جاء هبوط الرائد إلى دوري الدرجة الأولى، وهو الهبوط الذي كان منتظراً منذ أن تعادل الفريق أمام الوحدة بالتزامن مع انتصارين منتظرين للقادسية على الاتفاق والشباب، ليؤكد أن الرائد بات بحاجة للكثير من العمل حتى يشتد عوده ويصبح قادراً على المنافسة. حضر فهد المطوع إلى الرائد وسط زفة جماهيرية غير مسبوقة في تاريخ النادي القصيمي، وحمل الرئيس الجديد رؤى وأفكارا جديدة، انسجمت مع متطلبات المرحلة الحديثة، ساعياً لإحلال عناصر عديدة في الفريق تماشياً مع الواقع، ومنتظراً أن تكون النتائج على مستوى التطلعات والعمل المبذول. أتذكر أنني قلت إن نجاح أكثر من 23 لاعباً مابين أجانب ومحليين يعد ضرباً من وهم، وهو ماحدث، رغم أن الفريق "الأحمر" قدم موسماً أكثر من جيد على صعيد المستويات، لكن المستويات وحدها لاترضي أنصار الفريق الذين لايعترفون سوى بالنتائج. "السيناريو" الذي يعيشه الرائديون هذه الأيام مطابق تماماً لما عاشوه قبل 4 مواسم، وتحديداً عندما انتكس الفريق ورحل إلى الدرجة الثانية في عهد عبد العزيز التويجري الذي تعرض لحملة انتقادات هي الأشرس في تاريخ النادي،لكنه صمد وعاد بالرائد إلى الممتاز في ظرف موسمين، وليس إلى الدرجة الأولى، وعندها تغنى الرائديون برئيسهم ووصفوه ب(الذهبي)، قبل أن يغادر كرسي الرئاسة، في وقت بات فيه التويجري رقماً صعباً على الخارطة الرائدية حتى يومنا هذا، ومايعيشه الرائد الآن هو نتاج طبيعي لمرحلة تتلو إخفاقاً، وأجزم أن المطوع كان بحاجة لإخفاق حتى يسبر أغوار النادي، وهو ما تجسد بقوله: "عرفت أن ثمة أشخاصاً يقابلونني بوجه، وفي غيابي يظهرون بوجه آخر"، الأمر الذي يؤكد أن المطوع فهم اللعبة جيداً. ماقدمته الإدارة الرائدية ربما يمنع البعض من توجيه سياط النقد اللاذع نحو المطوع باعتباره تجاوز بالرائد خط الفقر ووضعه ضمن الأندية التي لاتعاني مالياً، وبالتالي استمر غياب قضايا الرائد ولاعبيه بل وبعض إدارييه عن أروقة الرئاسة ولجنة الاحتراف، عكس ما كان يحدث في الحقبة السابقة، حتى وإن ظهرت بعض الأخطاء التي هي بالأساس من صميم العمل في الأندية. لن نقول إن إدارة الرائد لم تخطئ، أو أن الأخطاء التحكيمية وتحامل اللجان على الرائد هي السبب الوحيد في عودة "رائد التحدي" إلى الدرجة الأولى، فالرائد عانى من أخطاء في اختيار اللاعبين الأجانب الذين هم من جلب البطولات للفرق الكبيرة، حتى وإن أوجدنا لإدارة الرائد العذر كونها اجتهدت وضخت مبالغ ضخمة في سبيل الارتباط بالمحترفين الأجانب وأقصد المهاجمين تحديداً، وهي الأخطاء التي ينتظر عشاق النادي تصحيحها إن بقي الفريق (محترفاً). وعلى الرغم من نجاح الإدارة في استقطاب عناصر محلية عدة، إلا أن الإخفاق لازمها في بعض الأسماء وهو أمر حتمي، بالإضافة لإخفاقات القطاعات السنية رغم ما وفرته الإدارة من ميزانية غير مسبوقة طوال 55 عاماً مضت من تأسيس الرائد، إذ لم يقدم المشرف الفني هاني أنور خلال هذا العام عملاً ملموساً يختلف عما قدم في المواسم الماضية، من حيث التعاقد مع مدربين، أو حتى استقطاب المواهب التي نُفرت هذا الموسم من الرائد بطريقة غريبة، والنتيجة خروج مر من الاستحقاقات، والحديث عن هاني أنور ينطبق على الأعضاء المكلفين بالإشراف إدارياً على الفرق السنية، وهم الذين فشلوا بتسجيل أكثر من لاعب موهوب. ثمة أمور يعاني منها الرائد بفعل بعض منسوبيه الذين يختلفون في طريقة تعاملهم مع كيانهم الذي يعشقونه، ولو نظر هؤلاء إلى من هم حولهم وتمعنوا في طريقة تعامل بعض القائمين على الأندية الأخرى لما مارسوا إسقاطاتهم على من قدم الكثير للكيان الرائدي، في وقت لايمكن لنادٍ أن يسير إلى الأمام دون مادة، فالحديث عن أن الشرفيين يرفضون الطريقة التي يدار بها النادي يتنافى مع ظهورهم المستمر للتأكيد على أن ماتقوم به إدارة الرائد محل تقدير محبي النادي الجماهيري كافة.