كشفت صحيفة "صنداي تايمز" امس الأحد أن زعيم حركة طالبان الملا عمر أصدر إشارات تعكس رغبته في إمكانية إجراء محادثات سلام مع السياسيين الغربيين والانخراط في السياسة أو الحكومة الأفغانية. وقالت الصحيفة إن اثنين من القادة البارزين في طالبان أكدا في مقابلة معها أنهما نقلا رسالة من مجلس قيادة طالبان المسمى (كويتا شورى) بأن الملا عمر "لم يعد راغباً في حكم أفغانستان، وصار على استعداد للدخول في مفاوضات مخلصة وصادقة". وأضافت أن مصدراً عسكرياً أميركياً بارزاً لم تكشف عن هويته اعتبر أن هذه التصريحات "تعكس الاعتقاد المتزايد بإمكانية حدوث اختراق على صعيد العملية السياسية في أفغانستان، بعد تزايد الأدلة من مصادر استخباراتية عديدة بأن حركة طالبان صارت على استعداد للدخول في نوع من عملية السلام". ونسبت الصحيفة إلى أحد القائدين الطالبانيين الذي استخدم الاسم المستعار الملا عبدالله الرشيد لحماية هويته، قوله "إن الحملة العسكرية لحركة طالبان تركز على ثلاثة أهداف فقط: عودة الشريعة وطرد القوات الأجنبية واستعادة الأمن، وان الملا عمر يرغب الانخراط في السياسة أو الحكومة الأفغانية". وأضاف الملا الرشيد أن "كل المجاهدين يسعون لطرد الأجانب والغزاة من بلدنا ومن ثم إصلاح دستور البلاد، ونحن لا نرغب في إدارة أفغانستان ما لم يتم تحقيق هذه الأمور، وافتقدنا القدرة على حكم البلاد وفوجئنا كيف سارت الأمور فيها، ولا نملك الناس الذين يتمتعون بالخبرة أو القدرات المطلوبة في الحكومة، وكل ما نفعله الآن هو إخراج الغزاة من أفغانستان، وسنترك السياسة للمجتمع المدني ونعود إلى مدارسنا الدينية". وأصرّ القائدان الطالبانيان على أن ما تردد عن اتصال بين طالبان وحكومة كابول "كان ملفقاً ونبع من مزاعم أطلقها مشعوذون ولم تجر حتى الآن أي مباحثات رسمية بين الطرفين"، لكنهما أعلنا أن الحركة "مستعدة لحوار صادق، والدخول في مفاوضات ذات مصداقية مع سياسيين غربيين بما فيهم الأميركيون، ولكن ليس مع وكالات استخباراتية أميركية مثل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)". وقالا إن حركة طالبان "استخلصت الدروس من الهجوم الكبير الأخير لقوات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في منطقة مرجة في إقليم هلمند في وقت سابق من هذا العام، وأرسلت عدداً كبيراً من المقاتلين إلى المنطقة بعد أن أعطى حلف الأطلسي إشعارا مسبقاً عن العملية، ووضعت خطة لمواجهة قواته في قندهار حين يشن الهجوم في المنطقة". وشدد القائدان الطالبانيان على "أن الولاياتالمتحدة لديها ما يكفي من المشاكل للمطاردة في أفغانستان، كما أن مشاركة قواتها في القتال في قندهار ستؤدي فقط إلى تحويل المزيد من الأفغان ضدها، لأنهم لا يثقون بالأجانب بسبب دعمهم لأمراء الحرب وانتشار الجريمة والفساد".