إذ تستقبل مملكة البحرين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، فان زيارته لأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى سيكون لها وقعها في النفوس من حيث تأكيدها على عمق العلاقات والروابط الأسرية والأخوية الراسخة بين البلدين وشعبيهما الشقيقين، وكذلك التأكيد على التواصل بينهما على مر العهود والذي جسدته زيارات الملوك الذين تبوؤوا عرش المملكة العربية السعودية منذ أن استهل هذا التواصل بزيارة المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية في ثلاثينات القرن الماضي لأخيه المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين آنذاك. وغني عن البيان ما تمثله العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين، فهي بمثابة نموذج فريد مبني على الروابط الأسرية الواحدة والمصير المشترك، فالمملكة العربية السعودية ما فتئت تمثل العمق الاستراتيجي السياسي والاقتصادي لمملكة البحرين، كما أن الشعبين الشقيقين توثق بينهما روابط النسب التي كان لها وما يربط الشعبين والقيادتين الحكيمتين الأثر الأكبر في توطيد العلاقات الإقتصادية والتجارية المتينة القائمة بين البلدين الشقيقين، والتي ازدادت اضطراداً منذ تدشين مشروع حقل بوسعفة المشترك بين البلدين في عام 1958، إذ تلته المشاريع الكبيرة الأخرى سواء في قطاع النفط أو الألمنيوم أو البتروكيماويات، بالإضافة الى المشاريع الممولة من جانب القطاع الخاص الذي أسبغ على التعاون صفة التكامل بتجليه في مساهمة أشقائنا المستثمرين السعوديين في المصارف التجارية المشتركة أو المنشآت الأهلية التجارية الكبرى في البحرين. وجاء افتتاح جسر الملك فهد في نوفمبر 1986 ليكون إيذاناً بإزدهار الحركة التجارية بين البلدين الشقيقين، والتي تحقق كل يوم أشواطاً في بلوغها أوج جديد من ذروتها. وهكذا فلقد تمخض عن الزيارات المتبادلة بين القيادتين الحكيمتين والتواصل المستمر بينهما قيام علاقات مميزة جسدت وحدة الرؤية السياسية الإستراتيجية وعمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتجلى ذلك بوضوح من خلال مواقف البلدين المشتركة إزاء مختلف القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي، ولاسيما القضية الأساسية الكبرى قضية فلسطين وتنبع هذه المواقف المشتركة من التنسيق المستمر في السياسة الخارجية للبلدين سواء على المستوى الثنائي أو من خلال العمل ضمن إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو على المستويين الإسلامي والعالمي.. فهذا التنسيق يشكل محوراً أساسياً في السياسة الخارجية للبلدين التي تترجم أهداف وحدة المصير والاخوة الى واقع عملي. حفظ الله العاهلين الكبيرين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين وأخاه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأطال الله عمرهما وجعلهما ذخراً لشعبي البلدين يقودان مسيرة التنمية والتقدم والتطور في المملكتين الشقيقتين لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين. سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية