عين ريال مدريد أمس الأول فاندرلي لوكسمبورجو المدير الفني السابق لمنتخب البرازيل مدرباً للنادي في محاولة لإعادة الفريق إلى مكانته التي قادته للفوز بكأس أوروبا لكرة القدم تسع مرات وهو رقم قياسي. وبهذا يكون لوكسمبورجو الذي قاد سانتوس للفوز بالدوري البرازيلي الذي انتهى مؤخراً ثالث مدرب لريال مدريد هذا الموسم. وجاء التعيين المفاجيء للوكسمبورجو في نهاية عام مخيب للآمال لريال مدريد الذي طال انتظار مشجعيه للبطولات. ويضع هذا الإعلان نهاية لفترة المدير الفني ماريانو جارسيا ريمون الذي تولى منصبه ثلاثة شهور فقط بداية من سبتمبر (ايلول) الماضي. وكان جارسيا ريمون تولى منصبه خلفاً لخوسيه انطونيو كاماتشو المدير الفني السابق للمنتخب الاسباني الذي استقال بعد أربعة شهور من تعيينه مدربا قائلاً إنه لا يشعر أنه قادر على قيادة نجوم الفريق لتقديم أفضل ما لديهم. وكان سلفه كارلوس كويروز استمر في منصبه لمدة تقل عن عام. وقال اميليو بوتراجينو نائب رئيس ريال مدريد في مؤتمر صحفي قدم خلاله لوكسمبورجو «وافق مجلس إدارة ريال مدريد بالإجماع على تعيين فاندرلي لوكسمبورجو مدرباً جديداً». وأضاف «هذا ليس بالقرار السهل بالنسبة لنا لكننا نعتقد أنه أفضل قرار الآن لريال مدريد». وقال لوكسمبورجو «انها مسؤولية عظيمة جداً بالنسبة لي.. لكنني لست خائفاً من المسؤولية» مضيفا أن كل مدرب يتطلع لتدريب ريال مدريد. ومضى يقول إنه يعتقد أن النجاح في كرة القدم يعتمد على النظام والوحدة والعمل الجاد والحرفية. ويستعد لوكسمبورجو لقيادة فريق متخم بالنجوم وفي مقدمتهم رونالدو وراؤول وزين الدين زيدان وفيجو وديفيد بيكام ومايكل اوين. وأفاد مسؤولو النادي أن لوكسمبورجو وقع عقدا لمدة 18 شهراً وأنه سيقود الفريق بالتعاون مع نائب للمدرب ومدرب للياقة البدنية. وريال مدريد أنجح فريق في تاريخ كرة القدم الأوروبية حيث فاز بكأس أوروبا تسع مرات وهو رقم قياسي وبالدوري الاسباني 29 مرة. لكنه احتل المركز الرابع في الدوري المحلي الموسم الماضي الذي أنهاه دون أن يفوز ببطولة كبرى وذلك للمرة الأولى خلال خمس سنوات. وتراجع الفريق للمركز الخامس هذا العام بفارق 13 نقطة عن برشلونة متصدر الدوري ومنافسه التقليدي. والتعاقد مع لوكسمبورجو بعد فترات قصيرة لجارسيا ريمون وكاماتشو يظهر تطلع ريال مدريد بشدة للنجاح ونفاد صبره مع أي مدرب لا يقود الفريق لاحراز بطولات. ولوكسمبورجو صاحب سجل قياسي رائع حيث فاز بالدوري البرازيلي خمس مرات - وهو رقم قياسي - مع أربعة أندية مختلفة هي بالميراس عامي 1993 و1994 وكورينثيانس عام 1998 وكروزيرو عام 2003 وسانتوس هذا العام. وكان لوكسمبورجو قاد منتخب البرازيل بين عامي 1998 و2000 وفاز بكأس كوبا أمريكا عام 1999 قبل أن يفقد منصبه بعد دورة الألعاب الأولمبية في سيدني بسبب سوء النتائج. ولد لوكسمبورجو قرب ريو دي جانيرو في العاشر من مايو (أيار) عام 1952. وبعد مشوار رياضي عادي للمدافع لوكسمبورجو انتقل إلى التدريب عام 1986 حيث عمل مساعداً لمدرب فريق اولاريا المتواضع في ريو دي جانيرو. وفي عام 1989 نجح في قيادة فريق ليدز براجانتينو المغمور إلى دوري الدرجة الأولى في بطولة ولاية ساو باولو للمرة الأولى في تاريخه. وقاد الفريق للفوز بالبطولة في العام التالي مباشرة. وانتقل إلى نادي فلامنجو عام 1991 ومنه إلى بالميراس الذي لم يذق آنذاك طعم الفوز بالبطولات منذ 17 عاماً. وفي يونيو (حزيران) عام 1993 قاد لوكسمبورجو فريق فلامنجو للفوز ببطولة ولاية ساو باولو ثم قاده للفوز بالدوري البرازيلي في النصف الثاني من العام نفسه. وكرر لوكسمبورجو الإنجاز نفسه في عام 1994 وفاز ببطولة ولاية ساو باولو وبالدوري البرازيلي قبل أن يقدم استقالته ويرجع إلى فلامنجو. وفي عام 1995 وبعد ستة شهور مخيبة للآمال استقال من منصبه عندما حاول إنزال عقاب تأديبي على المهاجم روماريو لتغيبه عن التدريب مما دفعه للدخول في صراع مع مجلس الإدارة. وانتقل إلى فريق بارانا المتواضع وتولى تدريبه أربعة شهور قبل أن يرجع إلى بالميراس. وفي العام التالي قاد بالميراس للفوز ببطولة ولاية ساو باولو بعد سلسلة عروض رائعة سجل الفريق خلالها 102 هدف. وفي نهاية العام انتقل إلى سانتوس وهو الفريق السابق لاسطورة كرة القدم بيليه. وأمضى عام 1997 بالكامل مع سانتوس لكنه فشل في أن يقوده للفوز بأية بطولة كبرى لينتقل إلى كورينثيانس. وفاز مع كورينثيانس بالدوري البرازيلي عام 1998 وعين مديراً فنياً لمنتخب البرازيل. وفي عام 1999 قاد المنتخب للفوز ببطولة كوبا أمريكا. وأقيل من منصبه بعد الهزيمة أمام الكاميرون التي لعبت بتسعة لاعبين في دور الثمانية لمسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية في سيدني عام 2000. ثم أصبح واحداً من الشخصيات البارزة في تحقيق فتحه الكونغرس البرازيلي حول متاعب مالية في كرة القدم البرازيلية وتم استجوابه حول ضرائبه. واعترف للشرطة بأنه استخدام شهادة ميلاد مزورة طوال مسيرته الرياضية تجعله أصغر بثلاث سنوات عن عمره الحقيقي. وفي اكتوبر (تشرين الأول) عام 2001 تم تعديل سنه بعدما وافق القضاء على تغيير بيانات شهادة ميلاده. وعاد في العام نفسه إلى كورينثيانس قبل أن يفقد منصبه في ديسمبر (كانون الأول) بعد عام مخيب للآمال. وعين مديراً فنياً لبالميراس عام 2002 ثم قدم استقالته في أغسطس (آب) بعدما تلقى عرضاً مغرياً من كروزيرو. وفي عام 2003 فاز بالدوري البرازيلي مع كروزيرو. وأقاله النادي عام 2004 لينتقل إلى سانتوس ويفوز معه بالدوري في وقت سابق هذا الشهر. وأنهى ريال مدريد عاماً مخيبا للآمال بالخسارة على أرضه أمام اشبيلية صفر/1 الأسبوع الماضي. وقال ايكر كاسياس حارس مرمى الفريق بعد الخسارة إن أية انتكاسة جديدة تعني تلاشي آمال بطل أوروبا السابق في الفوز ببطولة الدوري الاسباني. ونقل موقع ريال مدريد على الإنترنت عن فلورنتينو بيريث رئيس النادي قوله إن النادي أنهى الموسم الماضي بشكل سييء جداً وأنه يتعثر لأسباب ربما تتعلق بالضغوط. وقال «أمنيتي لعام 2005 أن نخرج من هذا الوضع وأن نقدم من جديد كرة القدم التي جعلتنا نحظى بالإعجاب في كل أنحاء العالم».