الذاكرة القوية هي مظهر مهم من مظاهر الشخصية المتوازنة، وكثيراً ما نسمع عن بعض الشخصيات التي تتمتع بالذاكرة القوية، والتي تسعفها كثيراً في حل المشكلات، والقدرة على ربط الأحداث. ويختلف استخدام الذاكرة باختلاف الأشخاص، فهناك من يحسن استخدامها أو يسيء، ويعتمد ذلك على الطريقة التي تتم بها تسجيل المعلومات. فكلما ركزنا على حدث أو فعل معين، فإننا نزيد من قدرة الذاكرة على استعادة ذلك الحدث أو الفعل أو المعلومة. ولكن، لا تقلق إذا خانتك الذاكرة أحياناً !!.. المطلوب أن تتفاعل وأن تكون هادئاً، لأن الذاكرة تضعف ولا تصدأ إلا إذا توقفت عن استخدامها. وقد لاحظ كثير من الباحثين أن القلق وفقدان الثقة بالنفس والخوف يسهمون كثيراً في ظاهرة النسيان. كما أن فقدان الذاكرة ربما يكون مرتبطاً بالتشاؤم. وينصح الأخصائيون بأن يغير الإنسان سلوكه وردود أفعاله تجاه التشاؤم والقلق، وذلك بأن يكون إيجابياً في الحياة، وكلما زاد شعور الإنسان بالسعادة، فإن ذلك يقوي الذاكرة، وكلما كانت ثقتنا قوية بالله أولاً ثم بأنفسنا، فإن قدراتنا ستكون أفضل وتتحسن الذاكرة بشكل أكبر. ويجمع الباحثون في علم النفس والفسيولوجيا على أهمية الرعاية الدائمة لوظائف المخ وإعادة تأهيله عند الضعف، وذلك للمحافظة على حيوية العقل وقدرته على التواصل والانتباه، مما يجعله أكثر قدرة على التذكر والتفكير. ويتم ذلك من خلال القيام بتمارين تهدف إلى تشغيل الذاكرة والانتباه وتحفيز قوة الملاحظة وترابط الأفكار. ويمكن أن يقوم الإنسان بذلك من خلال قراءة المجلات والكتب التي تحتوي على بعض التمارين الذهنية والقراءة التي تنشط الذاكرة. ويلعب النوم دوراً مهماً جداً في قوة الذاكرة ونشاطها، وخاصة فيما يتعلق بدورة النوم التي تتخللها الأحلام. وتدل بعض الدراسات الحديثة إلى أن النوم المصحوب بالأحلام يلعب دوراً مهماً في معالجة وحفظ المعلومات التي يكتسبها الإنسان بعد فترة من التعلم .... بقي أن نذكر أن التغذية المتوازنة والنوم لفترة كافية هي من أهم متطلبات الذاكرة القوية .... التي تعد أحد أهم عناصر الشخصية المتوازنة.