هذه قصة رواها لي أحد المخضرمين الذين عاصروا بداية بناء مدينة الظهران ، فقال لي إنهم بدؤوا بعمليات الحفر وتمديدات الكهرباء والصرف الصحي وسفلتة الشوارع ، وكنا نسألهم عما يفعلون ، وعندما قالوا إنهم يبنون مدينة سخرنا منهم ، إذ كنا نعتقد أن البيوت يجب أن تبنى أولا ثم تبنى البنية التحتية، والآن وكان يتحدث عن مدينة جدة أدركنا مدى غبائنا إذ بنينا العمارات قبل أن نسفلت الشوارع ونمدد المياه وشبكة الصرف والكهرباء ، وأصبحنا الآن نعض الأصابع من الندم ، وهذا المنطق لم يكن منطق الرجل البسيط بل منطق المسؤولين عن بناء المدن وخاصة في جدة ، والآن وبعد أن أفاقوا من كارثة جدة قرر المسؤولون في وزارة الشؤون البلدية والقروية وقف بيع المخططات السكنية في كافة مناطق المملكة ما لم تكن مزودة بالبنية التحتية وهي الصرف الصحي والكهرباء والصرف والإنارة ، وأنه قد تم إبلاغ الأمانات والبلديات بعدم إعطاء تصاريح لبيع المخططات إلا بعد استيفاء المتطلبات اللازمة ، وعن إمكانية تأثر المشترين بتكاليف البنية التحتية صرح أحد المسؤولين بأن جميع التكاليف ستحمل على المشتري النهائي ولكن توفير البنى التحتية من شأنه الإسراع في بناء المخططات ودخول الوحدات السكنية إلى الخدمة ، وبهذا نكون قد وضعنا العربة خلف الحصان