عن نفسه بالصورة التي نراه عليها في المواقع الإلكترونية. تركهم يفعلون ويثرثرون في الجرائد كما يفعلون على الشاشات والمواقع الإلكترونية. أحدهم يتشاتم مع امرأة على الشاشة دون أدنى احترام للمرأة وللمشاهدين والآخر يبيع قضية الأمة لمجرد أن يحافظ على نجوميته ويروج لبرنامجه والآخر تظهر لغته السوقية وقاموسه الفاسد والعنصري. هل سمعتم أو قرأتم أو طالعتم أياً من المعروفين من التيار الليبرالي يتكلم بقاموس سوقي شوارعي، أو شاهدتم أياً من التيار الليبرالي يتشاتم مع امرأة دون حياء أو سمعتم أو شاهدتم واحداً من التيار الليبرالي يبيع الشعب الفلسطيني البائس لمجرد أن يروج لبرنامجه ويحقق مزيداً من الأرباح. هل شاهدتم صورة لأي من الكُتاب والمثقفين وقيادات الإعلام السعودية الليبرالي في وضع مخل أو سمعتم أنه أثرى من ليبراليته ومبادئه أو حاول تكييف مبادئه مع مصالحه. من اخترع زواج المسيار ومن اخترع الاختلاط العارض ومن اخترع الرقية الشرعية ومن اخترع كل هذه التخريجات الدينية ليسهل لنفسه الحركة خارج المبادئ التي يدعيها ولتعظيم مصالحه وللإثراء. قيض الله لنا اليوتيوب جالساً للجميع بالمرصاد .