يحل اليوم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ضيفاً كريماً على الجامعة الملية الإسلامية احدى أعرق الجامعات في الهند حيث سيتم منح سموه الدكتوراه الفخرية. وسيكون في استقبال الأمير سلمان كبير وزراء ولاية دلهي السيدة شيلا ديك شيت ومدير الجامعة البروفيسور نجيب جنك وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة التي استعدت لهذه المناسبة استعداداً يليق بمكانة الضيف الكبير. وخلال الحفل سيوجه رئيس الجامعة خطاباً بمناسبة الزيارة، تليها كلمة الاشادة من قبل مسجل الجامعة البروفيسور ساجد، بعد ذلك تمنح شهادة الدكتوراه الفخرية لسمو الأمير سلمان، يليها خطاب يلقيه سموه لأعضاء الجامعة والطلاب. كما ستلقي السيدة شيلا ديك شيت كبير وزراء ولاية دلهي كلمة بهذه المناسبة، ثم يختتم الحفل. وسيواصل سمو أمير منطقة الرياض نشاطاته في الجامعة عندما يلتقي بطلاب وأعضاء هيئة التدريس في حوار مفتوح يفتتحه البروفيسور ذكر الرحمن مدير المركز الثقافي العربي الهندي، حيث ينتظر ان يطرح الأساتذة والطلاب أسئلة على سموه تتناول الشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية. ويعود إنشاء جامعة ملية الإسلامية إلى عام 1920 بمدينة "علي غار" بالهند وتحولت إلى جامعة مركزية بموجب قرار صادر من البرلمان الهندي في عام 1988. وتعتبر قصة نمو الجامعة من منشأة صغيرة في الهند ما قبل الاستقلال إلى جامعة مركزية في نيودلهي لتوفر تعليماً متكاملاً لطالبها من التمريض إلى البحث في مجالات متخصصة ملحمة من التفاني والإخلاص وقناعة ورؤية أشخاص عملوا على تخطي جميع العقبات وتابعوا مسيرة نموها خطوة بخطوة. إنهم كما يقول أحدهم: "قاموا ببنائها حجراً حجراً، وضحوا بكل نفيس وغالٍ من أجل قيامها". وكانت لجنة إنشاء الجامعة قد اجتمعت في 29 أكتوبر 1920. وضمت عدداً من الشخصيات الإسلامية الهندية البارزة. وفي يوم 22 نوفمبر 1920 تم انتخاب حكيم أجمل خان كأول مدير للجامعة. وقد قام المفكر الإسلامي مولانا محمود حسن بوضع حجر أساس الجامعة في يوم الجمعة الموافق 29 أكتوبر 1920 في مدينة علي غار. وقد ولدت الجامعة من رحم الأزمة السياسية في الهند وبدأ لوهلة أنها لن تنجو من لهيب الصراع السياسي العنيف من أجل استقلال الهند. وشاركت الجامعة في معركة الاستقلال مما دفع المستعمر البريطاني إلى سجن العديد من أساتذتها وطلابها. ومع اشتداد الأزمة وتصاعد النضال من أجل الاستقلال واجهت الجامعة أوضاعاً صعبة وعاشت ظروفاً قاهرة مما دفع القائمين على أمرها اتخاذ القرار بنقلها إلى مدينة نيودلهي في عام 1925. وفي هذه الفترة تلقت الجامعة دعماً معنوياً من الزعيم الهندي غاندي الذي طمأن القائمين على أمرها بعدم القلق على تمويلها وقال بأنه مستعد لو دعا الحال إلى طرق أبواب المحسنين لتوفير المال للجامعة الوليدة. وتم وضع حجر الأساس للجامعة في اليوم الأول من مارس 1935 في ضواحي نيودلهي. وفي عام 1936 اكتمل نقل جميع كليات ومرافق الجامعة إلى نيودلهي باستثناء مطبعتها والمكتبة. وسرعان ما طبقت سمعة الجامعة الجديدة الآفاق. وقد أثرت الاضطرابات التي أعقبت الانفصال على شمال الهند غير أنها لم تؤثر على الجامعة التي مضت في أداء رسالتها. وقد قال غاندي عن ذلك "لقد بقيت الجامعة واحة للسلام في صحراء العنف الطائفي". ولم تتأثر بهذه الاضطرابات سوى مكتبة الجامعة التي فقدت كما هائلا من كتبها في الحريق الذي شب بها. وبعد نيل الاستقلال واصلت الجامعة نموها كمؤسسة أكاديمية ذات نهج مختلف. وقد قام العديد من الشخصيات الرفيعة بزيارة الجامعة خلال زيارتهم نيودلهي. وتضم قائمة كبار زوار الجامعة ولي العهد في ذلك الوقت صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز والرئيس اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو وملك أفغانستان زاهر شاه (1955) وشاه إيران رضا بهلوي (1956). في ديسمبر 1988 وبقرار خاص من البرلمان تحولت الجامعة إلى جامعة مركزية. وتضم الجامعة كليات للتربية والعلوم الإنسانية واللغات والعلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية والهندسة والتقنية والقانون. الملك فيصل رحمه الله مع العلامة إسلام جيراجبوري (خاص)