لقي الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي ومحافظ البنك المركزي وقائد الجيش ببولندا و 96 آخرين مصرعهم إثر تحطم طائرة كانت تقلهم وسط ضباب كثيف عند اقترابها من مطار روسي امس السبت. وكان أيضا على متن الطائرة وهي من طراز توبوليف 154 زوجة الرئيس وعدد من المسؤولين الحكوميين الكبار. وسقطت الطائرة وسط الأحراج على بعد نحو كيلومترين من المطار في مدينة سمولينسك بغرب روسيا. وقال جاسيك فاسيلفسكي أستاذ علم النفس الاجتماعي في وارسو "العواقب السياسية ستكون طويلة الأمد وربما ستغير مستقبل السياسة البولندية بأكملها." وصرح المتحدث باسم الحكومة البولندية بافل جراس بأن البلاد ستجري انتخابات في أعقاب وفاة كاتشينسكي عن 60 عاما والذي تولى الرئاسة منذ عام 2005 . وتابع "تنفيذا لاحكام الدستور علينا ان نجري انتخابات رئاسية مبكرة... أما بالنسبة إلى الوقت الراهن فان رئيس مجلس النواب بالبرلمان برونيسلاف كوموروفسكي أصبح تلقائيا... القائم بأعمال الرئيس." الذي أعلن بدوره الحداد لمدة اسبوع. وعرض التلفزيون لقطات لجسم الطائرة المحترق وأجزاء من الطائرة متناثرة في الأحراج. وشاهد مراسل رويترز جناحا متحطما على بعد مسافة من بقية أجزاء الطائرة. وذكرت وزارة الطوارئ الروسية أن 96 شخصا كانوا على متن الطائرة الحكومية وبينهم 88 عضوا في وفد بولندي كان في طريقه لاحياء ذكرى بولنديين قتلوا في بلدة كاتين بناء على أوامر من الزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين عام 1940. وأفادت تقارير سابقة بأن 132 شخصا كانوا على متن الطائرة. وذكر سيرجي أنتوفييف حاكم سمولينسك ووكالة الأنباء البولندية أنه لم ينج أحد. وقال أندريه إيفسينكوف المتحدث باسم الحكومة المحلية في سمولينسك إن خطأ للطيار قد يكون سببا محتملاً لتحطم الطائرة. وصرح مسؤول بغرفة المراقبة الروسية حضر الحوار مع طيار الطائرة لرويترز بأن الطيار تجاهل النصيحة. وأضاف بعد أن طلب عدم نشر اسمه "نصح الطيار بالتوجه إلى موسكو أو مينسك بسبب الضباب الكثيف إلا أنه قرر الهبوط. كان يجب ألا يهبط في مثل هذا الضباب." وقال وزير العدل البولندي كريستوف كفياتكوفسكي إنه سيأمر بالبدء في تحقيق خاص في أسباب الحادث. ومن بين الضحايا الذين كانوا على متن الطائرة ماريا زوجة كاتشينكسي وسلافومير سكرزيبيك الذي كان محافظا للبنك المركزي منذ عام 2007 وقائد الجيش البولندي فرانسيسك جاجور ونائب وزير الخارجية أندريه كريمر. وفور تأكد نبأ مقتل الرئيس البولندي قدم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس وزرائه فلاديمير بوتين تعازيهما الى القادة البولنديين ، متعهدين باجراء تحقيق "دقيق" في الحادث. وذكرت وكالات الانباء الروسية ان مدفيديف وجه رسالة الى رئيس مجلس النواب البولندي، الذي تولى مهام الرئيس الراحل، جاء فيها "لقد امرت باجراء تحقيق دقيق حول الكارثة بتعاون كامل ووثيق مع الجانب البولندي". من جهته قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم رئيس الوزراء الروسي ان بوتين قدم لنظيره البولندي دونالد تاسك خلال اتصال هاتفي تعازيه اثر تحطم الطائرة البولندية. واوضح المتحدث كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية "لقد اتصل فلاديمير بوتين برئيس الوزراء دونالد تاسك وقدم له وللشعب البولندي تعازيه في حادث تحطم الطائرة المؤسف قرب سمولنسك". كما بعث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي(الناتو) "بأحر تعازيه" للشعب البولندي في وفاة رئيس البلاد وعدد من كبار المسئولين في حادث تحطم طائرة في غرب روسيا . وقال أندرس فوج راسموسن في بيان له"بالنيابة عن كافة اعضاء الناتو وبالأصالة عن نفسي أعرب عن خالص عزائي لشعب بولندا ولعائلات الرئيس والسيدة كاتشينسكي وكافة الضحايا الذين لقوا حتفهم في هذا الحاث المروع" . وأضاف راسموسن " هذه مأساة لهم ولبولندا. اننى اتعاطف معهم اليوم" . اما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فأعرب امس في بيان عن "تأثره الشديد" و"حزنه العميق" من حادث سقوط الطائرة الذي اودى بحياة الرئيس البولندي ليش كاتشينسكي. وافاد البيان ان "في هذه اللحظات الاليمة يوجه الرئيس كامل تعاطفه مع عائلة الرئيس كاتشينسكي وكافة عائلات ضحايا الحادث ويحرص على التعبير لهم، باسمه شخصيا وباسم الشعب الفرنسي، عن تعازيه الحارة". من جانبه اعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيان عن "حزنه الكبير". وقال ان الرئيس البولندي كان "رجل دولة يتميز بصفات اخلاقية كبيرة" وضع "التزامه السياسي في خدمة الشعب البولندي". عمال الإطفاء يحاولون إخماد النيران المشتعلة قرب طائرة الرئيس البولندي عقب سقوطها قرب مطار سمولينسك غرب روسيا(رويترز) صورة الرئيس الراحل وزوجته وكبار المسؤولين البولنديين الذين لقوا مصرعهم معه في تحطم الطائرة.