"عليك الشحن قبل أن نتحدث".. هذا ما تصر عليه إحدى الخطابات اللاتي تتلقى اتصالات عدة من فتيات ورجال راغبين في الزواج، وعلى رغم استجابة بعض الشبان لمطالب الخطابة من طريق الشحن ب "50 ريالا"، إلا أن استغلال الفتيات الراغبات في الزواج يفوق استغلال الشبان، خاصة أن تقدم العمر بالفتاة الراغبة في الزواج، إذ تقول بتول محمد: "اضطررت لدفع 3500 ريال لإحدى الخطابات كي تجد لي عريسا مناسبا"، مشيرة إلى شعورها بالقلق، إذ إن "ابن الحلال" لم يدق بابها بعد!. وعلى عكس بتول ترى فاطمة، وهي موظفة تزوجت في سن ال 35 عاما ب "أن الفتيات يصبن بقلق شديد كلما تقدمن في السن وهن لم يستطعن الزواج"، مضيفة "إن نظرة أهل البنت تتغير مع تقدمها في العمر، فتبدأ الضغوط عليها ولو بالتلميحات القاسية، كما أن الأخوان يدفعون الفتاة دفعا نحو البحث السري عن زوج مناسب لها، مضيفة".. إن الفتاة لا تجد من يتفهم ظروفها، وقد يلجأ أحد أخوانها بقصد أو من دون قصد لإهانتها لأنها لم تتزوج بعد". وتتابع "إن مثل هذه السلوكيات التي تسبب الضغوط النفسية على الفتاة تجعلها تتجه للخطابات اللاتي يعرضن مواصفات الرجال عليها أو يعدنها بزوج يمثل لها فارس الأحلام"، مستدركة "إن مثل هذه العروض لا تأتي من دون دفع المال للخطابة التي لا تكتفي بأخذ المال بعد إتمام عقد الزواج، بل لا بد من العربون الذي قد يتجاوز ال 6500 ريال، فتجد البنت نفسها مضطرة لدفعها علما أنها قد لا تحصل على شيء". الموظفات أهم! ومع أن هناك خطابات يكتفين بمبالغ صغيرة لا تتجاوز الألف ريال (قبل حصول العقد الشرعي)، إلا أن فتيات يؤكدن أن بعض الخطابات يسيل لعابهن على الفتيات الموظفات اللاتي يعملن في شركات أو في القطاع الحكومي ضمن ميزات وظيفية متقدمة، إذ يطلبن منهن أموالاً كثيرة، وعلى شكل دفعات، وتقول بتول: "إن الموظفة عليها أن تستعد لدفع الكثير من المال"، ناصحة إياها ب "عدم البوح عن مهنتها للخطابة التي ستقول لك ما مهنتك تحت مبرر أنها تريد المعلومات الصحيحة لتقديمها للزوج المستقبلي، والحقيقة هي أنها تريد أن تعرف مستوى دخلك لتحدد المال الذي تريده منك"، مشيرة إلى أن هناك بعض الخطابات استطعن أن يبنين المنزل الخاص بهن من أموال الفتيات. وعلى عكس الحالات التي لا ترضي الفتيات، تقول الخطابة أم محمد: "لدي نحو 450 فتاة كلهن بمواصفات يتمناها الرجال، فهن متعلمات وبعضهن موظفات"، مستدركة "لا آخذ عليهن أي أجر، إلا بعد أن يتم العقد وتتحقق الخطبة الشرعية"، مشيرة إلى أنها تسمع عن كثير من التجاوزات لدى زميلاتها الخطابات، الأمر الذي يفقد المهنة شرفها، وتضيف "إن المخالفات الكامنة في أخذ المال من دون وجه حق يسيء لمهنتنا وشرفها، إذ إن أكثر شيء نسعى لتركيزه فيها هو الصدق". وتتساءل "كيف يثق بنا الرجل أو المرأة إن قمنا بالتلاعب عليه مالياً، وإن كان غرضنا الوحيد المال فقط؛ خاصة أننا نستطيع أخذ المال فيما بعد والجميع في حالة من الفرح والسرور". خطابات "غشاشات"! وعلى رغم إصرارها على "شرف المهنة"، إلا أنها ترى أن هناك خطابات غشاشات حتى في المواصفات التي يقدمنها للرجل، فيكتشف الرجل في يوم عقد قرانه أن زوجته ليست بالمواصفات التي حددها، وتقول: "إن مثل هذه السلوكيات تقوم بها الخطابات كي تحصل على المال بعد إجراء العقد، في حين أن الرجل سيفاجأ"، مشددة على أن مثل تلك السلوكيات ترفع من نسبة الطلاق والمشاكل في المجتمع. وليس بعيداً عن النصب الممارس من قبل بعض الخطابات تحاول خطابات إقناع الفتيات بالزواج من كبار السن، إذ تقول فاطمة: "إن صديقتي أوشكت على الزواج من رجل ثمانيني، علما أن عمرها لم يتجاوز ال 27 عاما"، مشيرة إلى أن إقناعها بالزواج من الرجل العجوز جاء بعد جلسات عدة، مع الخطابة التي التقت بها في مناسبات زواج، وتضيف "كانت تجلس معها طوال حفلة الزواج، وتعطيها أملا مستقبليا بزوج يفهمها، وليس من شرط أن يكبرها ببضع سنين، فجمالها لن يتأثر طالما أن معها رجلا يحميها، كما توضح الخطابة أن لدى الفتاة مشكلة تكمن في تقدمها في السن، إذ كانت تقول لها إن الفتاة التي تتعدى 25 عاما يصعب أن تتزوج بشاب لأن الشباب يفضلون الفتاة الصغيرة 20 عاماً أو أقل قليلاً، الأمر الذي أقنع الفتاة بالزواج من الثمانيني". وتتابع "قالت لها إنه غني وسيعيشها في شكل رائع جداً، وسيكتب لها منزلاً باسمها بعد أن تتزوج به"، مشيرة إلى أنها انتزعت الفكرة من رأسها عبر ضرب المثل بزواجها من شخص يحمل كفاءة، إذ تقول: "قلت لها انظري تزوجت في سن ال35 عاماً من شخص يكبرني بسنوات، ويحمل مؤهلا جامعيا، فعليك الصبر، فهو مفتاح الفرج".