قالت الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية أن" برنامج تأهيل وتمكين المدرّبين في مجال التنمية المحلية" الذي نظمته المؤسسة بالتعاون مع لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، واختتم مؤخراً في مدينة الرياض يأتي امتداداً لبرنامج بناء القدرات الوطنية في مجال التنمية المحلية الذي استهدف ستة مناطق مختلفة على مدارعامين، موضحة ان البرنامج يأتي امتداداً للمرحلة الأولى التي تم تنفيذها بست مناطق مختلفة من المملكة تخرّج منها أكثر من 300 مشارك ومشاركة من مختلف القطاعات الحكومية والأهلية والأكاديمية مشيرة إلى أن هذا البرنامج جاء تلبية للطلب المتزايد على مخرجات التدريب في مجال التنمية المحلية وكذلك لتطوير قدرات كفاءات المدرّبين وإتاحة الفرصة لتوليهم أعباء التدريب مستقبلاً. وأضافت الأميرة البندري أن البرنامج يشمل العديد من المحاور أهمها التعرّف على الإطار العام للتدريب في المجتمع ومفهومه وأهميته ومداخله وكيفية تصميم البرامج التدريبية وتنفيذها بالإضافة إلى التعرّف على وسائل التدريب الشائعة والاتصال الفعّال وأساليب النقاش والعوامل التي تحكم اختيار الأسلوب التدريبي وصولاً إلى حل المشكلات باستخدام التفكير الإبداعي. (الرياض) وقفت على جانب من التدريب والتقت عدداً من المتربين والمتدربات الذين امتدحوا البرنامج وأشادوا بثرائه وتنوعه. وقد اعتبر الدكتور فيصل القرعان ممثل مؤسسة ديوان حاكم دبي ويعمل مدير التدريب والتأهيل في معهد دبي القضائي أن هذه الدورة تتعلق بتدريب مجموعة من الاختصاصيين العاملين في تنمية المجتمع المحلي والارتقاء بمستوى القدرات الخاصة بالمشاركين بهدف تأهيلهم كاختصاصيي تدريب، وليس فقط مدربين قادرين على التعامل مع المجتمع المحلي من خلال تصميم مشاريع تدريب متكاملة بالاعتماد على منهج يسمى العملية التدريبية التشاركية التي تعتمد التعامل مع العملية التدريبية بكافة مراحلها بدءاً من القدرة على تحليل وتحديد الاحتياج التدريبي للمجتمع المحلي مع التأكيد على ان عملية التنمية المجتمعية بالذات لا تنطلق من كون مؤسسات التنمية تلقن وتعلم وإنما تعمل بأسس تشاركية ونعزز لديهم المفاهيم التشاركية في تحليل وتحدي الاحتياج التدريبي فالمجتمع المحلي كي تنميه يحتاج ان تضع له حلولاً للمشاكل. واضاف: نحن كان هدفنا تعريفهم على الأسس المهنية والاحترافية في تصميم التدريب حسب منهجيات معتمدة وتنطلق من مدخل النظم في التدريب ومن مدخل العملية التدريبية بحيث يكون المتدرب قادر على تصميم برامج معيارية قابلة للقياس لاحقاً تتضمن أهدافا وموضوعات محددة وجداول زمنية وصولاً الى تصميم جلسات تدريبية مفصلة حتى يتمكنوا فعلاً ويكونوا أشخاصا على اعتبار ان المتدرب يجب ان تتوفر فيه التمكن والاتصال اما المرحلة الثالثة هي مرحلة تنفيذ التدريب بشقين اساسيين الأول ادارة المشاريع التدريبية من النواحي اللوجستية اما الشق الثاني والأهم فهو مهارات العرض والتقديم وفي النهاية نركز على تقييم العملية التدريبية حيث ان هدفنا ايصال المتدربين الى مرحلة متقدمة فمؤسساتنا في الوطن العربي يعيبها اختفاء قياس الأثر التدريبي وهذا ما نسعى لترسيخه في المتدربين البالغ عددهم عشرين متدرباً منهم عشرة من حملة الدكتوراة وسبعة من حملة الماجستير وثلاثة من حملة البكالوريوس. وحول الدورة وأثرها يشير المهندس المعماري درويش الغامدي من وزارة الشؤون البلدية والقروية ان البرنامج يستهدف تزويدنا بالمعلومات اللازمة لإدراك مفهوم التدريب وارتباطه بتطوير أداء الموارد البشرية وممارسته لها في تعليم الكبار في مجالات تنمية المجتمعات المحلية والتعرف الى مدخل النظم في التعامل مع العملية التدريبية من منظور تكاملي على ان يكسب المتدرب مهارات لازمة لتصميم التدريب من خلال تحليل وتصميم جلسات وتوظيف وسائل ملائمة لتنفيذها ونماذج تقييم لقياس الأداء والأنماط السلوكية مع المتدربين وشدد المهندس الغامدي على ضرورة ان يكون لدى المجتمع هاجس التطور الذي تتولاه القطاعات المختلفة في تطوير المجتمعات المحلية وانتشالها من بؤرة الفقر والجهل والاعتماد على نفسها في المستقبل داعياً الى اهمية النظر باهتمام الى خصائص لتمنية المجتمع المحلي من خلال توعيته بالفرص المتاحة ووجود المنافسة الأجنبية والجهل بمقراته الشخصية التي يجب ان ينظر لها في تطوير المجتمعات المحلية. من جهتها أوضحت المدربة في برنامج تدريب المدربين في مؤسسة الملك خالد الخيرية الهام العتر ان البرنامج يهدف الى تطوير مهارات المشاركات في العملية التدريبية بالتركيز على مهارات المدرب بحيث انه نبدأ بخلق نواة لمدربين على المستوى الوطني يستطع ان يقدم تدريب وتوعية في المجتمعات المحلية في مواضيع التنمية بشكل عام وحول المشاركين قالت انهم من مزيج مختلط من جميع مناطق المملكة وبمواقع مختلفة وبلغ عدد المشاركات اثنين وعشرين مشاركة والبرنامج فيه جانب تطبيقي بحيث تقدم كل متدربة تطبيق عملي ونحن نقوم بإبداء ملاحظاتنا عليه وملخص التدريب هو تأهيل كل مشاركة لتقديم موضوع تنموي امام الناس. اما المتدربة عائشة شاكر زكري رئيسة القسم النسائي لرعاية السجناء بمنطقة جازان رأت ان الدورة كانت مثرية باعتبارها اول دورة تأهيلية لمدرب وهو ما سوف يساعدنا في التدريب على التنمية المحلية في مناطقنا مشيرة الى ان المنحة المقدمة من مؤسسة الملك خالد الخيرية الرائدة بأعمالها الرائدة هي منحة طارئة نتيجة للظروف التي بها المنطقة والحمد لله هناك تنسيق مع المنظمة وهي لجنة رعاية السجناء في تقديم نموذج وعرض احتياجات الأسر الطارئة في هذا الوطن. وعن علاقة الدورة بلجنة رعاية السجناء ومدى الاستفادة المتوخاة منها لصالحها قالت: لدينا برنامج تدريبي لأسر السجناء ولكون المعيل خلف القضبان فنحن نقوم بتدريب هذه الأسر وتأهيلها سواء الزوجة او الابنة سواء من خلال تدريبهن على الخياطة او النسيج او التنجيد واستطعنا إعانتها وتحويلها من اسر مستهلكة الى اسر منتجة. اما الباحثة الاجتماعية مهره القحطاني من وزارة الشؤون الاجتماعية في أبها فقالت ان هذه هي الدورة الثانية التي تحضرها من خلال مؤسسة الملك خالد الخيرية في أبها مؤكدة قوة الاستفادة من هذه الدورة في مجال عملها ورأت ان انعكاسها على عملها كبيرة سيما وان ارتباط وزارة الشؤون الاجتماعية بمؤسسة الملك خالد كبيرة جدا بحكم إنهما خيرية وتعاونهما متبادل ومستمر عادة هذه الدورة ضمن اعمال المؤسسة الرائدة التي تسهم في تدريب كافة الشرائح بمختلف مناطق المملكة. اما الدكتورة وفاء جلال السيد من جامعة الأميرة نورة بكلية الخدمة الاجتماعية فاعتبرت ان فائدة البرنامج لهن كأكاديميات كبيرة حيث ان جزء كبير من تدريب كلية الخدمة الاجتماعية للطالبات جزء عملي حين ان الطالبات ينزلن الى مؤسسات المجتمع ويقمن بعمل تدريب عملي فالدورة هذه تؤهلنا اكثر لخدمة طالباتنا في تدريب الأسر والمجوعات وقد استفدنا كثيراً من هذه الدورة وامتدحت الدكتورة وفاء المنهج التدريبي المتبع وكذلك الأساليب المطبقة في البرنامج حيث وصفتها بالشمولية والغزارة رغم قصر مدتها. من جانبه قال الدكتور حماد بن علي الحمادي من جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري وعضو هيئة تدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود ان هذا البرنامج له اهداف استراتيجية بعيدة المدى من اجل تخريج مجموعة من مختلف مناطق المملكة والمؤسسات لتأهيلهم للتفاعل وتدريب مع المجتمعات المحلية وهذا الخليط من المتدربين اعتبره إثراء للدورة التدريبية وللموجودين وتقريب للثغرات الموجودة والفجوات التي يتم الحديث عنها في المجتمع في قضية التنمية حيث يوصم المجتمع الأكاديمي انه يعمل فقط في الجانب التنظيري وان العاملين في الميدان يواجهون صعوبات والأكاديميون لا يعرفون عن هذه الصعوبات شيئاً فهذا البرنامج لا شك سيردم هذه الفجوة. وعن مدى الحاجة الى تكرار مثل هذه الدورات، قال الدكتور الحمادي: الحاجة ملحة لتنمية قدرات العاملين في مؤسسات العمل الخيري ومنظمات العمل الخيري ولتطوير قدراتهم من ناحية ادارة المؤسسات الاجتماعية ومن ناحية تطوير العمل الاجتماعي وتحويله من عمل قائم على الرعوية الى عمل قائم على التنموية وهذا يحتاج منك قبل ان تطلب من المستفيدين ان يتحولوا من اسرة عاطلة ومتلقية للرعاية الى اسرة منتجة ودعم نفسها بنفسها لا بد ان تهيئ العاملين القائمين على تلك الجمعيات وهؤلاء المتدربين لديهم القدرة على نقل هذه التجربة وتطوير قدرات العاملين في مجال الجمعيات الخيرية ليصبحوا قادرين على ان ينموا المستفيدين لديهم وتحويل برامج من رعوية الى برامج تنموية تصب في النهاية في التوجه العام للبلد والمؤسسات والوزارات القائمة على مثل هذا البرامج التنموية بحيث يصبح انه بدلاً من ان ننمي فقط البنيان ننمي ايضاً البشر والعقول والقدرات. المهندس الدرويش أحد المتدربين في البرنامج د. الحمادي يجيب على أسئلة الزميل الحسني