أكد المشاركون في مؤتمر المرأة الاقتصادي الذي أقيم أمس الأول في الكويت تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء والشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون الإسكان الشيخ أحمد الفهد، على أن المرأة لها دور كبير في إحداث التنمية في كافة المجالات المجتمعية، ليس فقط في الجوانب الاقتصادية، كما أكدوا على ضرورة المشاركة وإفساح المجال أكثر أمام دور المرأة كي يكون أكثر فعالية وتأثيرا. أكد وزير التجارة والصناعة أحمد راشد الهارون أهمية دور المرأة الخليجية في مشروع تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي.وأضاف الهارون في كلمة ألقاها في افتتاح ملتقى المرأة الخليجية الاقتصادي الأول مساء الثلاثاء السادس من إبريل 2010 أن مسؤولية التكامل الاقتصادي الخليجي مسؤولية مشتركة بين الرجال والنساء في دول المجلس لاسيما من المعنيين بشؤون الاقتصاد الخليجي من رجال وسيدات اعمال وغيرهم.وأوضح أن الفرصة مواتية للمرأة الخليجية لتسجيل بصمتها في هذا الميدان لتحقق إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازاتها السابقة مشيراً إلى أن دول المجلس قطعت شوطا كبيرًا في العديد من مشاريع التكامل الاقتصادي وأهمها مشروع السوق الخليجية المشتركة الذي ينتظر من المرأة الخليجية الكثير من الإسهامات فيه.وأكد إيمان الحكومة بتعزيز دور المرأة ومنحها الفرصة الكاملة لتمارس هذا الدور كما ينبغي مشيرا إلى أن الكويت من الدول السباقة إلى فتح الأبواب المغلقة أمام مزاولة المرأة لدورها الريادي حتى أصبحت المرأة الكويتية محط أنظار واهتمام الجميع.وأفاد بأن مثل هذه الفعاليات من شأنها أن تؤسس لمرحلة جديدة من النشاط الاقتصادي والتنموي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وهو ما سيسهم بفتح آفاق جديدة أمام توظيف كم هائل من الطاقات والإمكانات الكبيرة لدى شريحة نسائية واسعة.ودعا الهارون إلى تعزيز التواصل بين السيدات الخليجيات عبر مثل هذه الملتقيات التي تعد فرصة مثالية لمراجعة مكاسب المرأة الخليجية وبحث سبل تعزيزها منوها بجهود منظمي هذا الملتقى الذي جمع سيدات الأعمال الكويتيات والسعوديات تحت هم خليجي مشترك.أما ممثلة الجهة المنظمة للملتقى مدير عام شركة ليدرز جروب نبيلة العنجري قد أكدت في كلمة مماثلة أن هذا الملتقى يعد مشروع إطار للتعارف والتشارك بين سيدات الأعمال الخليجيات في واقع ومستقبل نشاطهن بهدف الارتقاء بمساهمتهن كسيدات أعمال في مسيرة التنمية الخليجية.وأوضحت العنجري أن هذا الملتقى يسعى إلى إيجاد إطار خليجي موحد لسيدات الأعمال يرتكز في أساسه على مبدءين الأول هو البيئة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الواحدة أما الثاني فهو الصفات والميزات المشتركة التي تجمع بين النساء الخليجيات الفاعلات في المجالات الاقتصادية.وجاء حديث العنجري هذا لدى ترؤسها وقائع المؤتمر الصحافي الذي دعت إليه صباح أمس للتعريف بأهداف وفعاليات الملتقى الذي تنظمه الشركة بالتعاون والتنسيق مع مجموعة الراية «تحت شعار» المرأة السعودية والكويتية «خبرات متبادلة وتجارب رائدة» وذلك في الفترة من 6-7 ابريل الحالي تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون الاسكان وزير الدولة لشؤون التنمية الشيخ أحمد الفهد كأبرز تظاهرة اقتصادية نسائية من نوعها تحظى بدعم خاص من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بهدف تمكين المرأة اقتصادياً وتنموياً وسياسياً واجتماعياً. أما لماذا اقتصر هذا الملتقى على استعراض تجارب المرأة السعودية فقط في المجال الاقتصادي دون غيرها من سيدات الأعمال في منطقة الخليج.. قالت العنجري اننا آثرنا التركيز بداية على المرأة السعودية باعتبار أن «المملكة» هي الشقيقة الكبرى لجميع دول مجلس التعاون من جانب ولكونها زاخرة بسيدات الاعمال الناجحات اللاتي يجب إعطاؤهن حقهن بالإضافة إلى انجازاتهن كما ينبغي من جانب آخر، مشيرة إلى أن «الملتقى» سيحرص وعبر سنوات تنظيمه المتلاحقة أن يعرض خبرات وتجارب بقية سيدات الاعمال في كل دول الخليج اما بصورة منفردة او ثنائية او ثلاثية وفقا للتجارب المتوافرة، مؤكدا أن ما تختزنه المرأة السعودية وسيدات الأعمال السعوديات كثير جدا وسيفاجئ الجميع، بالإشارة إلى أن هناك سيدات أعمال كثيرات ولكن لا يرغبن في الظهور الإعلامي.وبدوره، كشف رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مجموعة الراية عدنان الحداد الذي تشارك مجموعته في تنظيم فعاليات هذا الحدث، ولدى مشاركته في فعاليات المؤتمر الصحافي أمس إلى جانب «العنجري» أن نسبة 45 في المئة من ثروات مجلس التعاون الخليجي وتديرها نساء وسيدات إعمال خليجيات، لافتا إلى أن السياسات التحوطية التي ينتهجنها بالفطرة والذي قال إنه أسلوب أو نهج اقتصادي واستثماري اثبت جدواه وفعاليته أثناء الازمة المالية العالمية الأخرى. وأكد الحداد سلامة الحس الاستثماري لدى السيدات تحديدا كونهن لا يستثمرن الا في مجالين أساسيين اولهما العقار وثانيهما المعادن الثمينة، وهما القطاعان اللذان كانا تقريباً بمنأى عن تداعيات الازمة التي اطاحت بصورة أساسية بمقدرات المستثمرين في أسواق المال والبورصات العالمية، متمنيا على المرأة الخليجية بصورة عامة، والكويتية بصورة خاصة أن تحظى بنصيب من مشاريع الخطة التنموية المليارية التي طرحتها الحكومة الكويتية كونها اهلا لذلك، معربا عن امله في أن يوفق المؤتمر في تسليط الضوء على الدور الفاعل والحيوي الذي يمكن للمرأة الخليجية أن تلعبه في مسيرة تطوير الاقتصاد والتنمية المجتمعية لبلادها، وتقود مسيرة أعمالها بنفسها بعد أن أعطت زمام القيادة طويلا للأخ والزوج والأب والابن.. وغيرهم.ومن بين المشاركات في اليوم الأول :الأستاذه نشوى عبد الهادي طاهر نائب رئيس مجلس ادارة مركز السيدة خديجة بنت خويلد في الغرفة التجارية الصناعية بجدة والمهندسة نادية حسن بخرجي والسيدة عزيزة عبد العزيز الخطيب والسيدة عزيزة فهمي منصور. وفي اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر تطرقت الجلسة الأولى منه إلى أهمية الإعلام الخليجي في دعم دور المرأة في برامج التنمية الاقتصادية وترأست هذه الجلسة مدير الإعلام والاتصال لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث اعتدال مجبري، مؤكدة خلالها أن الإعلام يعد من أهم الوسائل لتنفيذ خطط التنمية. أما رئيس تحرير جريدة "الرياض" تركي السديري فقد أكد بدوره ضرورة الاهتمام بمشاركات المرأة في جميع المجالات لأن المرأة ليست ديكورا أو إكسسوارا في المجتمعات الخليجية، مشيرا إلى أن هناك بعض أنواع التفرقة بين الرجل والمرأة في بعض المجتمعات وأنه لا غنى عن المرأة في دعم التنمية الاقتصادية ولا يستطيع المجتمع أن يتحرك بدون المرأة بأية حال من الأحوال. كما أكد السديري على أهمية الإعلام في إبراز دور المرأة في المجتمع في كافة المجالات، وأن هناك العديد من الأنشطة الاقتصادية النسائية وغيرها تحتاج إلى أن يضعها الإعلام في بؤرة اهتمامه من أجل التعريف بنشاطات المرأة المختلفة في كافة الميادين. من جهتها اعترفت الإعلامية القديرة ومؤسس ورئيس تحرير مجلسة «سمرة» سابقا فاطمة حسين بأنها فشلت بجدارة في مجال التجارة عندما استهلت به بداية حياتها، مؤكدة أن عالم التجارة بلا روح، مبينة أن الروح عبارة عن عاطفة وان اي امرأة تاجرة لا تربح كثيرا اذا كانت عاطفية. من جانبها، تحدثت رئيس تحرير «كونا» سابقا إقبال الأحمد عن الصورة النمطية للمرأة في وسائل الإعلام من خلال رصدها لعدد من المطبوعات. وتحدثت رئيس تحرير مجلة رواد الأعمال الجوهرة بنت تركي العطيشان عن أهمية الإعلام في دعم دور المرأة في برامج التنمية الاقتصادية، مشيرة إلى أن هذا الدور لا يمكن أن يكون بمنأى عن المناخ الاجتماعي، الذي تشيع فيه كثير من أنماط التفكير التقليدي الذي يحد من دور المرأة في هذا الجانب الحيوي، ما يتطلب أن يكون للإعلام أثر واضح في تغيير تلك الأنماط، والتركيز في إبراز قدرات المرأة الحقيقية التي تؤكد بشكل عملي مدى الظلم الواقع على المرأة، لافتة إلى انه على الإعلام تجاوز بعض ممارساته الخاطئة التي لا تقل خطورة عن التفكير التقليدي الظالم للمرأة. من جهته، أكد رئيس قسم الاقتصاد بجريدة القبس منير يونس ضرورة الاهتمام بتنمية الثروة البشرية في المجتمعات العربية كونها حجر الأساس للارتقاء بهذه المجتمعات. أما كبير مذيعي قناة العربية ندين هاني فأكدت انزعاجها من الصورة النمطية للمرأة في الإعلام سواء الغربي او العربي ووضعها دائما في قالب المرأة الجميلة والمثيرة او المرأة الضحية المغلوبة على أمرها، مشيرة إلى أن المرأة نادرا ما تظهر في الإعلام خاصة العربي بصورة إيجابية. وكانت الجلسة الثانية لليوم الثاني لملتقى المرأة الخليجية الاقتصادي الاول مخصصة لتمكين المرأة اقتصاديا بين التحديات والفرص، حيث ترأس هذه الجلسة المستشار الاقتصادي للديوان الاميري ووزير المالية الاسبق د.يوسف الابراهيم، وخلال الجلسة تحدثت استاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت د.لبنى القاضي قائلة: إن نظرة المجتمعات للمرأة العاملة في الدول الخليجية شهدت تغيرا كبيرا خلال السنوات الاخيرة. واضافت القاضي أن المرأة اصبح لها دور كبير في النشاط الاقتصادي. اما مستشار وزير الدولة لشؤون الاسكان نضال الحميدان فتطرقت إلى التشريعات قائلة أن الدستور الكويتي كفل للمرأة كثيرا من الحقوق ولكن هناك انتكاسة في التشريعات الحالية فيما يخص المرأة ودورها في المجتمع. من جانبه استعرض مدير عام الشركة الكويتية لتطوير المشروعات الصغيرة حسان القناعي كيفية منح المرأة قروضا من الشركة لدعم المشروعات الصغيرة، لافتا إلى أن القروض يمكن أن تصل إلى نحو 400 الف دينار للمشروع، اما عضو مجلس ادارة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية ومدير ادارة التدريب والتطوير في سوق الكويت للاوراق المالية، وفاء الجاسم فقالت أن الجمعيات النسائية في الكويت عليها أن توحد جهودها وتتبنى قضايا مشتركة ذات العلاقة بالمرأة للوصول إلى نتائج ايجابية. ودعت إلى ضرورة اقامة ورش عمل مكثفة لتدريب المرأة وتأهيلها قبل الانخراط في سوق العمل ومن بين الحاضرات في الجلسة الثانية لليوم الثاني: الأستاذه هناء عبد المحسن الزهير عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية والأستاذه أسماء منصور الغانم مستشارة قانونية بمجلس الغرف التجارية السعودية والأستاذه نادية خالد العمودي مدير الإدارة الحكومية بمركز خديجة بنت خويلد في الغرفة التجارية الصناعية بجدة والأستاذه عالية سعد الشلهوب.