طالب رجال أعمال بمساهمة الدولة في دعم قطاع السياحة ودفع عجلة الاستثمار السياحي وتشجيع الجهود الرامية لتوطين الوظائف في كافة مسارات السياحة الوطنية. داعين إلى إنشاء شركات سياحية مساهمة كبرى وإطلاق بوابة إلكترونية لعرض فرص العمل في قطاعات السياحة المختلفة. وأوصى محمد المعجل مدير عام شركة المعجل للمشاريع السياحية في ورقة قدمها أمس في ملتقى السفر والاستثمار السياحي 2010 بالرياض بتحوير بعض الثانويات العامة لثانويات سياحية وفندقية وإنشاء المزيد من كليات السياحة. وعبر المعجل عن أسفه من عدم التزام بعض السعوديين العاملين بقطاع السياحة بأوقات الدوام، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "الأمن الوظيفي في القطاع غير مستقر، وهناك ضعف في المرتبات وعدم وجود حوافز ومزايا". وحول سمات الوظائف السياحية قال المعجل ان "بيئة القطاع السياحي متغيرة، وتشبع الطموح، كما أن العمل في المجال السياحي يتيح التعرف على الكثير من عادات وتقاليد الأفراد". ودعا المعجل إلى تدريب وتوظيف الطالبات الجامعيات وذوي الاحتياجات الخاصة في القطاع السياحي. كما دعا إلى إنشاء شركات سياحية مساهمة كبرى، وموقع انترنت تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار يعرض فرص العمل المتوافرة في القطاع. وقدر محمد الشمري نائب رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة عدد العاملين في قطاع السياحة ب(457,658) موظفا، منهم (117,384) سعوديا يمثلون ما نسبته (25,7%) من عدد الوظائف، وقال "ان عدد وكالات السفر والسياحة ارتفع من 816 في 2005 إلى 1529 في 2009" عدد الوظائف المباشرة في قطاع الإيواء تزيد على 71 ألف وظيفة مباشرة ونسبة السعودة فيها 29%، ونصيب المطاعم والمقاهي 237.982 ألف وظيفة بنسبة سعودة تقدر ب13%، أما الوظائف التي توفرها وكالات السفر والسياحة فبلغت 9.153 وظيفة ونسبة سعودة 36%". وتوقع أن تحقق مجموعة الطيار للسفر نسبة سعودة تصل إلى 75% مع نهاية عام 2015. ورش المسارات السياحية ومن جهة ثانية، وضمن فعاليات ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي، وتحت عنوان (التجربة السياحية المتكاملة والمسارات السياحية)، أقيمت ورشة عمل تناولت المسارات السياحية والشراكة المؤسساتية في التخطيط والتنفيذ، وتطوير المنتج السياحي، ودور منظمي الرحلات السياحية في تنشيط الحركة السياحية، وفي هذه الورشة التي نسق لها الدكتور يوسف المزيني المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بالمدينة المنورة، أشار الدكتور خالد طاهر مستشار سمو رئيس الهيئة للمناطق، إلى أهمية تركيز المسار السياحي على الموقع الجاهز للسياحة، حيث أن صناعة السياحة تتنافس مع قطاعات وصناعات أخرى، وتتنافس مع وجهات سياحية إقليمية وعالمية، ويجب إعداد خطة عمل داخل الهيئة وخارجها مع جهات أخرى مثل الأمانات والغرف التجارية، وأن يكون الموقع جاذباً للناس للخروج بطابع إيجابي بأن تتوفر فيه الوسائل الجاذبة لوجود معلومات ووسائل وثراء من المنتجات السياحية. أما الورقة الثانية فكانت حول (تطوير المنتج السياحي) قدمها حمد بن عبدالعزيز آل الشيخ مدير عام البرامج والمنتجات السياحية، حيث قام بتعريف المنتج السياحي من خلال عناصره وخصائصه وما يقدمه للسائح وما يتناسب مع كل فئة من المنتجات السياحية، واستعرض آل الشيخ مراحل تطوير المنتج من كونه فكرة تتم مناقشتها ودراسة جدواها الاقتصادية وقبول المستفيد من الخدمة، انطلاقاً من مفهوم أن ما كان يرضى الناس عنه في السابق لا يرضى عنه الناس اليوم، كما تناول آل الشيخ دور الهيئة العامة للسياحة والآثار في تقديم المنتج السياحي بالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع والشركاء والبيئة التنظيمية. سيدة سعودية تعرض منتجات للحلويات الشعبية من القصيم وقدم الورقة الثالثة متعب المحمود المدير التنفيذي للصرح للرحلات السياحية، وبين استراتيجية العرض بين مزودي الخدمة السياحية وطالبيها وفق منظومة متكاملة، وتطرق إلى تجربة تطوير مركز أشيقر التاريخي، الذي اكتملت فيه المقومات وأصبح هناك تكامل بين مزود الخدمة ومنظمي الرحلات لأنه يصعب الاستفادة من الموقع بدون منظم رحلات وتقديم الخدمات كمنتج متكامل للسائح، كما تناول الدور التنظيمي الاقتصادي والتنمية الثقافية للمنظم من خلال تنسيق الرحلات واستقطاب السياح وتوطين الوظائف وتشجيع الأسر المنتجة. منتجات الحرفيات من جهة ثانية، عرضت مجموعة من الحرفيات السعوديات بالمعرض المقام على هامش الملتقى، جملة من الحرف اليدوية القديمة التقليدية التي عرفت بها مختلف مناطق المملكة، حيث يعملن على إعدادها وتحضيرها في الأجنحة التي تم تخصيصها لهن داخل أروقة المعرض. وتقول أم تركي (50 عاما) وهي تحبك عددا من السعف المأخوذ من شجرة يتطلق عليها شجرة الروم الموجودة بمنطقة جازان: "إنها تمتهن إعداد سفرة الطعام والحافظات الشعبية القديمة التقليدية منذ ما يربو على 20 عاما، من خلال خوص شجرة الروم"، مشيرة إلى أن العمل في المهن التقليدية يسهم في تحسين الوضع المعيشي لدى النساء السعوديات، ويفتح لهم آفاقا عديدة تجارية، ويساعدهم في المشاركة في كثير من الفعاليات والمهرجانات المتنوعة التي تقام طيلة أيام السنة في المملكة، وتواصل حديثها "أعمل أيضا على تدريب بناتي في عدد من الحرف اليدوية التقليدية، وأجد منهن حماسا للعمل في مجالات حرفية متنوعة"، مؤكدة في الوقت ذاته على أهمية المحافظة على التراث والأرث الذي تركه الأجداد من الاندثار عبر إحيائه والتمسك به وتدريب الأجيال المقبلة على مثل هذه الحرف. فيما تشير ندى العيدان إحدى الحرفيات بالقصيم، إلى أنه يتم عرض عدد من الحرف التقليدية الخاصة بمنطقتهن كالثياب الرجالية وأطقم السفرة، ومجموعة من الدروع التذكارية التي يتم تصنيعها محليا عبر عدد من الحرفيات السعوديات النشيطات والمهتمات بموضوع الحرف، كما يتم عرض الأكلات الشعبية التي عرفت فيها المنطقة كالكليجا والتمر السكري، ومجموعة من التعلقيات الخاصة بالنساء التي تم تصنيعها خصيصا لهن من قبل سعوديات كبيرات في السن.