قال خبراء من آيسلندا أمس الجمعة إنه لا توجد أي شواهد على هدوء نشاط بركان آيسلندا المسؤول عن إطلاق سحب رمادية أربكت حركة الطيران في أوروبا. وكان البركان (120 كم شرقي العاصمة ريكيافيك) قرب نهر ايجافجالاجوكول الجليدي، قد بدأ ثورانه في وقت سابق هذا الأسبوع. ويقذف البركان موجات من الرماد والبخار تحولت إلى سحابة هائلة من شأنها الإضرار بمحركات الطائرات. وقالت خبيرة الفيزياء الأرضية بيرجثورا ثوربيناردوتير من مكتب الأرصاد الجوية الآيسلندية: "لا يمكننا التنبؤ بالمدة التي قد يستغرقها"، وأضافت إن نوبات ثورانه تزيد وتقل. وقال خبير الأرصاد آرني سيجورديسون إنه لا تزال هناك مؤشرات تدل على أن الرياح الشمالية الغربية لا تزال تطلق عمودا من الدخان من الثورة البركانية. وقد تغير اتجاه الرياح في وقت متأخر أمس الجمعة نحو الشمال، مما يشير إلى احتمال انتقال تأثير السحابة الدخانية نحو المحيط الأطلسي جنوب آيسلندا. وبلغ ارتفاع الدخان في بعض الأحيان إلى تسعة وعشرة كيلومترات وهو الارتفاع الذي تطير عليه الطائرات في رحلات عبورها المحيط الأطلسي. إلى ذلك توقعت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية أن يستمر تأثير سحابة الرماد المنبعث من البركان الثائر في آيسلندا للأربع وعشرين ساعة المقبلة على أقل تقدير إذ ستواصل السحابة تحركها إلى الشرق والجنوب الشرقي. وقالت المنظمة في بيان لها أصدرته أمس ان حركة الملاحة الجوية تشهد حالياً شللاً بسبب سحابة الرماد البركانية في الدول التالية: آيرلندا وبريطانيا والدنمارك والسويد والنروج وهولندا وفنلندا واستونيا وبلجيكا وشمال فرنسا بينها جميع مطارات باريس وأجزاء من ألمانيا بينها برلين وهامبورغ وكولون وداسلدورف والأجواء حول فرانكفورت وأجزاء من بولندا بينها مطار وارسو. من جهة أخرى صرح مسؤول في الرئاسة البولندية الجمعة للاذاعة الوطنية ان تأجيل جنازة الرئيس ليخ كاتشينسكي المقررة غداً الاحد بحضور عدد كبير من القادة الاجانب "خيار جدي". وقال ياسيك ساسين نائب مدير مكتب الرئاسة لاذاعة ار ام اف الخاصة "انه خيار جدي جدا يجب دراسته لانه حدث مهم لبولندا". واضاف "اذا ابلغنا بان الهبوط مستحيل في مدينة كراكوفا غداً للضيوف الاجانب ولجثماني الرئيس وزوجته فسيؤثر ذلك على مراسم التشييع". الا ان ساسين سعى الى التقليل من اهمية هذه التصريحات، قائلا ان ارجاء الجنازة "فرضي وغير مرجح ولا خطة في هذا الاتجاه". وقضى الرئيس البولندي وزوجته و94 شخصا آخرين في تحطم طائرتهم السبت قرب سمولنسك في روسيا. وينتظر وصول حوالى ثمانين وفدا اجنبيا الى كراكوفا لحضور جنازة الرئيس الراحل وفي مقدمهم الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والاميركي باراك اوباما. مئات المسافرين تقطعت بهم السبل في مطار عامل صيانة يفحص مراوح الطائرات خوفاً من تأثرها بالغبار البركاني (أ.ف.ب) طفلة تتملل من تأخر الرحلة التي كان من المفترض أن تقلها مع أسرتها من مطار فيينا (رويترز)