الشيخ حمزة يوسف، الداعية الإسلامي الأمريكي، الذي استضافته الجامعات ومراكز البحوث والمعاهد والمنابر الثقافية والدينية في العالم العربي والإسلامي، استضافته أخيراً دولة الإمارات العربية المتحدة، ليشارك في مؤتمر الهدي النبوي في الدعوة والإرشاد في «أبوظبي» ولاقى اهتماما غير عادي في الإمارات، وهو يعتمد ا لتجديد في طرحه ويجيد مخاطبة الجمهور بلغة عربية فصيحة، وهو الذي قدم البرنامج التلفزيوني (رحلة مع حمزة يوسف) في شهر رمضان، ينتقد اخطاء المسلمين بقدر ما يهاجم موطنه الأصلي «أمريكا»، الشيخ حمزة مسلم يعارض المساوئ التي يرتكبها أهل دينه الذي اعتنقه وبنفس الوقت ثائر على مساوئ مواطنيه، فهو عقلاني ومطلع ويجادلك بقيم العروبة وأدبها وفقه الإسلام ويحاجك بالفتاوى وأمور الدين، ومن خلال اغلب محاضراته يرتكز على الآيات والأحاديث التي تكره بالقتال وبرؤية العدو والعنف، حتى في حالة الآخر وتماديه على حقوق البشر المشروعة، ويدعو بطرق الأساليب السلمية والحوار، وعدم دفع الناس الى الاقتتال. الداعية الإسلامي الأمريكي هو (حمزة يوسف هانسون) مواطن أمريكي، مسلم امريكي المولد والمنشأ من ولاية كاليفونيا، اعتنق الإسلام، في السابعة عشرة من عمره، وتعلم الفقه في الإمارات، وحفظ القرآن الكريم في المدينةالمنورة، ودرس اللغة العربية والأدب في المغرب والجزائر، وعاش مع مرابطي موريتانيا، زار العديد من الدول العربية والإسلامية وفي عام 1996م أسس معهد الزيتونة للدراسات الإسلامية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. حاورت «الرياض» لمعرفة أهدافه وفكره وتوجهاته، بهذا اللقاء الخاص: ٭ اهتمام الناس بك بهذا الشكل لأنك أمريكي أم لأنك مسلم؟ - ارجو الاهتمام بي أن يكون من أجل الدين ومن أجل الحق والإسلام وأن يكون مفيدا للناس وهذه أمنيتي، والاهتمام هذا ليس بيدي ولكن أتمنى اهتمام الناس من أجل اظهار الحق ورفعة اسم الإسلام عاليا اتمنى ذلك والفائدة للجميع ان شاء الله. ٭ في أمريكا كيف ينظر لك على أنك داعية وشيخ دين إسلامي ام أنك تتهم بالتطرف وان افكارك مخالفة لهم؟ - كثيراً اختلفت معهم وقد قال لي صديق انا (كنت أسمع عنك الخير فشككت فيك، وبعد ذلك نالوا منك فارتحت لك) وأنا أعجبني هذا الرأي لأن (رضا الناس غاية لا تدرك) والمجامل هو الإنسان المهادن والمنافق والذي يحظى بكل الآراء ولا أحد يخالفه، ولكن من يقول الحق ويقف مواقف صعبة وثابتة لابد أن يجد من يخالفه. ٭ ما الذي جعل الإسلام يصل إلى هذا المستوى من النظرة لدى الغرب على وجه الخصوص؟ - بسبب الأحداث الساخنة على الساحة الدولية، فمثلاً قيام الثورة الإيرانية ثم الحدث الكبير الذي وقع في 11 سبتمبر لأن أمريكا أول مرة تضرب في عقر دارها من قوة خارجية، وهذه الأحداث نسبت إلى المسلمين، ولهذا السبب اراد العالم كله ان يفهم ما اهمية ودور وتأثير الإسلام وردود هذا الفعل على مثل هذا الحدث المهم الذي حصل في أمريكا، ويتساءل الكثيرون في امريكا وغيرها هل الإسلام دفعهم الى ذلك العمل أم أنه خطأ من عدد من المتطرفين فقط، والأمريكان اختلفوا بعضهم مع بعض وانقسموا الى نصفين، فمنهم من يقول إن الإسلام دين عنف والإسلام قوة غاشمة ولابد أن نحارب الإسلام ونقضي عليه ومنهم من قال: إن الإسلام دين سماوي ودين عظيم وله مساهمات عظيمة في الحضارة الإنسانية، ويدعو إلى السلام والمحبة كسائر الأديان الابراهيمية، ولكن في كل دين يأتي من يشوه ذلك الدين ولكل قاعدة شواذ ونرجو أن الرأي يحترم الإسلام يغلب على الرأي الآخر. ٭ ما دور المسلمين في أمريكا في توضيح الحقيقة والصورة الصحيحة حول ملابسات مثل هذا الاشكال؟ - دورنا الأساس هو تحسين هذه المفاهيم، والقيام بهذا الواجب، لأن رد الشبهات من واجبات الدعاة والعلماء من المسلمين وعليهم رد الشبهات التي اثيرت حول الإسلام وتشويه صورته المشرقة، ونرجو من الله أن نكون من القائمين بذلك. ٭ برأيكم هل بصالح العالم والغرب تحديدا محاربة العالم الإسلامي بغية القضاء عليه والنيل منه؟ - لا ابدا.. ابدا.. ليس من صالح الغربيين ان يحاربوا الإسلام وليس من صالح المسلمين ان يحاربوا الغرب، المصلحة الكبرى في التعايش وهذه من المسلمات، لأن الحرب تأكل الأخضر واليابس، والحرب لا تأتي بخير، والتاريخ يشهد ان الحروب كلها دمار وخراب، والحرب كما قال: امرؤ القيس الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها إلى كل جهول وهذه الأبيات وردت في صحيح البخاري وامتثل السلف بهذا البيت من الشعر، لأن الحرب فتنة، لذلك الإسلام يحذر منها والجهاد ليس لغرض الحرب ولكن لأجل السلام، وازالة العدوان لكي يعيش الناس بسلام، انا لا ارى أي مصلحة في الحرب في الوقت الراهن نريد إزالة الحروب والدمار والخراب من كل مكان في العالم. ٭ الكثير من أنظمة الغرب تدعي العلمانية، فهل حرية الأديان تتناقض والعلمانية برأيكم؟ ألا تعتقدون أن العلمانية في سلوكها ضد الأديان تعد ايدلوجية مثلها مثل أي دين؟ - العلمانية في أمريكا وأوروبا ليست ضد الأديان كفكر وعمل فردي، ولكن الأديان تتحكم في المجتمع، فمثلا الإسلام في أمريكا لا يمنع أي انسان أن يعتنقه أو يقيم مسجد أو يبني مدرسة أو يدفع زكاة أو يذهب للحج أو يؤدي صيام وقيام رمضان، وأمريكا تحترم مشاعرهم وتهنئهم في مناسباتهم الدينية (أقصد المسلمين) ولكن الأشياء التي تحصل في الأمور الادارية المعاملات، فمثلا تحريك الربى، العلمانية قد تحارب هذا الفكر لأنه من مصلحة العلمانية ابقاء الربى لمصلحة النظام الاقتصادي لاستمرار الربى في العالم، نعم هناك اشياء في الإسلام لا يريدها بعض العلمانيين، هذا واضح جداً، ولا يعني ان العلمانية بحد ذاتها تحارب الإسلام كله، فمن العلمانيين يأتي احدهم وينكر الربى ويعتبره انه مضر وخطر على الإنسان وهناك عدة كتب تحارب الربى، وقد قرأت عدة كتب تحارب هذا الشأن وتمقته وتحاربه من اقتصاديين علمانيين أمريكان وأوروبيين وهم ضد الربى، والعلمانية تتعلق بمصالح دنيوية، والإمام الشاطبي يقول (إن المصالح آخروية ودنيوية) ونحن نريد من القيم والأخلاق الإسلامية أن تسود في المجتمع وهذا المهم، ولكن هذا ليس اننا نريد العلماء ان يتحكموا بكل شيء وبكل أمر، لأن هناك أمور لا تعنيهم، مثل ان الله سبحانه وتعالى قال: {وشاورهم في الأمر} هو ليس في الدين، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يستشير أحد في الدين ولا يأخذ رأيهم في الدين، لكن {شاورهم في الأمر} أي في قضايا الحروب والمصالح الدنيوية، ونتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم (استغرب من تأبين النخيل) والصحابة تركوا هذا الشيء وخسروا في ذلك العام من قلة التمور، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «أنتم أدرى بأمور دنياكم» فهو اعترف انه لم يعلمهم الزراعة وهذه الأشياء مثلاً. ٭ بعد 11 سبتمبر، انطلقت حملة مضادة للإسلام، وتحديداً للمملكة العربية السعودية، فكيف ترى موجبات هذه الحملة؟ - أنا تأسفت على ما حصل.. وعلى الحملة ضد المملكة العربية السعودية لأني ارى ان المملكة وقفت مع الشعب الأمريكي كثيرا، والصداقة الصحيحة تنفي قطع العلاقات، بفعل تصرفات ناس لا يمثلون الدولة، هؤلاء من قام بهذه الأعمال ضد امريكا هم لا يتجاوزون 15 شخصاً من المسلمين من السعوديين هذا ليس معنى ان السعوديين بعددهم الكبير قرروا هذا الشيء، والمملكة تعاني هذا الشيء في قلبها، من تصرفات هؤلاء المتشددين، ومن يتهم السعودية بهذا العمل أقول ان هذا الشيء (خبث إعلامي جداً)! وحتى الادارة الأمريكية تعرف هذا الشيء وأنا على يقين انهم يعرفون الحقيقة بعينها، واستقرار الدول الخليجية يكمن بالعلاقات الجيدة مع الولاياتالمتحدة والذي يريدون ويطالبون بقطع علاقة امريكا بالسعودية ودول الخليج اعتبرهم (شياطين تماماً)!! ونحن نريد أن تستمر العلاقات ما بيننا وتوطد وتزدهر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (تجارة عن تراض).. ولابد أن يكون هناك تراض من قبل الطرفين، وأمريكا والغرب يحترمان العالم الإسلامي ويقدران مشاعرهم وأديانهم. ٭ في (معركة الانتخابات الأمريكية)، بعد ما ذكر أن الكثير من العرب والمسلمين توجهوا بأصواتهم لكيري ضد بوش، هل برأيك أن هناك فرق بين (بوش وكيري)؟ - نعم أكثر من 65٪ من العرب والمسلمين، صوتوا لصالح كيري ضد بوش، واعتقد سبب هذا، لأنهم أحسوا بأن الادارة الأمريكية لم تراع وعودها للمسلمين، وكذلك بسبب حروب بوش هنا وهناك، لأن الكثير من المدنيين والعزل ماتوا في هذه الحروب المدمرة. ٭ يخضع المجتمع الأمريكي تحت وطأة وسائل الإعلام الذي يسيطر عليه النفوذ الصهيوني، وهي تحاول أن تغيب الرأي العام الأمريكي باتجاه عدم قبول المسلمين، هل أنت متفائل ازاء وضع المسلمين في أمريكا؟ - في أمريكا هناك ناس منصفون، وناس غير ذلك، وبعض المسلمين يجعلون من الأميركان كلهم خبثاء وشياطين، وهذا خطأ، وذكر القرآن الكريم: {ومنهم من أن تأمنه بقنطار يؤده اليك ومنهم من ان تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً} فمنهم من يقوم بالعدل والإنصاف ومنهم من لا يفعل ذلك، هناك عناصر في أمريكا من النصارى واليهود فعلاً يحاربون الإسلام، وهذا صحيح ومنهم عكس هذا تماماً، فالإنصاف ان نرى الآخرين كأفراد ومنظمات والذين ضدنا نعرفهم والذين ليسوا ضدنا نعرفهم أيضاً، فمثلاً في غوانتنامو، أول مدافعين عن المتهمين المسلمين هناك رجل يهودي وأنا اعجبت به كثيراً، وهو من ثلاث سنوات يدافع عن حقوق المسلمين وقد ظفر بفك قيد عدد من المسلمين الأسرى هناك ولكن للأسف، الذين يأثرون على الإسلام في أمريكا استغلوا وبذلوا جهوداً كبيرة واجتهدوا لتشويه صورة الإسلام، وأنا أرى وأجزم وأفضل من الشكوى من هؤلاء وبدلاً من اللوم على هؤلاء ان نعمل مثلهم وأكثر ونستغل ونسعى ونجتهد ونبذل جهودنا في الدفاع عن أنفسنا وعن وجود الإسلام بالوسائل المتاحة لنا، بالطرق المثلى لا أن نجلس على الكراسي وننتظر ماذا يقال عنا ونتسمع الشتائم وتوجه لنا التهم ونحن صامتون، هم رجال ونحن رجال، والذين نشروا الإسلام استخدموا علمهم وامكاناتهم ونحن أيضاً علينا أن نجتهد ونعمل ونصبر لكي نصل إلى النتائج الايجابية التي تحسّن صورة الإسلام. ٭ معروف ان عدد المسلمين أكثر من عدد اليهود، ما سر ضعف تأثير المسلمين الأمريكان على القرار السياسي والادارة الأمريكية مقارنة بتأثير اليهود هناك؟ - سر ضعف المسلمين أصبح ملاحظاً في كل مكان وليس في أمريكا فقط، الله سبحانه قال: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}.. سر ضعف المسلمين بعدم اتفاقهم واتحادهم وانتقادهم بعضهم بعضناً، والكل منهم يكيل التهم للآخر، هذا عميل وهذا جبان وهذا خبيث وهذا كذاب وهذا متآمر وهكذا أصبح ضعف المسلمين وعدم تأثيرهم على الآخرين، ونفهم ان الاتحاد قوة ومن مصلحة الجميع ومن مصلحة الناس والاتحاد يحمي ويطور أي بلد أو جماعة متفرقة وأنا اعتقد ان السبب في تفرقة المسلمين هو من أنفسنا وليس من غيرنا . ٭ لقد تطرقت إلى قضية المسلمين في (غوانتنامو) ما هو موقفكم كمسلمين في أمريكا من هذه القضية لاسيما ان المعتقلين كلهم مسلمون؟ - أنا أرى انها (مأساة) وكثير من القانونيين أدركوا خطورة هذه القضية ويحسون بهذا الذنب، واستدركوا مدى خطورة هذه القضية وانعكاسها سلباً على سمعة أمريكا، والادارة الأمريكية كثيراً ما تخطئ، ولكن هناك عناصر من الحكومة استدركت هذا الأمر وبالانصاف أنا رأيت ان هناك عدم رضا من الحكومة الأمريكية على مثل هذه القضايا لأنها تخالف المبادئ الأمريكية، وشوهت صورة أمريكا بالخارج، لأنه من حق المتهم ان يطالب بمحامي وتتوافر له الزيارة وتكون هناك مرافعات ومحاكم عادلة لمثل هؤلاء المتهمين. ٭ يقال ان امريكا تسمح بتدريس كل المناهج والأديان ما عدا الإسلام، هل هذا صحيح؟ - لا ابداً.. ابداً هذا غير صحيح أمريكا لها محاسن ومساوئ، نعترف بمساوئها ولكن علينا ان نعترف بمحاسنها، وأنا عندي معهد (الزيتونة) للدراسات الإسلامية ندرس فيها الدين الإسلامي، وله فروع في أمريكا، والدولة توظف ائمة في السجون من قبل الدولة لترشيد السجناء في السجون الأمريكية، ومادة الإسلام مقررة في المناهج التدريسية في الصف السابع والتاسع من الصف الثانوي. ٭ بعض الدول العظمى تأيد المقاومة وتدعمها إذا كانت تخدم مصالحها، بينما تمقتها وتكيل لها التهم، وتصفها بالإرهاب إذا تعارضت مع مصالحها، كيف تفسر هذه الازدواجية؟ - هذا يحصل كثيراً، وهناك قول مفاده ان (إرهابي لقوم مجاهد لقوم آخر) وأنا أقول ان قتل الأبرياء والمدنيين هو إرهاب، أما مقاومة الاحتلال فهذا اقرته كل الأديان السماوية والأعراف والقوانين ومن حق الإنسان ان يدافع عن وطنه، ومعاهدة جنيف أشارت صراحة في هذا الأمر، وحتى قرارات الدولة الأمريكية تقر بذلك وقد شرعها الإسلام قبل كل شيء وكتاب تاريخ القصف للكاتب (سيبن رينكس) وهو أوروبي كتب في تاريخ القصف ويقصد به القصف الجوي وقال في كتابه المشهور إن أول من قنن القوانين الحربية هو أبوحنيفة النعمان من الكوفة (رحمه الله) كما ذكر هذا الكاتب الأوروبي ونحن نريد ان نعرف هذه القيم والمبادئ الإسلامية العالية ليرى الجميع أهمية الإسلام في الكون أما ما يخص المقاومة في أراضي محتلة مختلفة فهذا يرجع إلى أهل الحل والعقد، هم الذين يقرون بهذا الأمر، وأنا لا أرى ان مصلحة المسلمين ان الأفراد يتحكمون في هذا الشيء، هذه الأمور تعني الحكومات وأهل الحل والعقد والعلماء الذين لهم كلمة شرعية وفاصلة في هذه الأمور. وما يجري في فلسطين والعراق أرى ان هناك ظلاًم وانتهاكات وليس من مصلحة الجميع قتل الأبرياء والعزّل والشيوخ، وأنا بكيت على المئة ألف الذين قتلوا من المدنيين والأبرياء في العراق والله بكيت كثيراً عليهم وحزنت كثيراً على سفك الدماء البريئة وهذا لا يعني اني ارفض من يدافع عن وطنه وأرضه والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا تتمنوا لقاء العدو» نحن لم نتمن الحروب ولقاء الحروب ونتمنى التعايش مع الجميع. ٭ من وجهة نظركم ما المطلوب من الخطاب الإسلامي الآن في هذه المرحلة؟ - الخطاب الإسلامي يحتاج إلى إعادة النظر وإعادة القراءة ببعض المواقف، المسلمون في طريق النمو في الحياة، وأنا من 10 سنوات كانت لي أفكار ونبذتها وكانت عقيمة ولا تفيد، وقد ادركت وفهمت وتعلمت واكتشفت ان أفكاري القديمة لا تصلح.