أعلن وزير الداخلية الهندي بي تشيدامبارام أمس الاربعاء أن المتمردين الماويين قد فرضوا الحرب على دولة الهند وهو ما يدعوها إلى الرد. يأتي ذلك بعد يوم واحد من مقتل 76 شرطيا على أيدي المتمردين في أسوأ هجوم حتى الآن. وقال تشيدامبارام إن الماويين وصفوا الدولة بالعدو والصراع بالحرب. وأضاف قائلا "إذا كانت هذه حرب، وأود التنويه بأننا لم نستخدم أبدا تلك الكلمة، فإنها حرب فرضت على الدولة من جانب أولئك الذين لا يملكون حقا مشروعا في حمل السلاح أو القتل". يذكر أن الهجوم أثار غضبا عارما في أنحاء الهند حيث طالبت أحزاب المعارضة برد قوي من جانب الحكومة. غير أن تشيدامبارام الذي حضر حفل تأبين لرجال الشرطة القتلى في جاجدالبور المركز الاداري لمنطقة دانتويدا، استبعد إرسال الجيش لمحاربة المتمردين الماويين. يذكر أن ما يربو على 1300 شخص لقوا مصرعهم منذ يناير 2009 في أعمال عنف مرتبطة بتمرد الماويين الذي وصفه رئيس الوزراء مانموهان سينغ بأنه يمثل أخطر تهديد يواجه الهند. ومنذ نوفمبر 2009 تقوم قوات فيدرالية غير نظامية بمساعدة ثماني حكومات من حكومات الولايات في عمليات تستهدف استئصال المتمردين الماويين واستعادة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. وأضاف وزير الداخلية الهندي أن هدف الماويين هو الاطاحة بسلطة الحكومة عن طريق الكفاح المسلح وهو أمر "لا يمكن أن نسمح لهم بالنجاح فيه". وتابع قائلا إن الدولة تملك حق نشر قوات الامن للقبض على المتمردين واعتقالهم وإذا اقتضى الامر تحييدهم في إطار الاضطلاع بواجبها الدستوري وهو حماية الشعب. وقال إن الحملة ضد الماويين قد تستغرق من عامين إلى ثلاثة أعوام. يذكر أن الماويين يزعمون إنهم يقاتلون من أجل انتزاع حقوق السكان القبليين والفقراء والذين لا يملكون أي أراض وهم يمارسون نشاطهم في أشد المناطق فقرا بالبلاد حيث لم تستفد من الطفرة الاقتصادية الاخيرة التي شهدتها الهند. وقال وزير الداخلية الهندي إن هدف الحكومة هو إنشاء إدارة مدنية والشروع في نهضة تنموية فور استعادة المناطق من أيدي الماويين. وتابع "نحن الآن ندفع ثمن الاهمال الذي امتد من 10 إلى 12 عاما".