مع بداية قرب دخول فصل الصيف وبداية بروز ونمو دور هيئة السياحة، والدور الكبير الذي يقوم به الأمير النشط جدا الأمير سلطان بن سلمان، والذي قابلته شخصيا أكثر من مرة ومن خلال هذه اللقاءات تلمس حجم الحماس والرغبة الكبيرة في تطوير "صناعة السياحة" لدينا، والذي "أصر" على أننا لم نصل لدرجة "مقنعة" ولا أقول "كافية" فلازلت أفضل خارج المملكة عن زيارة سياحية لأي مدينة لدينا، ليس لنقص أهمية المدن وتاريخها أبدا، بل لأننا لا نجد الخدمات المتكاملة والشاملة، ولعل أبرز ما يشاهد مثلا "بالرياض" لا يمكن أن تدخل مدينة ترفيهية مع عائلتك بل عليك أنت أي الزوج أو ابنك بعد أن يؤخذ مقاس لطوله هل يسمح أو لا يسمح له أن تخرج أنت وابنك خارجا وتنتظر مع السائقين حتى تنتهي زوجتك أو ابنتك، هل هذه سياحة؟ وحين قرأت تصنيف الفنادق لدينا وما صدر عن هيئة السياحة عن عدم أحقية كثير من الفنادق لرتبة أو تصنيف خمس نجوم والآن اكتشفنا أن الرياضوجدة والمنطقة الشرقية فقط يتوفر بها 23 فندقاً فئة خمس نجوم؟! وهذه نسبة متدنية جدا، ومع التصنيفات الجديدة التي وضعت الفنادق بتصنيف صحيح سنجد أيضا أن بقية الخدمات السياحة الأخرى لم تبرزها هيئة السياحة حتى الآن، فمثلا النقل سواء الجوي أو البري، ولن اتحدث عن النقل الجوي والخدمات الأرضية والجوية أي سوء يعيشة وأي معاناة حجز تتم والأمير سلطان بن سلمان جرب بنفسه ،حجز لأبها أعتقد ولم ينجح، أما الخدمات البرية من محطات وغيرها فهي في حال يرثى لها والأمير يدركها تماما، وأهم عمود فقري للسياحة هو النقل، أما النقل البحري السياحي فهذا معدوم نهائيا، سألت مرة عن رحلات بحرية لعشاء أو غداء على شاطئ الخليج وجدة لكن لا تجد سفينة واحدة تبحر بك بطول شواطئ المملكة التي تقارب أكثر من 3200 كيلو متر، أين السياحة البحرية والنقل البحري ورحلاته، أما الليموزين في المدن والمطارات، فلأول مرة أشاهد أن سائقي الليموزين لدينا كل بلباسه الوطني، سواء كان شرق آسيوي أو عربي أو غيره، فلا زي موحداً ولا أسعار ولا نظام خدمة منزلية أو مواقف خاصة فهي عشوائية بكل معنى الكلمة وخدمات رديئة جدا. حين تصنف هيئة السياحة الفنادق، فإننا أيضا نحتاج تصنيف الخدمات سواء بالمطارات أو النقل داخل المدن وسيارات الأجرة والمطاعم وأماكن الترفيه وغيرها، فالسياحة "صناعة" وليس وقتا للترفيه فقط، فأين المتاحف أو المسرح أو حتى السينما والذي تحولنا بقدرة قادر إلى دور سينما بكل منازلنا؟ نحتاج إلى حراك شامل وتقديم خدمات متكاملة ومتزامنة، لا يكفي أصنف فنادق وكأنها كل المشكلة وهي بداية جيدة وطيبة، ولكن نحتاج مواكبة للخدمات، يجب أن نقر ونعترف بالقصور لدينا أننا لا نملك بنية تحتية حقيقية في السياحة، ولا توعية للجمهور والناس عن أهمية السياحة، فخين يكون هناك رفض اجتماعي وعدم تقبل سيكون الأثر سلبياً وكبيراً، نحتاج أن نسهل إنشاء المدن السياحة والفنادق لا أن تكون عقبة وأزمة في كل موسم ونشاهد كل ذلك في المدن البحرية لدينا، أقدر كل جهد من هيئة السياحة والتي تبني من الصفر، ولكن لكي نوجد سياحة حقيقية يجب أن نوفر الخدمات التكاملية لا الجزئية ومجتمع منفتح على نفسه وعلى الآخر، عدى ذلك من سيرد أكثر من مليوني مسافر كل صيف مسافر شرقا وغربا ويتكبد الديون لكي يجد خدمات أفضل وتقديراً أرقى ومستمعاً لشكواه.