بدأ السودان أمس فرز ملايين بطاقات الاقتراع بعد أول انتخابات تنافسية منذ 24 عاما استمرت خمسة أيام وشهدت مقاطعة من أحزاب رئيسية واتهامات بالتزوير. ولم تشهد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أي عنف مسلح على الرغم من عقود من الحرب الأهلية وانتشار السلاح بين السكان وهي خطوة للأمام في دولة منتجة للنفط تتطلع إلى أن تصبح ديمقراطية قبل استفتاء يجري العام القادم على استقلال جنوب السودان عن شماله. ومع مقاطعة أحزاب ومرشحي المعارضة للانتخابات في مناطق كثيرة في الشمال فمن شبه المؤكد ألا يحدث تغيير في القيادة في أي من الشمال والجنوب. ومن المرجح أن تسفر الانتخابات عن تأكيد بقاء عمر حسن البشير الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال بحقه في جرائم حرب في إقليم دارفور رئيسا للجمهورية نظرا لهيمنة الحزب الذي يتزعمه مع بقاء سلفا كير رئيسا لجنوب السودان شبه المستقل. وتقول الجماعات المعارضة التي اختارت مقاطعة الانتخابات إنها ستنظم احتجاجات سلمية بعد الاقتراع ولكن عضوا كبيرا في حزب المؤتمر الوطني قال إن ذلك لن يكون خطوة حكيمة. ووصف تحالف تمام الذي يضم أكثر من 100 جماعة سودانية للمراقبة الانتخابات السودانية بأنها مهزلة. وقال الباقر العزيز عضو التحالف إن العملية مهزلة كبيرة واحتيال. كما وجد مراقبون سودانيون في جوبا عاصمة جنوب السودان أخطاء من جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها كير. وتحدث المراقبون في بيان عن وجود «اتجاه مزعج في جوبا لوضع عراقيل أمام المراقبين حالت دون ممارسة حقهم في مراقبة العملية الانتخابية». ومن المرجح أن يصدر المراقبون الدوليون تقاريرهم في مطلع الأسبوع القادم. واتهمت المعارضة ومنظمات المجتمع المدني السودانية المجتمع الدولي بتجاهل مخالفات واسعة النطاق. وكتبت الناشطة السودانية هالة القريب على الموقع الإلكتروني لصحيفة سودان تريبيون الصادرة بالإنجليزية «اختار خبراء المجتمع الدولي.. غض البصر عن كل أعمال الفساد وضعف القدرة الفنية لمفوضية الانتخابات. «هذا يبين أن السودان يأتي في ذيل أولويات المجتمع الدولي».