فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في السودان اليوم الأحد حيث تنظم أول انتخابات تعددية منذ نحو ربع قرن لاختيار الرئيس والمجلس الوطني ومجالس الولايات في عموم البلاد، في حين ينتخب الجنوبيون كذلك رئيس حكومتهم ومجلسهم التشريعي. وبدأ موظفون في مدرسة حي العمارات في وسط الخرطوم بإزالة الأغلفة عن صناديق الاقتراع وعن رزم بطاقات الاقتراع في حين تجمع عدد كبير من الناخبين أمام المركز بانتظار السماح لهم بالدخول، وفتحت مراكز الاقتراع كذلك في جنوب السودان وكان المرشح لرئاسة حكومة الجنوب زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سالفا كير أول من أدلى بصوته في وسط مدينة جوبا. ويتنافس سالفا كير مع لام اكول زعيم الحركة الشعبية-التغيير الديمقراطي. وتجري عملية الاقتراع طيلة أيام الأحد والاثنين والثلاثاء، ويتوقع أن تعلن النتائج يوم الأحد المقبل، ويبلغ عدد الناخبين 16 مليونا سيدلون بأصواتهم في 10750 مركزا ومحطة اقتراع في ولايات البلاد الخمس والعشرين والتي تخضع ثلاث منها، هي ولايات إقليم دارفور المضطرب في الغرب، لقانون الطوارئ. وتقدم لهذه الانتخابات في الإجمال 14 ألف مرشح، ويشرف عليها أكثر من 300 مراقب من الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومؤسسة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، ومن اليابان والصين، ويقاطع عدد من أحزاب المعارضة الرئيسية هذه الانتخابات التعددية الأولى منذ 1986، كما أعلنت الحركة الشعبية المسيطرة في الجنوب مقاطعتها للانتخابات في شمال البلاد. وتشكل هذه الانتخابات تمهيدا لاستفتاء من المقرر تنظيمه مطلع 2011 حول تقرير مصير جنوب السودان، وتعتبر الانتخابات السودانية الأكثر تعقيدا في العالم، حيث يتعين على الناخبين في الشمال أن يحددوا خياراتهم في ثماني بطاقات اقتراع، في حين يبلغ عددها 12 بطاقة في الجنوب.