تواصلت فعاليات جلسات ملتقى النقد الأدبي الذي يقيمه نادي الرياض الأدبي الثقافي، حيث شهد يوم أمس إقامة ثلاث جلسات جاءت على أربع فترات، وقد بدأت الفترة الصباحية بالجلسة الثانية أقيمت الساعة التاسعة والنصف بفندق الازدهار، وقد تضمنت بحثا بعنوان (حلقة نقاش حول نقد الشعر السعودي: تلقي شعر محمد الثبيتي ) للدكتورة وفاء السبيّل، وبحث عن ( الشعر السعودي بين غزل الآخر ونرجسية الذات: قراءة في مقدمات الدواوين الشعرية) للأستاذ بدر المقبل وبحث بعنوان ( مدخل إلى نقد الشعر السعودي) للدكتور محمد بن سعد بن حسين، وترأس الجلسة عبدالله الحيدري. أعقب ذلك الجلسة الثالثة، برئاسة الدكتور محمد الهدلق، مشتملة على أربعة بحوث أولها: عن ( دور الرسائل العلمية المبكرة في نقد الشعر السعودي: الشعر الحديث في الحجاز نموذجاً) للدكتور سحمي الهاجري، أما الثاني فجاء عن ( المحتوى المفرّغ والآلية المكتسبة: مقاربة حوارية نقدية في منهجية نقد الشعر السعودي) للدكتور عماد حسيب، وثالث بعنوان ( النقد الجمالي عند أبي عبدالرحمن بن عقيل) د.حمد السويلم، وعقب على الجلسة الدكتور معجب الزهراني. وقد استعرض الهاجري دور الرسائل العلمية المبكرة في نقد الشعر في الحجاز كنموذج، منطلقا من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه, بوصفهما رافدا مهما من روافد نقد الشعر السعودي, خاصة الرسائل المبكرة, قبل تطور حركة التأليف والنشر في الداخل, والتي جاء منها دراسة عبدالرحيم أبو بكر عن (الشعر الحديث في الحجاز), التي نُشرت في كتاب بالعنوان ذاته عام 1397ه.. ذاكرا أربعة أبواب؛ عن البيئة الحضارية, والشعر في العهد العثماني التركي, وتيار التقليد والمحافظة, والاتجاه التجديدي..عطفا على كونها من أوائل الدراسات العلمية المنهجية للشعر السعودي, وما تميزت به من تركيزها على مظاهر التجديد, وإيراد الأمثلة التطبيقية المناسبة لكل جزئية من جزئيات البحث, والجرأة في مناقشة القضايا الشعرية, كالتجديد في الأشكال والمضامين, وأسبقية الشعراء السعوديين في قول شعر التفعيلة, إلى جانب ريادتهم في مجال قصيدة النثر، مشيرا إلى أن دراسة لشعر السعودي, لم تخل من الرجوع إلى هذا الكتاب, تقديرا لقيمته التاريخية والعلمية. جانب من جلسات الملتقى في يومه الثاني أما الورقة التي درست النقد الجمالي عند أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري، للدكتور حمد السويلم، فقد قدم بحثه عن مبحوثه أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري بوصفه ذا ثقافة متنوعة واسعة ، عطفا على ما حظي به النقد الأدبي والفكر الجمالي باهتمام من قبل ابن عقيل، وفي هذه الورقة وقفات مع نقد ابن عقيل لشعراء الحداثة في المملكة، مناقشا العديد من آراء أبي عبدالرحمن الفلسفية والأخرى النقدية، عبر عدد مما أورده الدارس من مطارحات ابن عقيل الفكرية والنقدية، في مجالات معرفية وعلمية مختلفة في مجالات الأدب واللغة والفن والفلسفة وعلم الجمال..من خلال عدد من كتب ابن عقيل التي جاء منها:لالتزام والشرط الجمالي ، والعقل الأدبي ، والقصيدة الحديثة وأعباء التجاوز ، ومبادئ في نظرية الشعر والجمال ، وهكذا علمني وردزورث . أعقب ذلك جلسة رابعة برئاسة القاص خالد اليوسف، أقيمت بالفندق نفسه عن ( تجاربهم الشعرية) للشعراء : سعد البواردي ، عبدالله الزيد، هدى الدغفق،.. حيث تناول الشعراء تجاربهم في كتابة القصيدة بدء بالممارسة الشعرية، ومنها إلى الترجل في سبر أغوار الموهبة الشعرية من خلال أدوات القصيدة وطرق أبوابها، إلى جانب الجيل الشعري الذي يمثله كل من أصحاب التجارب واللون الشعري الذي طرق كل منهم، إضافة إلى ما استعرضه الشعراء في تجاربهم من طرق الكلمة مقابل الموضوع من جانب، والزمان مقابل المكان من جانب آخر..وصولا إلى ما واكب ممارساتهم الشعرية من تحولات في المشهد الثقافي على المستوى الملحي من ناحية، والمشهد العربي من ناحية أخرى..ومدى استفادة كل منهم مما حظيت به أعمال من آراء نقدية ودراسات انطباعية أو نقدية. جانب من الحضور أعقب ذلك ضمن الجلسة الرابعة ، بعد صلاة عشاء ليلة البارحة، جلسة برئاسة الدكتور عبدالله الوشمي بعنوان ( جهود مؤسسة عبدالعزيز البابطين في خدمة الشعر العربي ) قدمها الأستاذ سعود بن عبدالعزيز البابطين. وقد استهل البابطين حديثه بعرض عام عن علاقة المركز بالثقافة بوجه عام، والأدب بوجه خاص، مستعرضا هذه العلاقة الأدبية من خلال الشعر..وصولا إلى اهتمامات المركز بالشعر العربي، عطفا على اهتمامات صاحب المركز..مستحضرا العديد من المواقف خلال بدايات المركز،وعبر اهتماماته بالقصيدة العربية، التي نمت وأنمت في ذهنية صاحب المركز جذوة الاهتمامات المختلفة بخدمة الشعر العربي، وخاصة خلال فترة الثمانينات الميلادية، وما تبعها من اختيار المقر والجائزة، ومن ثم إنشاء مجلس الأمناء..أعقب ذلك تعقيب للدكتور عبدالعزيز السبيل، الذي قدم قراءة نقدية تعقيبية استعرض من خلالها مسارين رئيسيين أولهما صاحب المركز واهتماماته وإسهاماته الإبداعية الشخصية، وما قدمه المركز من دور ريادي تجاه الشعر العربي كمسار ثان..تلا ذلك عدد من الأسئلة والمداخلات التي جاءت ختاما لجلسات الملتقى في يومها الثاني. د. السبيل يتابع إحدى الجلسات